[دمياطية]

حدثــــــــــــت معــــــــــــى
.................................
بعد العودة من يوم عمل غير عادى فيه مافيه من المشكلات و الخلافات ،
جلست أرتب أوراقى وأفكر قليلاً فى بعض الأمور التى حدثت و كيف يكون التصرف الصحيح لها ،
و كنت فى حالة من الغضب و التوتر الغير عادية ،
و فى ذات الوقت كنت أرقب تلك الصغيرة التى أتمت بالفعل عامها الثالث منذ أيام وهى منهمكة فى اللعب بألعابها الخاصة و لم تك تبالى أساسا
بوجودى بجوارها ،
و قد إستمر الحال كهذا لدقائق كلُ منا فى عالمه الخاص ،

و إذا بتلك الصغيرة و فجأة ً ودون سابق إنظار تنظر إلىّ و تصرخ مناديةً بإسمى و توجت إلىً مسرعة و ألقت نفسها بين ذراعى و ضمتنى بذراعيها الصغيرتين ضمة لا أنسى دفئها حتى تلك اللحظة ثم نظرت نظرة عميقة فى عيناى و تركتى و عادت أدراجها لتسبح فى عالم ألعابها دون أن تتفوه بأى كلمة أخرى غير صراخها بإسمى ،

فى البداية لم أفهم و تعجبت من تصرفها و لكن ما إستوقفنى فعلا هو تلك الحالة من الراحــة الغريبـــة و المفاجئـــة التى إنتابتنى
و التى بدلت حالتى من النقيض إلى النقيض ،

و سألت نفسى أنا لم أحدثها و لم أطلب منها شىء و لا أعتقد أساسا أنها تعى وتفهم حالتى حينها ،
فلماذا قامت بهذا التصرف و فى تلك اللحظة بالذات ؟

تمهلت فى التفكير قليلاً و ووجدتنى أردد بينى و بين نفسى
الحمد لله ... الحمد لله ..الحمد لله ،

و أدركت حينها أن ماحدث ماهو إلا رسالة من ربى الرحمن الرحيم لعلمه بحالى وحالتى وقتها ،
ثم إستطرقت قليلاً لكيف يكون حالنا لو لم يمنحنا المولى عز وجل تلك الملائكة الصغيرة المسماه بيننا بالأطفال ،

و إكتشف أمراً غريباً جداً : ـ
أننا عندما نجلس بجوارهم كل ليلة لنحكى لهم حكايات ماقبل النوم ،
ففى الواقع نحن نحكيها لأنفسنا قبلهم لتشبع حنيننا للماضى و للبراءة و النقاء و الطهر و لكننا تتخذهم ستاراً لذلك ،

وحينما تحتضن أطفالنا و نطوقهم بكل قوة بذراعينا ففى الحقيقة هم من يحتضنوننا و نسمد من أجسادهم الصغيرة و الضئيلة الحنان و الدفء ،
لكننا لا نجروء على طلب ذلك منهم لأننا نرى أنه من العيب أن نطلب ما يطلبه الصغار مع العلم أننا جميعاً بدواخلنا أطفالنا وأدناها بأنفسنا خوفا من نظرة الآخرين إلينا،

و أدركت حينها معنى :
الطفولة ليست إحساس يعيش فينا ، إنما هى إحساس نعيش فيه

★☆.. raSHa ..★☆