رساله إلى القدس .. فؤاد بركات
البُعْدُ طالَ، اشتقتُ يا قُدْسُ..وهَفَتْ إلى أفيائِكِ النَّفْسُ
بالأمسِ ذكرُكِ كان يُفْرِحُني..واليومَ يخنُقُ فرحتي بؤْسُ
فمتى سيترُكُ أضلعي حُزْني..ومتى سأفرحُ فيكِ، يا قدسُ!
يا قدسُ، رغمَ الضِّيقِ يملؤُني..أملٌ يزولُ لنورِهِ اليأسُ
فسيبدأ الزلزالُ مِنْ حَجَرٍ..وتَشِعُّ مِنْ قَبَسٍ لها الشَّمْسُ
إنْ كنتُ أمشي دربَ فُرْقَتِنا..فمتى سأمشي فيكِ، يا قدسُ!
القدسُ داري، سوفَ أدخلُها..ليزولَ عنْ عتباتِها الرِّجْسُ
فتعودُ "للأقصى" سماحتُهُ..وإلى "القيامةِ" يرجعُ الأنْسُ
قلبي يصلِّي؛ كي تعودَ لنا..فمتى أصلِّي فيكِ، يا قدسُ!
للقدْسِ ما في الرُّوحِ مِنْ لَهَفٍ..إنَّ الرجوعَ لها هو العُرْسُ
ولسوفَ أحيا في محبَّتِها..حتَّى يواري أضلعي رِمْسُ
اليومَ عنكِ تضجُّ أغنيتي..فمتى أغنِّي فيكِ، يا قدسُ!