عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 25-06-2008, 12:38 PM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً

رئيس مجلس الادارة ( سابقا )

 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 8,414
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي معركة مؤتة

العنـــــوان:

معركة مؤتة
وهذه المعركة أعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقعت في جمادي الأولي سنة 8 هـ. ومؤتة ‏(‏بالضم فالسكون‏)‏ هي قرية بأدني بلقاء الشام، بينها وبين بيت المقدس مرحلتان‏.‏ وسببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بُصْرَي‏.‏ فعرض له شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني ـ وكان عاملًا على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ـ فأوثقه رباطًا، ثم قدمه، فضرب عنقه‏.‏ وكان *** السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشًا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الأحزاب‏.‏ وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا البعث زيد بن حارثة وأوصاهم وأن يدعوا مَنْ هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم، وقال لهم‏:‏ "‏اغزوا بسم الله، في سبيل الله، مَنْ كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا ت***وا وليدًا ولا امرأة، ولا كبيرًا فانيًا، ولا منعزلًا بصومعة، ولا تقطعوا نخلًا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء‏"‏‏.‏ وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزل مَعَان، من أرض الشام، مما يلي الحجاز الشمالي، وحينئذ نقلت إليهم الاستخبارات بأن جيش العدو قوامه مائتا ألف مقاتل‏.‏ لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش الضخم ـ الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة لكن استقر رأيهم على الاستمرار فإما النصر وإما الشهادة ، فتحركوا إلى أرض العدو بعد أن قضوا ليلتين في معان ، حتى لقيتهم جموع هرقل بقرية من قرى البلقاء يقال لها‏:‏ ‏"‏َشَارِف‏"‏ ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فعسكروا هناك، وتعبأوا للقتال، ثم التقي الفريقان .. ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل وتولى زيد بن حارثة إمارة الجيش فأصيب، ثم تولاها جعفر بن أبي طالب فأصيب، ثم تولاها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم تولاها خالد بن الوليد فأظهر مهارته ونبوغه في قيادة الجيش ، ونجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار، في أول يوم من القتال‏.‏ فلما أصبح اليوم الثاني غير أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمته ساقه، وميمنته ميسرة، وعلى العكس، فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم، وقالوا‏:‏ جاءهم مدد، فرعبوا، وصار خالد ـ بعد أن تراءي الجيشان، وتناوشا ساعة ـ يتأخر بالمسلمين قليلًا قليلًا، مع حفظ نظام جيشه، ولم يتبعهم الرومان ظنًا منهم أن المسلمين يخدعونهم، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء‏.‏ وهكذا انحاز العدو إلى بلاده، ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين، حتى عادوا إلى المدينة‏.‏ وهذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر، الذي عانوا مرارتها لأجله، لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين، إنها ألقت العرب كلها في الدهشة والحيرة، فقد كانت الرومان أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض، وكانت العرب تظن أن المجازفة بالدخول معها في قتال يعني هلاك المجازف، فكان لقاء هذا الجيش الصغير مع ذلك الجيش الضخم ثم الرجوع عن الغزو من غير أن تلحق به خسارة تذكر من عجائب الدهر، وكان يؤكد أن المسلمين من طراز آخر غير ما ألفته العرب وعرفته، وأنهم مؤيدون ومنصورون من عند الله، وأن صاحبهم رسول الله حقًا‏.‏ ولذلك نري القبائل اللدودة التي كانت لا تزال تثور على المسلمين جنحت بعد هذه المعركة إلى الإسلام، فأسلمت بنو سُلَيْم، وأشْجَع، وغَطَفَان، وذُبْيَان، وفَزَارَة، وغيرها‏.‏ وكانت هذه المعركة بداية اللقاء الدامي مع الرومان، فكانت توطئة وتمهيدًا لفتوح البلدان الرومانية.
__________________


صوت الحق
عصام على
أول رئيس مجلس إدارة
لهذا المنتدى



رد مع اقتباس