عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 19-09-2011, 05:08 PM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 18
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي

أمريكا تدمر السلام

الاثنين 21 شوال 1432 الموافق 19 سبتمبر 2011

سلامة أحمد سلامة

تعارض إسرائيل وأمريكا بكل قوة توجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى مجلس الأمن، سعيا للحصول على عضوية كاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة.. وطوال الأسابيع القليلة الماضية لم تتوقف أمريكا عن إرسال مبعوثيها لإقناع عباس بالتهديد والوعيد لحمله على الرجوع عن خططه للاعتراف بالدولة الفلسطينية عن طريق الأمم المتحدة، بعد أن فشلت المفاوضات التى استمرت أكثر من عامين ونصف فى الوصول إلى نقطة اتفاق واحدة مع نتنياهو. وقد حملت التهديدات الأمريكية إنذارا بقطع المساعدات التى تتلقاها السلطة الفلسطينية.. وباستخدام أمريكا لحق الفيتو حتى ولو حصل المشروع الفلسطينى على تأييد عدد كاف من الدول.

يأتى هذا التحول فى المسيرة الفلسطينية بعد 20 عاما من الوهم الذى قاد إلى محادثات السلام، التى بدأها عرفات وأعقبه فيها أبومازن وتعاقبت عليها حكومات إسرائيلية متنوعة من شارون إلى نتنياهو. وظلت لعبة السلام والمستوطنات خلالها تفتح الطريق أمام توسع إسرائيلى منهجى فى الأراضى المحتلة. لم تفلح معها جهود أوباما ووعوده فى وقف الاستيطان، ولا فى محادثات سلام بوساطة أمريكية. وساعد على تمييع الموقف وخداع الفلسطينيين هذه الأدوار التى لعبتها ما يعرف بالرباعية الدولية ومبعوثها المراوغ العميل الإسرائيلى تونى بلير، ودول عربية عديدة انساقت وراءها.

وكما حذرت إسرائيل عصام شرف من المساس باتفاقيات السلام مع إسرائيل وأكدت إصرارها على عدم تعديل حرف فيها واعتبارها غير مفتوحة للتفاوض، فقد مضت إسرائيل فى سياستها تجاه الفلسطينيين للابقاء على المكتسبات التى استولت عليها بالقوة من الأراضى والحدود والممتلكات، وطرد الأهالى الذين تقف مساكنهم عائقا دون التوسعات الاستراتيجية التى خططت لها. فمنعت حق العودة وفرضت على الشعب الفلسطينى اللجوء إلى المنافى. وأصبحت عملية السلام وسيلة لتثبيت الأوضاع القائمة.

وعلى الرغم من أن السياسة الأمريكية لا تكف عن التأكيد على مبدأ الدولتين وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم، إلا أن انصياع أمريكا للصلف الإسرائيلى والضغوط الصهيونية، جعلها ترفض مساعى الفلسطينيين لإعلان الدولة عن طريق الأمم المتحدة.. بحجة أن طريق الأمم المتحدة سوف يدمر السلام!

ولكن أى عملية سلام يتحدث عنها الأمريكيون؟ لقد كانت إدارة أوباما ووعوده بسياسات عادلة فى المنطقة، هى أكبر خدعة تاريخية وقع فيها الفلسطينيون والعرب. وقد بات فى حكم المؤكد أن أوباما لن ينجح فى اجتياز المرحلة المقبلة لإعادة انتخابه لمنصب الرياسة، ولن يكمل فترته الرئاسية بدورتيها. وهو ما يدركه نتنياهو تماما ويعمل على أساسه لكسب الوقت إلى أن يأتى الجمهوريون إلى البيت الأبيض.

ليس من المؤكد إن كان الخيار الفلسطينى باللجوء إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، سوف يسفر عن نتائج إيجابية؟ وما إذا كانت الإجراءات العقابية التى هددت أمريكا باتخاذها ضد الفلسطينيين ستفجر الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية. حيث بدأت إسرائيل فى اتخاد إجراءات مشددة لمحاصرة القدس ومواجهة أعمال *** متوقعة حين يتم تجويع الشعب الفلسطينى.

وقد كشفت هذه المشكلة عن أمرين:

الأول ذلك الموقف الأوروبى المتخاذل الذى اتخذته دول الاتحاد الأوروبى بالانحياز لإسرائيل فى معارضة طلب الفلسطينيين باللجوء إلى الأمم المتحدة.. وكانت ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا على رأس الدول المعارضة.. والتى ينتظر أن تقترع ضد الطلب الفلسطينى!

الثانى أن الغياب العربى قد كشف عن عمق الهوة التى سقطت فيها ما يعرف بدول الربيع العربى، وسقطت وراءها دول عربية ظلت تتباهى بسطوة الثروة البترولية وقدرتها على الدفاع عن المصالح العربية بفضل إمكاناتها.

على أن الآمال المعلقة بالتحرك الفلسطينى، لقى صدمته الأولى فى رفض حكومة حماس فى غزة، الذين اعتبروا اللجوء إلى الأمم المتحدة ضربة موجهة لنضال الشعب الفلسطينى، بعد أن ثبت أن لا جدوى من الوسائل السلمية فى استعادة الحقوق الفلسطينية.. ولكن أى جدوى من كل ما قام به الفلسطينيون حتى الآن؟!

|جريدة الشروق المصرية|
رد مع اقتباس