في عيد أمي
حَـلّ الربيع على الـوَرى مُـــزْدَانا ** فِــي عِـيـِد أمِّـي زيّـنَّ البُسـتـانـَــا
هَــذي الورودُ تَــلألأتْ أوراقُـــها ** قَـطـرُ النَّـــدَى قــد زادَهَــا ألـوَانَـا
أمَّا السَّنابِلُ في الحقولِ تَـمَـايَـلـتْ ** لَـثَــمَ النَّـسـيمُ خُـــدُودَها نَشْـوَانَـا
تَـشـْدُو بَلابـِلُ شوقِـنَـا في عِيـدِهَا ** أمَّا الـزُّهُـورُ تُراقِـصُ الرَّيْـحـانَـــا
والجَـوُّ صَحـــوٌ والرَّوابِـي غَــادةٌ ** جَـعــلَ الرَّبِـيـعُ ثِـيـَابَـهـا فَـتَّـانَــــا
أمَّـا السماءُ فـبَـدْرُهَــا بتَـمَـامِــــه ** والنُّــورُ يَرقُـصُ حولَهُ جَــذْلانَـــا
وتَـلألأتْ دُرَرُ السَّماءِ بَهِـيـِجَـــــةً ** عُــرْسُ الطبِـيـعةِ يُـسعدُ الإنْسانَـا
أعـيَادُنَـا عِـنـد اختـِيـَار فُـصُولِهـا ** جُـعِـلَ الربـيـعُ لعِـيـدِهَا عُـنـوَانَـــا
عِـيــدُ الأمُومَةِ والربيعِ حَـبَـاهُمَـا ** ربُّ الخَـلائِــق بالـعُـلا وَحَـبَــانَـــا
الأمُّ تُعطِي والربـيــعُ مُـــشـــاركٌ ** فَـاضَ العَــطـاء بأرضِـنَا وسَـمَانَـا
قد قالَ شاعِــرُ نِـيـلِـنَا هي رَوْضةٌ ** هي للرجــــالِ مَدارسٌ تَــرْعَـانَــا
******************************************
أمَّاهُ يا نَـبْـعَ الفَـضَـائِـلِ كُـلِّـهَــــــا ** مِن نَهـرِ حُبــِّـكِ نَسْـتَـمِدُّ حـنـانـَــا
يا مَنْ حَنَـوتِ عَـلىّ ألْــفَ تَـحِـيَّـةٍ ** في عيـدِ حُـبِّـكِ أعْـزِفُ الألـحَـانَــا
أنــتِ النّجُـومُ الزّاهـراتُ بِـلَـيْـلـنَـا ** وبِـنُـورِ وجْـهـكِ أشرَقتْ دُنْـيـَانَــا
ولكوثَـرِ الفِردوسِ فِـيـكِ روافِــــدٌ ** مِـنْـهُ الخَلائِقُ تَـرتَـوي الرِّضْوانَا
إنْ نُحْصِ فَضْلَـكِ في الحياةِ فإنَّنا ** نُحصِـي النُّجـومَ ومَن يُجيدُ بَـيَانـَا
قلْـــبٌ رَحـيـــمٌ بالمحبَّــة نابِـــضٌ ** غَـمَـرَ البِــلادَ مع الــعـــبَادِ أمَـانَــا
مِنْـكِ البُطولةُ في الرِّجالِ تَأصَّـلتْ ** أمَّا الفضـيلةُ فاعْــتـلــتْ أركانْــــا
يا مَن قَـضَـيـتِ العُمْرَ في إعْدَادِنَا ** لنَـكـُونَ جُنـدًا في الوَغَى شُجْعانَـا
يا مَنْ غَـرَسْتِ الحُبَّ فِي أحْـنائِـنَا ** صارَ الثَّــرَى أنَّــى لمَسْتِ جِـنـانَـا
اللهُ عَظَّـمَ في الحَـيـاةِ مَن ارتَضَـى ** وحَـباكِ فَـضْـلا في الـدُّنـا يَـغـشَانا
ظـلـمٌ لـــحَـقِّـكِ أنْ يُــقَــالَ بأنَّــــها ** نِصْـفُ الـدُّنَـــا والله قــد سوَّانــــَا
في بَـطــنِ حُبـِّـكِ قد أعَـدَّ بَـقـاءَنَـا ** بِـغِـذَاءِ حُبــكِ فِي الحَـشَـا أحْـيَانَـا
فالبدرُ يَكمُلُ في انتِصَافِ شهُورِه ** والعمرُ يحلوُ في الشَّبابِ زمَــانَــا
في الـذِّكْـرِ عُـلِّمْـنَا نُــوحِّـدَ ربـَّـنَـا ** نُعْـطِـي إليْـكِ الحبَّ والإحْـســانـَــا
عَن قــــولِ أفٍّ قد نَهَى قُـرآنُـنــَـا ** لِـكـرِيـــمِ قَــوْلٍ حَـثَّـــنَـا ودَعَـانَـــا
قد قالَ فِـيـكِ رسُولُـنـُـا لصِحَابِـــهِ ** أنْـتِ الأحَـــقُ بـصُـحـبَـةٍ إحْـسَانَـا
ثَـمَّ الجـنـانُ لمِن أطاعـكِ واهتدَى ** هَــلَّا دعَـوْتِ فَـتَـسْـتَـقِـيـمَ خُـطـَانَـا
شعر
أحمد عبد العال عز