31-07-2012, 10:02 AM
|
|
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
|
|
( قافلة الإيمان )
في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال ،
لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجها رجا ، وسألت
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( ما هذا الذي يحدث في المدينة ؟ )
وأجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فعجِبت أم المؤمنين
رضي الله عنها قافلة تحدث كل هذه الرجة ؟ ) قالوا لها : أجل يا أم المؤمنين ، إنها
سبعمائة راحلة .
وهزت أم المؤمنين رضي الله عنها رأسها وتذكرت :
( أما أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا " ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن
بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ،
فحث خطاه الى السيدة عائشة رضي الله عنها وقال لها :
( لقد ذكرتني بحديث لم أنسه ) ثم قال :
( أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله )
ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها
( الخوف )
وثراء عبد الرحمن رضي الله عنه كان مصدر إزعاج له وخوف ، فقد جيء له يوما
بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال :
( استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكـفن في بردة إن غطت رأسه بدت رجلاه ،
وإن غطت رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له ما يكـفـن
فيه إلا بردة ، ثم بسـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا منها ما أعطينا وإني
لأخشى أن نكون قد عجلـت لنا حسناتنا )
كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ، وسألوه :
ما يبكيك يا أبا محمد ؟
قال : ( لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ،
ما أرانا أخرنا لما هو خير لنا )
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل : أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو
جالس مع خدمه ، ما استطاع أن يميزه من بينهم .
|