الموضوع: دلائل النبوة
عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 05-03-2013, 01:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حفر زمزم على طريق الاختصار
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال

حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول وهو يحدث حديث زمزم قال
بينا عبد المطلب نائم في الحجر أتي فقيل له احفر برة فقال وما برة ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له احفر المضنونة قال وما مضنونة ثم ذهب عنه حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه ذلك فأتي فقيل له احفر طيبة فقال وما طيبة ثم ذهب عنه فلما كان الغد عاد فنام بمضجعه فأتي فقيل
له احفر زمزم فقال وما زمزم فقال لاتنزف ولا تذم ثم نعت له موضعها فقام يحفر حيث نعت له فقالت له قريش ما هذا يا عبد المطلب فقال أمرت بحفر زمزم فلما كشف عنه وبصروا بالظبي قالوا يا عبد المطلب إن لنا حقا فيها معك إنها لبئر أبينا إسماعيل فقال ما هي لكم لقد خصصت بها دونكم قالوا فحاكمنا قال نعم قالوا بيننا وبينك كاهنة بني سعد بن هذيم وكانت بأشراف الشام قال فركب عبد المطلب في نفر من بني أبيه وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر وكانت الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الشام والحجاز حتى إذا كانوا بمفازة من تلك البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا بالهلكة فاستسقوا القوم قالوا ما نستطيع أن نسقيكم وإنا لنخاف مثل الذي أصابكم فقال عبد المطلب لأصحابه ماذا ترون قالوا ما رأينا إلا تبع لرأيك فقال إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرة بما بقي من قوته فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى يكون آخركم يدفعه صاحبه فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم ففعلوا ثم قال والله إن إلقاءنا بأيدينا للموت لا نضرب في الأرض ونبتغي لعل الله عز وجل أن يسقينا عجز فقال لأصحابه ارتحلوا قال فارتحلوا وارتحل فلما جلس
على ناقته فانبعثت به انفجرت عين من تحت خفها بماء عذب فأناخ وأناخ أصحابه فشربوا وسقوا واستقوا ثم دعوا أصحابهم هلموا إلى الماء فقد سقانا الله تعالى فجاءوا واستقوا وسقوا ثم قالوا يا عبد المطلب قد والله قضي لك إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم انطلق فهي لك فما نحن بمخاصميك
قال ابن إسحاق فانصرفوا ومضى عبد المطلب فحفر فلما تمادى به الحفر وجد غزالين من ذهب وهما الغزالان اللذان كانت جرهم دفنت فيها حين أخرجت من مكة وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام الذي سقاه الله عز وجل حين ظمئ وهو صغير

قال ابن إسحاق ووجد عبد المطلب أسيافاً مع الغزالين فقالت قريش لنا معك في هذا يا عبد المطلب شرك وحق فقال لا ولكن هلموا إلى أمر نصف بيني وبينكم نضرب عليها بالقداح فقالوا فكيف نصنع قال اجعلوا للكعبة قدحين ولكم قدحين ولي قدحين فمن خرج له شيءُ كان له فقالوا له قد أنصفت وقد رضينا فجعل قدحين أصفرين للكعبة وقدحين أسودين لعبد المطلب وقدحين أبيضين لقريش ثم أعطوها الذي يضرب بالقداح وقام عبد المطلب يدعو الله ويقول

(لاهم أنت الملك المحمود ربي وأنت المبدئ المعيد)
(وممسك الراسية الجلمود من عندك الطارف والتليد)
(إن شئت ألهمت لما تريد لموضع الحلية والحديد)
(فبين اليوم لما تريد إني نذرت عاهد العهود)
(اجعله رب لي ولا أعود)
وضرب صاحب القداح القداح فخرج الأصفران على الغزالين للكعبة فضربهما عبد المطلب في باب الكعبة فكانا أول ذهب حليته وخرج الأسودان على السيوف والأدراع لعبد المطلب فأخذها وكانت قريش ومن سواهم من العرب في الجاهلية إذا اجتهدوا في الدعاء سجعوا فألفوا الكلام

وكانت فيما يزعمون قلما ترد إذا دعا بها داع
قال ابن إسحاق
فلما حفر عبد المطلب زمزم ودله الله عليها وخصه بها زاده الله تعالى بها شرفاً وخطراً في قومه وعطلت كل سقاية كانت بمكة حين ظهرت وأقبل الناس عليها التماس بركتها ومعرفة فضلها لمكانها من البيت وأنها سقيا الله عز وجل لإسماعيل عليه السلام
__________________
رد مع اقتباس