عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 20-08-2010, 02:09 PM
عمروعبده عمروعبده غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,781
معدل تقييم المستوى: 20
عمروعبده is on a distinguished road
افتراضي

إنْ شئت من بعدِ الضلالةِ تهتدي صلي على الهادي النبي محمدِ
يا قومنا صلوا عليه لتظفروا بالبشرِ والعيشِ الهنيِّ الأرغدِ
ويخصكم ربُ الأنامِ بفضلهِ والفوزِ بالجنَّاتِ يومَ الموعدِ
صلى عليه اللهُ جلَّ جلالهُ ما لاحَ في الآفاقِ نجمُ الفرقدِ

أيُّها المسلمون!
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، وأحذِّركم وأحذِّر نفسي معصيةَ الله، وأسأل الله تعالى أنْ يرزقنا وإياكم خشيته وتقواه في السرِّ والعلن.. اللهم آمين.

أيُّها الإخوة!
باع قومٌ من السلف جاريةً، فلما قَرُبَ شهر رمضان رأتهم يتأهَّبون له ويستعدُّون بالأطعمة وغيرها؛ فسألتهم، فقالوا: نتهيَّأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان!! لقد كنت عند قومٍ كلُّ زمانهم رمضان، ردوني عليهم!!! يعني: لا تعرفون الصيام ولا الطاعاتِ إلا في رمضان!!

أيُّها الإخوة!
كيف نستقبل رمضان؟
1. هل نستقبل رمضان بشراء الياميش والمكسَّرات التي يُنفق عليها أهل بلدٍ مسلمةٍ أكثر من 5 ملايين في العام الواحد؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله!! وهناك فقراء ويتامى ومساكين لا يجدون اللقمة الأصلية التي تُقيم صُلبهم!!
2. هل نستقبل رمضان بمعرفةِ مواعيد برامج ومسلسلاتِ وأفلامِ رمضان؟
3. هل نستقبله بالسفر والترحال الكثير، والمضَيِّعِ للحظاتِ الخير فيه؟!
كيف نستقبل رمضان؟
وهذا السؤال نسمعه كلَّ عامٍ في نفس هذا الوقت، وقليلٌ من يهتمُّ بالجواب!!
واستقبال رمضان والاستعداد له أمرٌ مطلوبٌ؛ مخافةَ أنْ يُفاجئنا الموت بغتةً ونحن لا ندري!!

وصدق القائلُ حين قال:
تزود من التقوى فإنَّكَ لا تدري
إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ
فكم من صحيحٍ مات من غير علةٍ
وكم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهرِ
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نُسجتْ أكفانه وهو لا يدري
وكم من عروسٍ زيَّنوها لزوجها
وقد نُسجتْ أكفانها وهي لا تدري
الموت يأتي بغتة والناس في غفلة!!
وتعالوا أيُّها الإخوة! لنتعرَّف طُرُقَ الاستعداد المثلى لرمضان!!
أولاً: بالدعاء:
ما أجمل أنْ يلهج لسانك بالدعاء واللجوء إلى الله، لقد كان رسولنا يدعو ربه: (اللهمَّ بلِّغنا رمضان)، فهذه سنةٌ أنْ ندعوا بمثل هذا الدعاء بُغية بلوغ رمضان، وما فيه من نعمٍ وخيراتٍ!!
وما أحسن قول أحدِ السلف الصالح حين كان يدعو قائلاً: (اللهمَّ سلِّم لنا رمضان، وسلِّمنا إلى رمضان، وتسلَّمه منَّا مُتقبَّلاً مبروراً).
ومن الدعاء: أنْ تدعو بدعاء رؤية هلال رمضان: (الله أكبر! اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خيرٍ ورشدٍ).

ثانياً: اصطحابُ نيَّاتٍ صالحةٍ لاستقباله:
بمعنى: أنْ تصطحب نيةً قلبيةً لا لسانيةً لأعمال الخير والفلاح والصلاح؛ فإنَّ هناك كثيرون يدخلون إلى رمضان ويخرجون منه ولا ينوون النية الصالحة، (التي يمكن أنْ يكسب بها ثواباً كبيراً).
(اصطحب نيَّةَ ختم القرآن.
اصطحب نيَّةَ قيام الليل في رمضان.
نيَّةَ التصدُّق بصدقة لم أتصدَّق بها من قبل.
نيَّةَ التوبة الصادقة.
كسب أكبر قدرٍ من الحسنات.
تصحيح السلوكيات).

ثالثاً: سلامة الصدر مع المسلمين:
كنْ في رمضان سليمَ الصدر مُعافى من الغلِّ والحقدِ والحسدِ للمسلمين، قال تعالى عن الصالحين الكرام: (( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [الحشر:10].
نَقِّ قلبكَ.
طَهِّرْ فؤادكَ
اتقوا الله أيُّها الأحبة في قلوبكم وأفئدتكم التي يكون النظر إليها من قبل الله، كما قال حبيبنا: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور).

رابعاً: إظهار البهجة والسرور والفرح والتهنئة:
هَنِّئ إخوانك بقدوم رمضان.. وكنْ إيجابيًّا في إسعاد الناس.. قابلْ أخيك المسلم بتهنئةٍ لطيفةٍ.. أرسل رسائل على المحمول، أو بريداً على الإنترنت هنئهم فيها بقدوم رمضان: تقبل الله منَّا ومنكم.
فحريٌّ بنا أيُّها الإخوة أنْ نُظهِر البهجة بقدوم رمضان، فنحن لسنا أقلَّ من غيرنا، نُعلِّق زينة رمضان، فوانيس لإرشاد الناس إلى أخلاقٍ كريمةٍ، وما أكثرها وهي موجودةٌ بفضل الله وجاهزةٌ فقط للشراء والتوزيع؛ وذلك كلَّه حتى لا يكون شهراً عاديًّا كبقية الشهور، فإذا كان الله فضَّله وزيَّن جنته فيه، وأكرمه بفرح الكون؛ فعلينا أن نُكرمه كما كرَّمه ربُّه.
وتلك أبسط حقوق الضيوف إذا أتوا لزيارتِك!!

خامساً: الإنفاق والبذل والتصدُّق في رمضان:
خلقٌ كريمٌ نبويٌ في رمضان وغير رمضان، ولكنْ يُفضَّل ويُعلى قدر صاحبه في رمضان أكثر وأكثر.
لِمَ نتكاسل عن إعداد شنْطةٍ لرمضان نُدخل السعادة على قلوب بعض المسلمين، وقد جُعلت من العبادات الكريمة: أنْ تُدخل السعادة على قلب مسلم، عبادةٌ بسببها يبقى لك مَلَكٌ وأنت في القبر، وتسأله من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على مسلمٍ يوماً من الأيام!

سادساً: التخطيط والتجهيز لوقت رمضان، وإعداد برنامجٍ يومي واقعي لرمضانَ:
وسنتكلم عنه بعد خطبة الجمعة، وسنرفقه للسادة الكرام على الإنترنت.

سابعاً: قراءة وتعلُّّم أحكام فقه الصيام:
تتعرَّف على ضيفك من خلال كتابِ فقهٍ مُيَسَّرٍ أو ما شابه ذلك، وسنتحدَّث عن بعض أحكام الصيام بعد الجمعة؛ لتعمَّ الفائدة، وسنرفقه أيضاً للإخوة المتصفِّحين لموقع رسالة الإسلام على الإنترنت.

كلُّ ما سبق إنَّما هو من باب تعظيم شعائر الله، والله يقول: (( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ )) [الحج:32].
رد مع اقتباس