ـ الذيوع والانتشار :
لعل السمات التى يتسم بها المثل من الإيجاز والوضوح وإصابة المعنى وغيرها أضفت عليه صفة الذيوع والسيرورة، وقد لفت هذا أذهان العرب، فشبهوا بالمثل كل شيء يشيع وينتشر فقالوا: (أسيرمن مثل) ، وقال الشاعر
ما أنت إلا مثل سائر يعرفه الجاهل والخابر
هذا .. وقد نـوّه مدونو الأمثال إلى هذه السمة ، فمثلا يقول الزمخشرى: "ولأمر ما سبقت أراعيل الرياح وتركتها كالراسنة فى القيود ، بتدارك سيرها فى البلاد، مصعدة ومصوبة، واختراقها الآفاق، مشرقة ومغربة حتى شبهوا بها كل سائر أمعنوا فى وصفه وشارد لم يألوا فى نعته
ووصف ابن عبد ربه الأمثال بأنها "وشْيُ الكلام وجوهر اللفظ وحلي المعاني، تخيرتها العرب، وقدمتها العجم، ونطق بها فى كل زمان، وعلى كل لسان، فهى أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة، لم يسر شيء سيرها، ولاعم عمومها