عرض مشاركة واحدة
  #179  
قديم 20-10-2013, 08:47 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

مسجد المعمار - جدة









حينما تذكر جامع المعمار داخل أسوار جدة القديمة المعروفة اليوم باسم "المنطقة التاريخية"، فأنت تتحدث عن تاريخ يمتد لأكثر من ثلاثة قرون من البناء والاستمرارية حتى اليوم.

وتصفه الدوائر الرسمية المتخصصة بالتراث في السعودية، بأنه يحتل المرتبة الثانية في خارطة المساجد الأثرية في المنطقة التاريخية بعد جامع الشافعي صاحب القرون الثمانية.


بطون المصادر التاريخية التي تتحدث عن مدينة جدة المشتهرة بأنها مدينة الثلاثة آلاف سنة، تشير في سياقها الزمني إلى أن من بنى هذا "الجامع العتيق" هو أحد ولاة جدة العثمانيين ويدعى مصطفى معمار باشا، الذي لقب الجامع باسمه وصلى فيه بانتظام، وتجد في محراب الصلاة تاريخ الإنشاء محفوراً في القمة العلوية من المحراب بالتاريخ الهجري وهو عام 1093، وهو ما يوازي في العمر الزمني التاريخي قرابة 340 عاماً.
ويقع الجامع في شارع العلوي غرباً بمحلة المظلوم القريبة من برحة نصيف الشهيرة، وهو مسجد كبير ومرتفع كثيراً عن مستوى الشارع.
ولروعة هندسته القديمة فإن الوصول إليه يكون عبر طريقين، وذلك وفقاً للجهات الجغرافية التي يأتي منها المصلون، فمن جاء من جهته الشرقية يكون عليه صعود الدرج، ومن أتى من الجهة الشمالية يصل إلى باب مدخله مباشرة، وهذا من السر المعماري الذي يتحدث عنه جيران "جامع المعمار".
البناء العثماني


وهذا البناء العثماني كان مصدر إلهام للأفواج السياحية التركية التي كثيراً ما تتردد على زيارة هذا الجامع، وتجعله على رأس أجندتها كلما قدمت لأداء مناسك العمرة أو الحج، والتي تتكرر سنوياً ما بين أربع إلى خمس زيارات.
وقبل بدء الترميم الحكومي لعبت شخصيتان حجازيتان هما الشيخان الراحلان حمزة جمجوم وعبد الرحمن نصيف دوراً مهماً في الحفاظ على كيان هذا الجامع العتيق، وذلك عبر الترميم الذي أجرياه على نفقتهما الخاصة.
ويزين جدران الجامع من الداخل حزام طويل محفور عليه آيات قرآنية، إضافة إلى القبة الخشبية الخضراء، والمكبرية الخشبية التي لا تزال باقية لهذه اللحظة، وكان يؤذن من فوقها ويردد المؤذن التكبيرات من خلف الإمام، كما هو حاصل في الحرمين الشريفين.
و"المستودع الكبير" تحت الأرض كان محور اختلاف بين قيم الجامع وأحد المرشدين السياحيين، الذي قال إنه يستخدم لحفظ العطور والشموع الخاصة بالحرمين الشريفين، لكن هذه المعلومة لم ترق الحاج عبد السلام الذي أشار إلى أنه كان عبارة عن دكاكين ومحلات وقفاً للجامع، ثم تحولت بعد إلى مقهى شعبي، ومن ثم أضحت "مستودعا" لحفظ الهوادج التي كانت تحمل النساء في رحلات الحج المقدسة.
والانتقاد الذي يوجه للبلدية المسؤولة عن المنطقة التاريخية، هو عدم وجود أدلة إرشادية أو كتب توثيقية تتحدث عن المواقع الأثرية في هذه المنطقة التي تحتفظ بين مكوناتها بأكثر من 500.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس