عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-02-2013, 02:02 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






الكـــــــــــذب فــــي المـــــــــــــــــــزاح
ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحا ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول " نيسان " أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهّر ، والكذب حرام مازحا كان صاحبه أو جادّا . والكذب في المزاح حـــــــــرام كالكذب في غيره . فعن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم إني لأمزح ولا أقول إلا حقّارواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني وعن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا ، قال إني لا أقول إلا حقارواه الترمذي . وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدّثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها.. فلما استيقظ الرجل.. فــــــــزع !! فضحك القوم.. فقال : ما يضحككم ؟؟ فقالوا: لا.. إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يروع مسلما رواه أبو داود وأحمد والحديث : صححه الشيخ الألباني ،،، وعن عبد الله بن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده.. أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادّا ، ومن أخذ عصا أخيه فليردها رواه أبو داود والترمذي والحديث : حسنه الشيخ الألباني
والحوادث في كذبة نيسان كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض . وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك ***ها أو تطليقها. وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة .

الكـــــــــــذب في مـــلاعبـــــــــــــة الصبيان
ينبغي الحذر من الكذب في ملاعبة الصبيان فإنه يكتب على صاحبه ، وقد حذّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم..فقد روي عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال : دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت : ها تعال أعطيك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمرا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبةرواه أبو داود والحديث : حسنه الشيخ الألباني

الكـــــــــذب للإضحــــــــــــاك
عن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن ، وأبو داود


عـــاقبـــــــــة الكــــــــــذب :
وقد توعّد الكاذب بعقوبات دنيوية مهلكة ، وبعقوبات أخروية مخزية ، ومنها :
النفـــــــاق في القلـــــب
قال تعالى { فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون } قال عبد الله بن مسعود : اعتبروا المنافق بثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ، قال : وتلا هذه الآية : { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله } إلى قوله : { نفاقا في قلوبهم } إلى قوله : { بما كانوا يكذبون } .



الهـــــدايــــة إلى الفجـــــــــور وإلى النـــــــــــار
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا ، وإن الكذب فجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابارواه البخاري ومسلم . وفي الحديث إشارة إلى أن من تحرى الصدق في أقواله صار له سجية ومن تعمد الكذب وتحراه صار له سجية ، وأنه بالتدرب والاكتساب تستمر صفات الخير والشر . والحديث دليل على عظمة شأن الصدق وأنه ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، ودليل على عظمة قبح الكذب وأنه ينتهي بصاحبه إلى النار ، وذلك من غير ما لصاحبهما في الدنيا ؛ فإن الصدوق مقبول الحديث عند الناس ، مقبول الشهادة عند الحكام محبوب مرغوب في أحاديثه والكذوب بخلاف هذا كله .

رد شهــــــــــــــادتــــــــــه
قال ابن القيم الحكمــــة في رد شهــــــــــادة الكـــــــذاب وأقوى الأسباب في رد الشهادة والفتيــــــا والرواية : الكذب ؛ لأنه فساد في نفس آلة الشهادة والفتيا والرواية ، فهو بمثابة شهادة الأعمى على رؤية الهلال ، وشهادة الأصم الذي لا يسمع على إقرار المقر ؛ فإن اللسان الكذوب بمنـزلة العضو الذي قد تعطل نفعه، بل هو شر منه ، فشر ما في المرء لسان كذوب .


ســــــــــواد الوجـــــــــه في الــدنيـــــــــا والآخـــــــــرة.
قال تعالى { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة } .
قال ابن القيم ولهذا يجعل الله سبحانه شعار الكاذب عليه يوم القيامة وشعار الكاذب على رسوله سواد وجوههم ، والكذب له تأثير عظيم في سواد الوجه ، ويكسوه برقعا من المقت يراه كل صادق ، فسيما الكاذب في وجهه ينادى عليه لمن له عينان ، والصادق يرزقه الله مهابة وجلالة ، فمن رآه هابه وأحبه، والكاذب يرزقه إهانة ومقتا ، فمن رآه مقته واحتقره ،

شـــــق شــــــدق الكـــــــاذب إلى قفــــــــاه
عن سمرة بن جندب رضي اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منكم من رؤيا قال فيقصّ عليه من شاء اللّه أن يقصّ وإنّه قال ذات غداة إنّه أتاني اللّيلة آتيان وإنّهما ابتعثاني وإنّهما قالا لي انطلق .. فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلّوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه قال وربّما قال أبو رجاء فيشقّ قال ثمّ يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأوّل فما يفرغ من ذلك الجانب حتّى يصحّ ذلك الجانب كما كان ثمّ يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرّة الأولى قال قلت سبحان اللّه ما هذان قال قالا لي انطلق انطلق ثم قال في تفسير الملكين للمشاهد التي رآها : وأمّا الرّجل الّذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنّه الرّجل يغــدو من بيته فيكـــــــذب الكــــــذبـــــــــة تبلغ الآفـــــــــاق .. رواه البخاري .

أقــــــــوال السلــف في الكـــذب :
قال عبد الله بن مسعود إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه ، وإنه ليكذب ويتحرى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه . وعنه قال : لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ، ثم تلا عبد الله { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } . قال أبو بكر الصدّيق إياكــــم والكــذب فإنه مجـانـب الإيمـــــان .
وعن سعد بن أبي وقاص قال المؤمن يطبع على الخلال كلها غير الخيانة والكذب .
وعن عمر رض الله عنه قال لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى تدع الكذب في المزاح .


الكـــــذب الجـــائـــز
ويكون في مواضع ثلاثة : الحرب ، للإصلاح بين المتخاصمين ، وكذب الزوج على زوجته والعكس لأجل المودة وعدم الشقاق . عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا رواه البخاري وعن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها ، والكذب في الحرب ، والكذب ليصلح بين الناس رواه الترمذي، والحديث : حسنه الشيخ الألباني


وقد حرّم الشرع الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل . فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .