(9) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ».
أولاً: تَخِرْيجُ الحَدِيْثِ: رَوَاهُ البخاري (1/ 13) ومسلم (1/ 43) والترمذي (5/ 2624) والنسائي (8/ 4987) وابن ماجة (2/ 4033) وأحمد (19 /12002) وابن أَبي شَيبة في "المُصَنف" (6/ 30360) وأبو داود الطيالسي (3/ 2071) وعبد بن حميد (1/ 1328) وأبو يَعلى في "المُسند" (5/ 2813) وابن حِبّان (1/ 237) والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 724) وفي "المعجم الأوسط" (2/ 1149) وفي "المعجم الصغير" (2/ 724) والبَيهَقي في "السُّنَن الكُبرى" (10/ 21063).
ثانياً: التَّعرِيفُ بِرَاوِي الحَدِيثِ: هُـــــوَ: أَنَسُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ بْنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، النَّجَّارِيُّ، المَدَنِيُّ، خَادِمُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتِلْمِيذُهُ، وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتاً بِالبَصرَة.
وُلِد أَنَسٌ قَبْلَ عَامِ الهِجْرَةِ بِعَشْرِ سِنِين، وخَدَمَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْر سِنِين، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ حَيْث قَالَ: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ).
تُوفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْن (93 هـ) بالبَصرَةِ، وكَانَ عُمُرُهُ مِائَةً وَثَلاَثَ سِنِيْن (103)؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثالثاً: شَرحُ الحَدِيثِ:
- (ثَلَاثٌ): مُبْتَدَأ، والتَّقْدِير: خِصَالٌ ثَلَاثٌ.
- (مَنْ كُنَّ فِيهِ): خَبَرُ المُبْتَدَأِ.
- (حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ): أَيْ لَذَّتَهُ وَرَغْبَتَهُ ... وَأُوثِرَت الحَلَاوَةُ: لِأَنَّهَا أَظْهَرُ اللَّذَّاتِ الحِسِّيَّةِ؛ والمَعْنَى: اسْتِلْذَاذُ الطَّاعَاتِ وإِيثَارُهَا عَلَى جَمِيعِ الشَّهَوَاتِ والمُسْتَلَذَّاتِ، وتَحَمُّلُ المَشَاقِّ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ ورَسُولِهِ، والرِّضَا بِالقَضَاءِ فِي جَمِيعِ الحَالَاتِ.
- (مِمَّا سِوَاهُمَا): يَعُمُّ ذَوِي العُقُولِ وغَيْرِهِمْ مِنَ المَالِ والجَاهِ، وسَائِرِ الشَّهَوَاتِ والمُرَادَات.
- (لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ): لاَ يَقْصِد مِن حُبِّه غَرَضاً دُنْيَوِياً.
- (يُقْذَفَ): يُرْمَى.