عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 20-08-2010, 01:57 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

سادساً: يكره الغيبة والنميمة:
تأتي في سيرة فلان أو علان، تقول: فلانٌ فعل وفلانةٌ صنعت!!
لماذا لا نُطَلِّقُ هذه العادات السيئة -على الأقل- في رمضان!!
لماذا لا نُعوِّد ألسنتنا الذكر بدلاً من هذه الأخلاق المرضيَّة المذمومة؟!!
لماذا لا نتركُ ما ذمَّه رسول الله في أحاديثه، وجعله إفلاساً للعبد يوم القيامة من الحسنات، ويأخذ هذا من حسناته، وذاك من حسناته حتى تفنى حسناته؟
كيف تُضيِّع صومك وطاعاتك وكأنَّك تعمل لغيرك وأنت أحوج إليها: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ } { إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }[الشعراء:88-89]؟!!

سابعاً: يكره رمضان إطلاق البصر إلى الحرام:
عينك عينك!!
كيف تقول: أنا صائمٌ عن الطعام والشراب، ولا تصم جوارحك؟
قال جابر بن عبد الله: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء».
كيف تقول: أنا صائم وقد نَظَرَتْ عينك إلى الحرام؟ وسَمِعَتْ أذنك الحرام؟ ومَشَتْ رجلك إلى الحرام؟ وقد بَطَشَتْ يدك في الحرام؟
ولذا نقول:
إذا كان إطلاق البصر إلى الحرام في غير رمضان حراماً، كما سماع الحرام والمشي إليه؛ فإنَّ كلَّ ذلك في رمضان أشدُّ حرمةً وجُرماً!!

والعجيب أنَّ الناس يُلبون نداء وطلب الفاسقين العصاة، وهم يقولون: (مش هتقدر تغمض عنيك) لماذا لا تسطيع أنْ تغمض عينيك عن الحرام؟
لماذا لا يمكن لك أنْ تعلنها صريحةً ومدويةً تسمع بصوتك الدنيا: أنا أقدر - أنا أستطيع أن أغمض عيني عن الحرام؟!!

ثامناً: يكره رمضان الكسل والخمول وتعطيل الانتاج:
لما تجد الموظف في عمله يجلس على كرسيه ومكتبه ويأتي إليه أحدهم يُريد قضاء مصلحته وليست بدعة أنْ يقضي له مصلحته وهذه وظيفته وذلك عمله، اسمع! يقول له: يا أخي أنا صائم، أما تفهم؟!!
وكأنَّ الصيام صار رخصةً لعدم آداء المهام والأعمال، وصار رخصةً لتعطيل الإنتاج!!
ولو عُدنا بالذاكرة إلى عصر أهل الفهم في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُلاحظ معارك وغزوات وفتوحات.. ما هذه الهمة وهم صائمون!! وما العاشر من رمضان عنَّا ببعيد!!

تاسعاً: يكره رمضان التوسُّع الزائد في المباحات:
درسنا في أصول الفقه أنَّ الإسراف في المباح حرام، كمن يُسرف على نفسه في الأكل -وهو حلال-، ثم يجلس عن الطاعة بعد إسرافه في الطعام فلا يستطيع أنْ يقوم رمضان مع الإمام في المسجد؛ فقد أصابته التخمة، وذلك واقعي: فكيف يتحمَّل القيام وقد مُلأت المعدة بما يُقعدها ويُجلسها عن الطاعة للرحيم الرحمن؟!!

فالذين يُسرفون في الطعام والمشروبات، إنَّ الذين يصنعون ذلك لا يُحبُّهم الله، قال تعالى: { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }[الأنعام:141].

عاشراً: يكره رمضان التعصُّب والتهور والاندفاع بحجة: أنا صائم:
هذا أمرٌ مذمومٌ؛ فالصيام يُعَوِّدُ الإنسان الرحمة والرأفة، ويُعوِّده اللطف في التعامل، لا الشدة وال***، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما كان ال*** في شيء إلا شانه)، فاحذر التعصب والتهور والاندفاع، وتعلَّم أخلاق الصائمين الحقيقية.

حادي عشر: وأخيراً -بالطبع- يكره رمضان من تَرَكَ الصيام لغير عذرٍ مطلقاً، وهذا إثمه أعظم عند الله تعالى.

وما سبق كلُّه قائمةٌ أعددتها لما يكرهه رمضان؛ عسانا أنْ نبتعد عنه، وأن نتحلى بما يحبه ويرضاه!! وهذا نداءٌ رمضاني من رمضان يُعرِّفنا على نفسه فيقول: قد هبَّت نسائم رمضان، وها هو رمضان يُنادي قائلاً:
أنارمضان
أَسْكُب الأنوار فجراً في قلوب مظلمة
أملأ الأرواح طُهراً في نفوسٍ هائمة
أجعل التقوى دليلاً كي تعود إلى الطريق
أمةٌ عَزَّتْ وسادتْ يوم عاشت مسلمة

أنارمضان
دمعةُ العاصي دليل خجله ممن عصاه
سجدة الملهوف للرحمن يستجدي رضاه
موجة الإيمان ألقت نحو شُطْآن النجاة
نفحةٌ من فضل ربي جلَّ ربي فيعلاه

أنارمضان
قوة الإيمان في حربٍ لظاها دائرة
نجدة الأقصى الذي يشكو الجراح الغائرة
دمعة المسكين أمحوها بوعدٍ لن يغيب
نصركم آتٍ قريباً يا قلوباًطاهرة

فهل من يُلبي نداءه ويقول: أهلاً ومرحباً بك يا رمضان، ويجتهد في تحصيل فضائله وخيراته، ويحذر من تضييع أوقاته وهداياه الطيبة؟!!
هذا رمضان يُنادي علينا جميعاً: أنْ استعدُّوا يرحمكم الله!!
رد مع اقتباس