عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 30-05-2010, 08:04 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

نظرية الحقول الدلالية
إذا كانت المدرسة الأمريكية التي قدمت نظرية التحليل التكويني للمعنى من أهم المدارس التي تمثل أحدث الاتجاهات في دراسة الدلالة في النصف الثاني من القرن العشرين، فإنها لم تكن الوحيدة في ميدان الدراسات اللغوية، فقد كانت المدرسة الإنجليزية التي قدمت نظرية السياق، كما سبقتهما المدرسة الألمانية بنظرية المجال الدلالي التي لعبت دورا مهما في دراسة المعنى.
ويُعـدّ دى سوسير رائد هذا الاتجاه عندما لفت الانتباه إلى ما أسماه بالعلاقات الاتحادية rapports associatifs التي توجد بين عـدة وحدات كلامية، مثل كلمات: "يخشى craindre ويشكك redouter ولديه خوف avoir peur.
ومن ثم عُرِف المجال الدلالي بأنه مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها، وتوضع تحت لفظ عام يجمعها، أو "مجموعة من الكلمات المتقاربة التي تتميز بوجود عناصر أو ملامح دلالية مشتركة"، وقد عرّف أولمان المجال الدلالي بأنه

"قطاع متكامل من المادة اللغوية يعبر عن مجال معين من الخبر" وعرفه جون ليونز بأنه "مجموعة جزئية لمفردات اللغة
وبناء على ما سبق فإن معنى الكلمة وفقا لهذه النظرية يُحَدّد على أساس علاقتها بالكلمات الأخرى المجاورة لها، أو من خلال مجموعة الكلمات المتقاربة التي تملك علاقة تركيبية، ومثال ذلك كلمات الألوان في العربية؛ فهي توضع تحت اللفظ العام (لـون) وتضم ألفاظا مثل: أحمر وأبيض وأزرق وأصفر وأخضر.
وتعتمد هذه النظرية على الفكرة المنطقية التي تقول بأن المعاني لا توجد منعزلة الواحد تلو الآخر في الذهن، بل لابـد لإدراكها من ارتباط كل معنى منها بمعان أخرى؛ فلفظ إنسان الذي نعده مطلقا لا يمكن أن نعقله إلا بالإضافة إلى كلمة حيوان مثلا، ولفظ رجل لا يمكن أن نعقله إلا بالإضافة إلى لفظ امرأة، ولفظ حـار لا يفهم إلا بالإضافة إلى لفظ بارد؛ فلابـد من بحث الكلمة مع أقرب الكلمات إليها في إطار مجموعة واحدة، وعلى سبيل المثال فإن الكلمات التي تمثل التقديرات الجامعية (ممتاز، جيد جدا، جيد، مقبول، ضعيف، ضعيف جدا) لا يمكن فهم إحداها إلا في ظلال الكلمات التي قبلها أو بعدها
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس