عرض مشاركة واحدة
  #184  
قديم 03-04-2012, 06:15 PM
samer samer samer samer غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 75
معدل تقييم المستوى: 13
samer samer is on a distinguished road
افتراضي

أهداف سور القرآن الكريم
74

ســـورة القـلــم

هدف السورة : دعوة لتوثيق العلم


ســـورة القـلــم فيها دعوة لتوثيق العلم.
وهذه السورة هي ثاني السور ونزلت بعد سورة العلق (إقرأ)

الآن جاء دور الحث على توثيق هذا العلم (والقلم وما يسطرون) فالعلم يوثّق بالكتابة ولهذا ورد ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين وهو وسيلة تثبيت العلم.

أقسم الله تعالى بالقلم والكتاب على تكذيب الكافرين فيما نسبوه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الجنون لما أنعم عليه بالنبوة وحصانة العقل وقد وعده على تبليغ الرسالة والصبر على أَذى قومه في سبيل الدعوة إِلى الله بالثواب الدائم واحترامه تعالى بما وهـبه له من حسن الخلق والحياء والكرم والشجاعة إلى غير ذلك من الصفات الحميدة الحسنة، ومن كانت هذه صفته فلا يكترث بأَقوال المشركين ولا يضيق صدره بفعالهم .

لأنه متى وثّقنا العلم كان سلاحاً لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة بالعلوم هي مكتبة بغداد فأين نحن الآن في عصر العلم من توثيق علومنا؟

وتأتي السورة أيضاُ وصف أخلاق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلاق ولذا قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) لأن الرسول
صلى الله عليه وسلم هو سيّد الدعاة وأشرفهم خلقاً وعلماً وديناً.

يخبر سبحانه أنه امتحن كفَّار مكَّة بما أسداه عليهم من النعم وما مَن به عليهم مـن واسع العطاء ليختبرهم هل يشكرونه ويؤدون حقَّها ويُنِيبُونَ إلى ربِّهم ويتَّبعون رسوله محمداً
صلى الله عليه وسلم الذي بُعث فيهم بشيراً ونذيراً أم يكفرون بهذه النِّعم فيبتليهم بالعذاب وبزوال هذه النِّعم كما ابتلى أَصحاب الجنَّة الذين منعوا حق الله ، وعزموا على حرمان الفقراء والمساكين فحقَّ عليهم من الجزاء ما هم له أَهل.

والجنَّة المشار إليها كانت لإخوة من بني إِسرائيل أَقسموا ليجذُّنَّ ثمارها صباحاً ولا يتصدقون منها على مسكين وباتوا على هذا العزم فجازاهم الله بحرق بستانهم في الليل، وفي الصباح الباكر نادى بعضهم بعضاً لتنفيذ العزم الذي باتوا عليه .

وذهبوا يتهامسون فيما بينهم فلم يروها فظنوا أنَّهم أخطئوا الطريق. ولما تحققوا عادوا على أَنفسهـم بالملامة وعلموا أَن الله عاقبهم على حرمانهم المسـاكين من الصدقة، وندموا على ما حصل منهم فذكَّرهم أَعدلهم وأَصلحهم بما قدَّم إِليهم من نصح في بادئ الأَمر وهو شكر الله على إنعامه عليهم فخالفوه برأيهم فإِذا هم بعد فوات الأوان يعترفون بظلمهم مسبحين لربهم وحين تنزل النازلة بالمكذبين يلوم بعضهم بعضاً على ما أصروا عليه من منع المساكين حقهم. وقالوا إنما أُصبنا في جنتـنا بسبب طغياننا ودعوا الله أَن يبدلهم خيرا مما فقدوا.

ومثل هذا الابتلاء سيلقاه كل مخالف لأمر ربه مكذِّب لرسله من كفار قريش كما أَعدَّ لهم في الآخرة عذاباً أَشدّ من عذاب الدنيا.

بعد أَن خوَّف الله تعالى الكفَّار من هول القيامة أخذ سبحانه يهدِّد الكفَّار على تكذيبهم بالقرآن بتقريبهم من العذاب قليلا قليلاً وهم لا يشعرون ويمهلهم وينظرهم فلا يعلمون إلا والعذاب قد أحاط بهم وذلك هو كيد الله تعالى لهم.

ثم خاطب رسوله
صلى الله عليه وسلم، قائلا له ماذا ينقم منك الكفار هـل سألتهم أَجراً على تبليغ الرسالة فأعرضوا عنك مستثقلين هذه الغرامة أَم عندهم علم مما كتب في اللوح المحفوظ يكتبون منه ما يقبلون وما يحكمون به ؟ .

وبعد هذا أَمر رسوله بالصبر على أَذى قومه وتكذيبهم بقضاءِ الله وقدره. فإِن الله سبحانه سيجعل العاقبة الحميدة للمسلمين في الدنيا والآخرة.

ثم نهـى رسوله أَن يكون كنبي الله يونس عليه السلام حين غضب على قومه ففارقهم ونزل إلى السفينة فابتلعه الحوت. ودعا ربه وقال: " لا إله إلا أَنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وهو مملوءُ غيظاً وحنقاً على قومه فاستجاب الله دعاءَه وأخرجه من بطن الحوت الذي ابتلعه ولولا لطف الله لألقي من بطن الحوت في الفضاءِ وهو مذموم مطرود من الرحمة.





ثم أَخبر الله تعالى رسوله بأنَّ شدة عداوة الكفار له تدفعهم إلى أن ينظروا إِليه نظرة تظهر فيها آثار الشدة والحقد حسداً على ما آتاه الله من النبوة {إنك لمجنون} تنفيراً. منه ومن دعوته.

والواقع أَن القرآن لا يجلب الجنون وإنما هو عظة وتذكير للإنس والجن جميعا.
يتبع........................
__________________
رد مع اقتباس