09-10-2013, 11:15 PM
|
|
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
|
|
فالقرآن يتبعه، وينير له الطريق في الدنيا وفي الآخرة، حتى يدخل مآله وهو الجنة، كذلك الذي لا يتبع القرآن، فالقرآن يتبعه بالعذاب، ويدفعه دفعًا إلى النار -والعياذ بالله؛ ولهذا قال -تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فلاَ يَضِلُّ ولاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾(28).
هذه وصايا الصحابة ووصايا السلف -رضوان الله عليهم، ثم بعد ذلك جاء ما أوصى به الحسن، وهو تابع لما قبله، ثم تفسير مجاهد(29) لقوله -تعالى: ﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾(30). قال: يعملون به حق عمله(31). فالمقصود العمل بالقرآن، وليس كثرة التلاوة، وإن كانت الكثرة فيها الأجر والثواب، لكن المقصود الأعظم هو العمل بالقرآن الكريم، وإنما القرآن عبر، أي: يعتبر به مَن قَرَأَه، ويَعرِف حال الأمم وحال العصاة من الكافرين مع أنبياء الله -تعالى- ورسله.
ولما ذكر الله -تعالى- قصة يوسف العجيبة مع إخوته وما جرى، ختمها الله -تعالى- كما بدأها، فقال في أولها: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾(32). وفي آخرها قال: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾(33). فبدأها بذكر القصص وختمها بالقصص، وهذا من المناسبات اللطيفة في مناسبات أوائل السور وأواخرها، فسَمَّى الله -تعالى- هذه القصص عبرة لمن يعتبر بها، وقال -تعالى- في آية أخرى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ﴾(34). أي: لما تقدم من سياق في هذه الآيات، لأولي الأبصار: هم أهل النظر الصحيح، وهم الذين يتأملون هذا القرآن، ويتأثرون به، ويعرفون ما جرى للأقوام السابقة، وما أعده الله -تعالى- لأوليائه من نعيم مقيم، وما أعده للمخالفين والعصاة من العذاب والجحيم..
س: يقول البعض -حفظك الباري: أيهما أولى بالإمامة: رجل يحسن القراءة من ناحية الأحكام وغيرها، أم مَن هو أحفظ، وإن كان لا يجيد القراءة بالأحكام، وجزاكم الله خيرًا؟
ج: الإمام إذا كان إمامًا ثابتًا في المسجد فهو أولى، وإن كان أقل في الحفظ، فإذا كان ثابتًا وإمامًا رسميًّا في المسجد فهو أولى بالإمامة من غيره، وإن كان خلفه مَن هو أقرأ منه، لكن إذا كان في غير المسجد، فكما قال -عليه الصلاة والسلام: « يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِِكِتَابِ اللهِ»(35). فإذا كانوا في غير المسجد، يؤمهم الضابط المتقن لقراءة القرآن الكريم، وإن لم يكن حافظًا.
|