عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 23-07-2012, 10:11 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,134
معدل تقييم المستوى: 20
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
New الحلقة الرابعة - سفينة النجاة - لضياء الدين سعيد


الحلقة الرابعة


أسرع محمد في الوضوء وكذلك استيقظت إيمان من غفوتها بينما هم كذلك ، كان هناك حوار في الهاتف بين كلاً من علي وأسماء وفي الاتجاه الآخر أحمد وسحر . ذهب محمد إلى المسجد لأداء صلاة العشاء لكي يفوز برضوان الله وفضله وجلست إيمان على الأرض لتصلي وهي جالسة نظراً لما أصاب قدماها من تورم منعها عن الوقوف .

تبادل كلاً من الأحباب أشواق منها ما هي صامته ولكن لا يشعر بها سوى قلب مليء بالنور المشع ، يطوقه خيوط من نور ويفوح منه أجمل ريح هب على وجه الأرض ، فالقلب الذي يحمل الإيمان من الصعب أن يحمل بين ضفافه أي أذى أو جهل ، ولكن القلوب المتكاسلة والمتناقضة هي تلك التي تحمل ما تشاء وكيفما شاءت فدائما أتذكر " أن الله ما جعل قلبين في جوف واحد " ولذا فدع الشجرة تنمو على أعتاب بيت يرويه الصدق وتعتليه ريح الصبر والكفاح والنضال . وإياك أن تعيش كما يعيش التائهون فمنهم من يخدش قلب ومنهم من يجرد القلب من عذريته ومنهم من يدس السموم بداخله ومنهم ومنهم ، ولكن هيهات هيهات سيمر العمر في صمت وتسقط كل أوراقك ويصبح غصنك أعوج ، ستحرق حين إسقاطك .

تبادلاً كلاً من الأصدقاء أرقام هواتفهم والبريد الإلكتروني الخاص بكل منهم وبينما جن الليل عليهم من المؤكد أن يذهب محمد وإيمان للنوم لأنه قد قارب الفجر على أعتاب يوم جديد ولابد أن يناموا كي يستيقظوا ليؤدوا أوامر الله ، جلس أحمد يحضر أدوات سهرته فالجميع خارج البيت لا يوجد سوى أخته التي لا تزال في وهج عمرها فهي لا تزال طالبة بالصف الثالث الثانوي ، أغلق أحمد أبواب البيت وتأكد بأن أخته قد ذهبت في نوم عميق حتى أخرج المسكرات وبدأ في إعداد سجائر محشوة بالحشيش وحينما انتهى من ذلك أتصل بسحر وهو يدخن أول سيجارة غير شرعية بدأت تعلو الهمسات وبدأ أحمد يسرد منظومة من الكلام اللبق والمميز والذي إن سمعته امرأة لصارت مثل طائرة تجول في السماء دون إرهاق وكيف بها امرأة تنصت ولا ترى إلا بأعين العشق المحرم والبحث عن الموبقات ، فلا تذكر سحر أي وقت كانت بين يدي الله عز وجل ولكنها تذكر جيداً أن الفلسفة المفرطة وأن تكون كعالمة بأي طريقة وأي أسلوب كذلك الحياة ، جلست تستمع إلى سيمفونيات الحياة تعزف وأحمد يدخن الحشيش وكما يقول المصريون " بيعلي دماغه " وأي تعلية تلك بل إنه يدمر خلايا مخه ، أحمد والذي كان متفوق فوق الوصف لحين بدأ في سلك طريق المخدرات وبدأ يوم تلو الآخر تتساقط منه مكانته كما يتساقط الحَب من شحنة ، فمن المؤكد أنها ستنفذ .

وعلى غرار ذلك ذهب علي وسارع في نشر شباكه وفتح اللاب توب الخاص به ومن ثم البريد الإلكتروني والفيس بوك وجلس يستمع للأغاني حتى جاءته إضافة من أسماء التي تعلقت به فنظراته خارقة وجمال عيناه يجعل الفتاة تنساق خلفه بكل جنون ، بدأ الحوار بين كلاً من علي وأسماء وبينما هم كذلك سارعت أسماء في التجرد من حيائها وبدأت الألفاظ الخارجة تسمع وبينما علي يستمع إليها إلا أنه أخبرها بأنها هي الحورية التي نزلت لتنقذ قلب قد تاه بين معالم العشق وهي الدليل الدائم والصراط الأبدي للحياة ، بدأ أسماء تقول " أنا هكذا " ويقول لها أنتي أكثر من ذلك فأنتي الحب ذاته ، نزلتي من السماء كرمز للحب فكانت الأرض قبلك جرداء أتيت أنتي بجمالك فنشرتي النور بين ضفافها وببسمتك رويت كل ظمئان ، أيام أجمل من حملته الأرض وبدأ الانسجام حتى طلب علي من أسماء أن تقوم بتشغيل الكاميرا فعلى حد قوله " وحشتيني جداً من ساعة ما شفت عيونك وانا مش جايلي نوم يرضيكي حتى أغفل وعنيا متشفش القمر قبل ما تغمض " ومن هنا وبدأت السمكة تمشي نحو شباك لا يعلم مداها إلا الله .

ومن هنا ومن هناك قامت أسماء بتشغيل الكاميرا وهي ترتدي ملابس البيت حيث أن ملامح أنوثتها تفوح من ملابسها ولكنها كيف تُغضب زير النساء وبدأت تتلاعب بجسدها تارة يمين وتارة يساراً وغرها جمالها الطاغي .
لقد أشعل أحمد السيجارة الثانية وكذلك بدأت سحر تغوص في أعماق بحر يسمى بالحياة الأبدية وعشق الدنيا ، فكلما ذاد أحمد في التدخين كلما كان أرقى في كلماته كلما سَحَرَ سحر التي لا تزال كالوردة القرمزية اللون والمغلفة بأشواك من كل الاتجاهات ولكنها تريد أن تروي رحيقها إلى هذا المزارع الذي جاء ليأخذها دون أن يعلم قيمتها ودون أن تمنعه من ذلك .




إلى اللقاء مع الحلقة القادمة ،،،،
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
رد مع اقتباس