عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 15-04-2011, 03:47 PM
الصورة الرمزية aleman
aleman aleman غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة ( الأقسام العامة )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 5,393
معدل تقييم المستوى: 10
aleman is just really nice
Exll الاعاقة وتطورها فى التاريخ



إن قضية الإعاقة ذات جذور تاريخية ترتبط بظهور الحضارات والمجتمعات وتطورها، و فيما يلي استعراض لواقع الإعاقة في بعض العصور التاريخية.

(أ) الإعاقة في المجتمعات القديمة

كانت المجتمعات القديمة تنظر للمعوق نظرة مملوءة بكل ألوان النبذ والاضطهاد والإهمال، ففي عهد الإغريق كان المعوقون ي***ون، كما نادى أفلاطون بضرورة التخلص من أصحاب الإعاقة والمشوهين، وبناء مجتمع خال تماما من هذه الفئة لأنهم يشكلون عبئا اجتماعيا واقتصاديا على المجتمع، وكان يتعين على الشيوخ في المجتمع الإغريقي التخلص من الأطفال الذين يولدون ضعاف البدن ومعاقين، وذلك من خلال رميهم بالعراء وتعريضهم للبرد والجوع حتى الموت.

وكانت أغلب الحضارات القديمة يسودها اعتقاد ان سبب الأمراض والإصابات أرواح شريرة دخلت في صاحب العاهة أو المرض، ولكي يتم التخلص من خطر هذه الأرواح الشريرة فيجب التخلص من حامل الإصابة أو المرض، ففي إسبرطة مثلا كانوا يرمون أصحاب الأمراض والإصابات في العراء ليموتوا جوعا.

وفي الحقبة الكلاسيكية اليونانية كان يتم *** الأطفال المعوقين، لأنه كان يعتقد بوجود أرواح شريرة معهم ذات عاهات أيضا، وأن الطفل المعوق لو لم تصبه لعنة وغضب الآلهة لما أصبح معوقا، وذلك نتيجة لارتكاب الآثام والفسق، ويجب التخلص منه.



(ب) الإعاقة في المجتمعات العربية قبل الإسلام :

كان لطبيعة الحياة القاسية في البادية العربية أثرها في تشكيل معتقدات ومواقف القبائل العربية التي كان بعضها ينظر للمعوق نظرة الرحمة والشفقة، وبعضها الآخر كان ينظر للمعوقين نظرة يسودها الحقد والنبذ. في حين كانت بعض القبائل أو الأسر ترمي أطفالها المعوقين بالصحراء وتركهم يواجهون خطر الموت. كما أن الحروب التي كانت تحدث بين بعض القبائل العربية لا ترحم صغيراً أو كبيراً مما يؤدي إلى سبي العديد من النساء و*** الأفراد سواء أكانوا أصحاء ام معوقين.

(ج) الإعاقة في العصور الوسطى :

أما في العصور الوسطى في أوروبا بين القرنين الخامس والخامس عشر الميلاديين، فنجد أن المعوقين كان ينظر إليهم بعين الاستهزاء والسخرية وأنهم لا يستحقون المساعدة وبأنهم فئة منبذوة وتمثل عبئا كبيراً ويجب التخلص منها. وكان بعض النبلاء يستخدمونهم كمهرجين لإضحاك الناس.



وكان يتم التخلص من المعوقين بطرق وحشية كالحرق والرمي بالصحراء القاحلة يواجهون خطر الموت وذلك لنظرة المجتمع الأوروبي آنذاك بأن هؤلاء المعوقين سحرة وشياطين وأرواح شريرة يجب التخلص منها.

(د) الإعاقة في الإسلام

بمجيء الإسلام تغيرت النظرة للعديد من القضايا وكان للمعوق وقضية الإعاقة مكانة في الإسلام الذي أوجب رعاية أفراد المجتمع والإحسان إليهم وتربيتهم، وجعل ذلك حقا على الأسرة والمجتمع، والإسلام في موقفه من الإعاقة لا يرى أن للفرد ذنبا فيها، وإنما هي من عند الله تعالى، ويجب حمد وشكر الله على كل حال، والتوجه إليه بالدعاء للتخفيف من ضرر هذه الإعاقة، هذا بجانب ان الإسلام في موقفه يوجب ويلزم المجتمع والأسرة تأهيل وتعليم الفرد.



(هـ) المجتمعات الحديثة :

تغيرت النظرة إلى أهمية المعوق بمرور الوقت وأصبح يشكل محورا رئيسا يتوجب تأهيله وتدريبه من أجل مشاركته في تنمية المجتمع وتطوره. ولقد خلفت الحرب العالمية الأولى والثانية مئات الآلاف من المعوقين ولقد بذلت العديد من الجهود لإعادة تأهيل الجنود المصابين، وتم إنشاء المستشفيات العسكرية والمراكز الطبية، وقد حدث تطور في أساليب رعاية المعوقين.

فاستخدمت المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية أحدث الأسس العليمة في مجال الرعاية، كما تقوم العديد من الدول في العالم بتقديم خدمات التعليم والصحة للمعوقين وتحتفل دول العالم في اليوم الثالث من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للمعوقين كما تحتفل أيضا في اليوم الخامس من الشهر نفسه من كل عام باليوم العالمي للمتطوعين في العمل الخيري الإنساني وأصبح أفراد المجتمع الأصحاء وخاصة المثقفون منهم يحترمون قدرات المعوق ولا ينظرون إليهم كأناس غير ذوي قيمة كما أصبحت الدول تراعي ان توفر كافة الخدمات التي تسهل حياة المعوق مثل المواقف الخاصة لسياراتهم ودورات المياه التي تناسب ظروفهم الصحية بالإضافة إلى مراكز تدريبهم وتأهيلهم حتى يسهموا في تقدم المجتمع.

منقول
__________________
ما تحسَّر أهل الجنة على شيء كما تحسروا على ساعة لم يذكروا فيها اسم الله
http://www.thanwya.com/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=995
ارجو الدعاء والمشاركةالفعالة


رد مع اقتباس