عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2010, 01:46 PM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,134
معدل تقييم المستوى: 20
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي اا ... تحريم التخاصم ... اا

عنْ أبي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((لَا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.


نَفْيُ الْحِلِّ دَالٌّ عَلَى التَّحْرِيمِ، فَيَحْرُمُ هِجْرَانُ الْمُسْلِمِ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. وَدَلَّ مَفْهُومُهُ عَلَى جَوَازِهِ في ثَلاثَةِ أَيَّامٍ. وَحِكْمَةُ جَوَازِ ذَلِكَ في هَذِهِ الْمُدَّةِ أَنَّ الإِنْسَانَ مَجْبُولٌ عَلَى الْغَضَبِ وَسُوءِ الْخُلُقِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَعُفِيَ لَهُ هَجْرُ أَخِيهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، لِيَذْهَبَ ذَلِكَ الْعَارِضُ؛ تَخْفِيفاً عَلَى الإِنْسَانِ، وَدَفْعاً لِلإِضْرَارِ بِهِ، فَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَسْكُنُ غَضَبُهُ.
وَفِي الثَّانِي يُرَاجِعُ نَفْسَهُ، وَفِي الثَّالِثِ يَعْتَذِرُ، وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ قَطْعاً لِحُقُوقِ الأُخُوَّةِ، وَقَدْ فَسَّرَ مَعْنَى الْهَجْرِ بِقَوْلِهِ ((يَلْتَقِيَانِ....)) إلَى آخِرِهِ، وَهُوَ الْغَالِبُ مِنْ حَالِ الْمُتَهَاجِرَيْنِ عِنْدَ اللِّقَاءِ.
وَفِيهِ دَلالَةٌ عَلَى زَوَالِ الْهَجْرِ لَهُ بِرَدِّ السَّلامِ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ، وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَمِّ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ مَوْقُوفٍ، وَفِيهِ: " وَرُجُوعُهُ أَنْ يَأْتِيَ فَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ".

قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ الْقَاسِمِ: إِنْ كَانَ يُؤْذِيهِ تَرْكُ الْكَلامِ، فَلا يَكْفِيهِ رَدُّ السَّلامِ، بَلْ لا بُدَّ مِن الرُّجُوعِ إلَى الْحَالِ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمَا، وَقِيلَ: يُنْظَرُ إلَى حَالِ الْمَهْجُورِ، فَإِنْ كَانَ خِطَابُهُ بِمَا زَادَ عَلَى السَّلامِ عِنْدَ اللِّقَاءِ مِمَّا تَطِيبُ بِهِ نَفْسُهُ، وَيُزِيلُ عِلَّةَ الْهَجْرِ، كَانَ مِنْ تَمَامِ الْوَصْلِ وَتَرْكِ الْهَجْرِ، وَإِنْ كَانَ لا يَحْتَاجُ إلَى ذَلِكَ كَفَى السَّلامُ.
وَأَمَّا فَوْقَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ الْهَجْرُ فَوْقَ ثَلاثٍ لِمَنْ كَانَتْ مُكَالَمَتُهُ تَجْلِبُ نَقْصاً عَلَى الْمُخَاطَبِ لَهُ فِي دِينِهِ، أَوْ مَضَرَّةً تَحْصُلُ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ أَوْ دُنْيَاهُ، فَرُبَّ هَجْرٍ جَمِيلٍ خَيْرٌ مِنْ مُخَالَطَةٍ مُؤْذِيَةٍ، وَتَقَدَّمَ الْكَلامُ فِي هَجْرِ مَنْ يَأْتِي مَا يُلامُ عَلَيْهِ شَرْعاً، وَقَدْ وَقَعَ مِن السَّلَفِ التَّهَاجُرُ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ.
وَقَدْ عَدَّ الشَّارِحُ جَمَاعَةً مِنْ أُولَئِكَ، يُسْتَنْكَرُ صُدُورُهُ مِنْ أَمْثَالِهِمْ، وأَقَامُوا عَلَيْهِ، وَلَهُمْ أَعْذَارٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالْحَمْلُ عَلَى السَّلامَةِ مُتَعَيِّنٌ، وَالْعِبَادُ مَظِنَّةُ الْمُخَالَفَةِ.
وَأَمَّا قَوْلُ الذَّهَبِيِّ: إنَّهُ لا يُقْبَلُ جَرْحُ الأَقْرَانِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، سِيَّمَا السَّلَفُ، قَالَ: وَحَدُّهُمْ رَأْسُ ثَلاثِمِائَةٍ مِن الْهِجْرَةِ؛ فَقَدْ بَيَّنَّا اخْتِلالَ مَا قَالَ فِي ثَمَرَاتِ النَّظَرِ فِي عِلْمِ الأَثَرِ، وَقَدْ نَقَلَ فِي الشَّرْحِ قَضَايَا كَثِيرَةً، لا يَحْسُنُ ذِكْرُهَا؛ إذْ طَيُّ مَا لا يَحْسُنُ ذِكْرُهُ لا يَحْسُنُ نَشْرُهُ.





وعن أبي أيوب- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذاً، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) متفق عليه.

*مفردات الحديث:

- أن يهجر أخاه: الهجر هو الترك، والمراد: أن يترك المؤمن كلام أخيه المؤمن إذا تلاقيا، ويعرض كل واحد منهما عن صاحبه.
* ما يؤخذ من الحديث:
1- للمسلم على المسلم حقوق كبيرة، كثيرة، جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد تتبعها الإمام الغزالي، فجاء منه في (الإحياء) بطائفة طيبة، منها: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتعوده إذا مرض، ويشهد جنازته إذا مات، وتبر قسمه، وتنصح له إذا أستنصحك، وتحفظه بظهر الغيب إذا غاب، وتحب له ما تحب لنفسك،وتكره له ما تكره لنفسك، وهذه الخصال الطيبة مستقاة من أحاديث صحيحة.
2- إذ كانت هذه بعض الحقوق التي حث عليهادينك الحنيف، فكيف يجمل بك أن تهجره، وتقاطعه، وتعرض عنه؟! لا شك أن هذا خلق مناف لآداب الإسلام كل المنافاة!!
3- يحرم هجر المسلم أكثر من ثلاثة أيام، فلا يحل أن يزاد عليها.
4- قال في (شرح الإقناع): والهجر المنهي عنه يزول بالسلام، لأنه سبب التحاب للخير، فيقطع الهجر؛ روي مرفوعاً: ((السلام يقطع الهجران)).
ويدل على هذا ما جاء بالحديث: ((يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)).
وزوال الهجر بالسلام هو مذهب جمهور العلماء.
5- النفس البشرية تحب التشفي والانتقام؛ فأعطاها الشارع الحكيم مدة ثلاثة أيام تقضي وطرها ممن أغضبها، ولم يزد على ذلك.
6- في الحديث فضيلة الذي يبدأ صاحبه بالسلام، ويزيل ما بينهما من التهاجر والتقاطع؛ ذلك أنه استطاع أن يتغلب على نفسه الأمارة بالسوء، فيسامح صاحبه ويصافيه؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَاإِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35:34].
7- وقال في (شرح منظومة الآداب): من أعلن المعاصي_ سواء أكانت فعلية، أو قولية، أو اعتقادية_ فهجره سنة يثاب الإنسان على فعلها؛ حيث كان الهجر لله تعالى غضباً لارتكاب معاصيه، أو لإهمال أوامره.
قال الإمام أحمد: إذا عليم أنه مقيم على معصية لم يأثم إن جفاه حتى يرجع، وقد جفى النبي صلى الله عيه وسلم كعباً وصاحبيه، وأمر الصحابة بهجرهم خمسين يوماً.




تقبلوا منى ،،،،
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس