عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-08-2011, 07:49 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 18
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي

لا سياسة في الدين...!!!

شبهة ألقاها العلمانيين فما هو الرد عليها؟!


أولاً ماذا قال الله سبحانه وتعالى؟


قال الله سبحانه: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)
سورة المائدة من الآية 49.


وقال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
سورة المائدة من الآية 44.


وقال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
سورة المائدة من الآية 45.


وقال عز وجل: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
سورة النساء الآية 65.


وقال عز وجل: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )
سورة المائدة الآية 50.


وقال مادحاً المؤمنين: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)
سورة النور


ثم ماذا قال العلماء في تفسير تلك الايات وما اقوالهم في ذلك ؟


ابن تيميه رحمه الله


"معلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما شجر بين الناس في أمر دينهم ودنياهم في أصول دينهم وفروعه، وعليهم كلهم إذا حكم بشيء ألا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما حكم ويسلموا تسليماً."


ابن القيم رحمه الله


قال: (أقسم سبحانه بنفسه المقدسة قسماً (يعني بذلك قسمه تعالى فلا وربك لا يؤمنون)
مؤكداً بالنفس قبله على عدم إيمان الخلق حتى يحكموا رسوله في كل ما شجر بينهم من الأصول والفروع، وأحكام الشرع وأحكام المعاد.


العز بن عبد السلام رحمه الله

قال: (وتفرَّد الإله بالطاعة لاختصاصه بنعم الإنشاء والإبقاء والتغذية والإصلاح الديني والدنيوي،فما من خير إلا هو جالبه، وما من ضير إلا هو سالبه، وكذلك لا حكم إلا له)

ابن كثير رحمه الله

قال: (فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله، وشهد له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال،
ولهذا قال تعالى: ".. إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر"،
أي ردُّوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم،
فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر).

القرطبي رحمه الله

قال: (إن حكم بما عنده ـ أي بما وضعه من قوانين ـ على أنه من عند الله تعالى فهو تبديل يوجب الكفر

الشوكاني رحمه الله

قال في تفسير قوله تعالى: "فلا وربك لايؤمنون.." الآية: (فلا يثبت الإيمانُ لعبد حتى يقع منه هذا التحكيم،
ولا يجد الحرج في صدره مما قضى عليه، ويسلم لحكم الله وشرعه تسليماً لا يخالطه رد ولا تشوبه مخالفة

الرد علي شبهات القائلين بهذه المقولة

أولا: الدين يمثل ما هو مطلق وثابت، فيما تمثل السياسة ما هو نسبي ومتغيّر

فهذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه، بل الدين فيه جوانب تمثّل

ما هو مطلق وثابت وفيه جوانب تمثّل ما هو نسبي ومتغيّر،

وكذلك السياسة فيها جوانب تمثّل ما هو مطلق وثابت وفيها جوانب تمثّل ما

هو نسبي ومتغيّر، ويمكن أن نوضّح ذلك بأمثلة من المجالين


الدين والسياسة


هناك أمور ثابتة في الدين لا تتغيّر من مثل: صفات الله وأسمائه، وأحكام الزواج والطلاق والميراث، والصلاة، والصيام إلخ

وهناك أمور متغيّرة في الدين تنشأ بسبب التطورات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفنية إلخ . . .،
وتحتاج إلى أحكام جديدة بالإستناد إلى تلك الثابتة وينظم ذلك علم أصول الفقه.

وكذلك السياسة تعالج أموراً ثابتة مثل الحفاظ على الأمة والتوحيد والأخلاق والأموال إلخ . . .،

وتعالج أمور متغيّرة تختلف فيها وجهات النظر وتختلف الأحكام من وقت إلى آخر من مثل: صورة العلاقات الدولية مع الدول، وأولويات البرنامج الاقتصادي، ومراحل بناء المنهاج التربوي، وكيفية تدعيم أخلاق المجتمع إلخ . . .

المبرّر الثاني :


ان الدين يوحّد وإنّ السياسة تفرّق

فهذا مرهون بنوع السياسة، فالسياسة التي تفرّق هي السياسة المنفصلة عن المبادئ والقيم والأخلاق والمثل،

أما السياسة المرتبطة بالمبادئ والقيم والأخلاق والمثل والتي تعتبر الدين الاسلامي مرجعيتها فهي توحّد ولا تفرّق كمثل الدين سواء بسواء.

أما المبرر الثالث وهو :

إنّ السياسة تحرّكها المصالح الشخصية والفئوية وأنّ

الدين يجب أن ينـزّه عن ذلك فهو انعكاس لمقولة مسيحية تميّز بين النجس والمقدّس.. فكل ما هو دنيوي نجس وكل ما هو ديني مقدّس..في حين أنّ هذه القسمة ليست مطروحة في الحياة الإسلامية

بل كل عمل دنيوي يؤديه المسلم كالطعام والشراب والرياضة والنزهة إلخ . . يعتبره الشرع عبادة ويأخذ عليه أجراً إذا ذكر الله في بدايته أو إذا نوى فيه التقوّي على طاعة الله..ويدل على ذلك الحديث الذي قال فيه الرسول ? مخاطباً الصحابة: "في بِضْع أحدكم صدقة" قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال: "أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إن وضعها في الحلال كان له فيها أجر".

كذلك كانت السياسات الساعية إلى تحقيق هذه المصالح والشهوات مشروعة ومقبولة في نظر الشرع الإسلامي.

لقد جاءت تلك المقولة من الحضارة الغربية التي استقرت نهضتها على فصل الدين عن الدولة بعد أن حجرت الكنيسة على الحقائق العلمية.. وأصدرت أحكاماً جائرة على العلماء.. لكنّ هذا لم يحدث في تاريخنا فليس هناك مؤسسات كهنوتية وليس هناك رجال دين، بل قامت الدولة على الدين..وعضد الدين الدولة..وزكّى القرآن الأمة لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

فقال تعالى:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران،110)،


وأحد المعاني المباشرة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو توجيه جانب من وعي المسلم للواقع المحيط به والاجتهاد في تطهيره ومعالجته والارتقاء به،
ومن ذلك السياسة .


بعض مميزات أن تتدين السياسة


إن الدين الحق إذا دخل في السياسة دخل دخول الموجِّه للخير .. فهو لا يرضى عن ظلم، ولا يتقاضى عن زيف، ولا يسكت عن غي.
. ولا يقر تسلط الأقوياء على الضعفاء، ولا يقبل أن يعاقب السارق الصغير ويكرم السارق الكبير.


والدين إذا دخل في السياسة هداها إلى الغايات العليا للحياة وللإنسان: توحيد الله.. وتزكية النفس.. وسموِّ الروح.
. واستقامة الخلق.


وتحقيق مقاصد الله من خلق الإنسان: عبادة الله وخلافته في الأرض وعمارتها بالحق والعدل، بالإضافة إلى ترابط الأسرة وتكافل المجتمع وتماسك الأمة وعدالة الدولة وتعارف البشرية.


والدين كذلك يمنح رجال السياسة الحوافز التي تدفعهم إلى الخير وتقفهم عند الحق،
وتشجعهم على نصرة الفضيلة وإغاثة الملهوف، وتقوية الضعيف، والأخذ بيد المظلوم والوقوف في وجه الظالم حتى يرتدع عن ظلمه.


والدين يمنح السياسي الضمير الحي أو النفس اللوامة التي تزجره أن يأكل الحرام من المال أو يشجّع عليه..
أو يستحلَّ الحرام، أو يأكل المال العام بالباطل، أو يأخذ الرشوة باسم الهدية أو العمولة.


والدين يشجِّع الجماهير أن تقول كلمة الحق وتنصح للحاكم، وتحاسبه، وتقوِّمه إذا اعوجَّ، لا تخاف في الله لومة لائم؛
حتى لا يدخلوا فيما حذَّر منه القرآن ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)﴾ (الأنفال).


والسياسي حين يعتصم بالدين فإنما يعتصم بالعروة الوثقى، ويحجبه الدين عن مساوئ الأخلاق ورذائل النفاق..
فإذا حدَّث لا يكذب، وإذا وعد لم يخلف، وإذا اؤتمن لم يخن، وإذا عاهد لم يغدر، وإذا خاصم لم يفجر..
إنه مقيَّد بالمُثل والأخلاق والقيم.
رد مع اقتباس