عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 29-07-2012, 05:31 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

:: عودة إلى جبهة الفرس ::

كان اهتمام المسلمين بغزو الروم يفوق اهتمامهم بغزو فارس؛ فالروم بدءوا بالشغب والعدوان
على الحدود، والشام وفلسطين ومصر أراض احتلتها الروم، لكنها كانت تترقب إلى الخلاص
من بين أنياب هذا المستعمر الظالم، وكان المسلمون يعلقون الآمال على أن يجدوا من أهل
هذه البلاد بعض المساعدة لطرد هؤلاء المستعمرين القساة، وقد تحقق لهم ما أرادوا.



:: موقعة البويب ::

وفى عهد عمر كانت كفة المسلمين قد رجحت على الروم بعد انتصارهم فى معركة
"أجنادين"، فاتجه عمر -رضى الله عنه- إلى معاودة الزحف على بلاد الفرس.
فبعث أبا عبيدة بن مسعود الثقفي، وأمر عمر -رضى الله عنه- المثنى بن حارثة أن يكون
فى طاعة أبى عبيدة.
وسار أبو عبيدة حتى عبر الفرات بمن معه من المسلمين، وهناك دارت معركة عظيمة هى
معركة "الجسر" استشهد فيها القائد أبو عبيدة الثقفى وعدد كبير من المسلمين، بعد أن
انتصروا على أهل فارس أولا فى عدة مواقع سابقة.
أرسل عمر -رضى الله عنه- إلى فارس جيشًا يقوده المثنى بن حارثة، وقد حقق المسلمون فى
هذه الموقعة انتصارًا رائعًا، فقد قُتل "مهران" قائد جيش الفرس فى المعركة هو وكثير من
أتباعه، وتلك كانت وقعة "البويب" وقد سماها المسلمون "الأعشار" لأن كثيرًا من المسلمين
*** كل واحد منهم عشرة من الفرس.
وفى "القادسية" التقى الفرس والمسلمون، قاد المسلمين سعد ابن أبى وقاص، وقاد الفرس
رستم، وفر رستم وعشرات الآلاف من جنوده، وغنم المسلمون غنائم كثيرة بعد أن استمرت
المعركة عدة أيام.
وتساقطت مدن فارس فى أيدى الجيش الإسلامى تساقط الثمرات واحدة بعد أخرى، وكان
انتصار المسلمين فى القادسية دافعًا لهم إلى مواصلة الزحف على العاصمة "طيسفون"
التى سماها العرب "المدائن"، ويشتد القتال ضراوة، ويهدم الفرس الجسور حتى لا يستطيع
العرب عبور نهر دجلة، ولكن المسلمين سرعان ما عبروا النهر بخيولهم، وهنا اضطرب الفرس
وأحاطت بهم الهزيمة، وهرب "يزدجرد بن شهريار" إلى حلوان بأرض فارس.
وسقطت العاصمة الفارسية العريقة فى أيدى المسلمين، وكان سقوط العاصمة فى العام السادس
عشر من الهجرة، (637م). إنهم لم يقبلوا مع العرب صلحًا، ورفضوا أن يدفعوا الجزية،
وفضلوا عبادة الكواكب والنار والمجوسية على دين الله، وأعلنوا عداءهم واستعدادهم لقتال
المسلمين، إذن لم يبق إلا الحرب.


__________________
رد مع اقتباس