أولا كل سنة وأنت طيب .. لست ناقدا ولكني متذوق للشعر .. ومن حيث المعاني فهناك غموض في التجربة لا أفهمه ( عندي المكيــدة المشــــاعر أفظــــعٌ * فالليث قد صار بعد العمر رهينة نحو الرضيع حيـــــن فقدته أٌمــــه *والذئب قد بــــــــات يَعوى مناديا نحو الفريسة خَشيــــــةٌ أن تفـــزعٌ ) فهل تقصد خداع الذئب ؟ فكيف يعوي وكيف ينادي ؟ فالنداء غير العواء ..وهل تقصد أن الليث قد أصبح رهينة عند الرضيع الذي فقدته أمه ؟ كيف يكون رهينة عند ميت ؟ أم تقصد أن الكبير تحكم فيه الصغير ؟ لو كان كذلك لوجب تغيير الجملة وكذلك ( الحر يرفض أن يذل لحبه ) ألا تعلم أن الذل أمام المحبوبة فروسية في الحب والمحب دائما يستعذب ألم المحب وكلما زاد ألمه زاد حبه يقول أبو فراس ( وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لآنسة في الحي شيمتها الغدر ) فقد ظل وفيا لها رغم غدرها .. وانظر إلى ابراهيم ناجي ( شكا أسره في حبال الهوى وود على الله أن يعتقا .. فلما قضى الحظ فك الأسير حن إلى أسره مطلقا ) و ( كالحرب تنبتٌ حين تٌشَــــــدٌ الأزع ) هل هي الأذرع ؟
ومن حيث الألفاظ ( شجن الطفولة يسطع ) الشجن حزن فكيف يسطع اللفظ غير ملائم للمعنى فالسطوع للنور .. وهناك بعض الكلمات التي تحتاج إلى ضبط إملائي مثل ( يزل * صوابها يذل ) و ( تبك * صوابها تبكي ) و( الخذي * وصوابها الخزي )
ومن حيث التصوير هناك تصوير جيد مثل ( هيهات أن يقع الجواد ويدمع .. وثب الصغير بل وصاح ليسمع .. فالآن أدفن في التراب وثاقه ) وتجربة الإغراء ظاهرة في ( والبنت للقلب تنـــــــادى بلهفــــة -عندي الدواء فهل من حبيب لأخدعٌ- عندي الدواء لكل قلــــب يَنبـضٌ- عندي المكيــدة المشــــاعر أفظــــعٌ - عندي الحنان لأي قلب ينبض - كفتاة ليل كل يوم تبيت في مضجــعٌ ) ** وتجربة الإصرار وتحدي الواقع رغم الإغراء ( اليوم داويت الجــراح لكثـــــرة -هيهات أن يقــــــع الجــــواد ويدمـع -فالقلب يأبى أن يهان لنفسه - وشعوره نحو المخــــادع يدفــــــــع ) كان الأجدر بها أن تأتي بعد تجربة الإغراء
ومن حيث الموسيقى : فهناك مقاطع تبدو فيها الموسيقى صحيحة مثل ( شجن الطفولة والرجولة يسطــع - ويلف أرجــــاء المكــــان ويسمــــع ) وهناك ما يحتاج إلى ضبط مثل ( والقلب بالدمع كاد أن يدمع - كفتاة ليل كل يوم تبيت في مضجــعٌ )
هذا تعليق سريع على القصيدة كما طلبت مني ولى عودة أخرى .. وتقبل مرورى
أحمد عز
|