عرض مشاركة واحدة
  #155  
قديم 16-05-2014, 04:54 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي



أحمد الشال يكتب: سياسي في دولة الجنرالات








هو ليس عنوان لفيلم سينمائي أو رواية درامية ، بل هو محاولة لوصف واقع سياسي مرير وصراع تاريخي يرتقي في بعض الأحيان لمسمي الانتخابات ولكن قبل شرحه لابد أن نستعرض مشهدين في خيال السياسة المصرية !



المشهد الأول :
١)طالب في الثانوية العامة يوقع علي شهادة لالتحاقه بالكلية الحربية مرفقبهذا التوقيع توقيع علي كل من :-

- منصب المحافظ وما قبله من رؤساء أحياء ومدن.
- أغلب المناصب الوزارية والقيادية بالبلد.
- أغلب المناصب التنفيذية والحيوية.
- منصب رئيس الجمهورية.




المشهد الثاني :

٢)
طالب بنفس الثانوية العامة يوقع شهادة التحاق بأي كلية مدنية من (اقتصاد وعلوم سياسية إلي كلية الحقوق مروراً بالهندسة والطب والعلوم وغيرها ) ويعلن بذلك تنازله عن أغلب المناصب المذكورة سلفاً وذلك لأنه ولد في دولة لا تعترف الا بالزي العسكري فهي قصة طويلة في تاريخ مصر جعلت من العسكري نصف إله قادر علي حل كل المشكلات وجعلت منه مؤهلاً في علوم السياسة أكثر من منافسيه الذين منهم من أفني عمره في العمل السياسي أو من درس تلك العلوم في أرقي جامعات العالم ولكن ذهب ذلك كله هباءا أمام ذلك النسر والدبابير التي جعلت من صاحبها ركناً أساسيا في الدولة وكأن الشخص المدني سوف يحكم من كوكب آخر أو العمر الذي أفناه يبحث في مجالات السياسة والعمل علي أرض الواقع غير معترف به أمام أولئك الذين يقدسون تلك البدلة الزيتي التي تعودت علي إلقاء الأوامر ومبدأ الأمر والطاعة.



وتري البعض يتحجج بأن أمريكا حكمها ٣٣ رئيس ذو خلفية عسكرية من أصل ٤٤ متناسيين أن المعضلة تكمن في الجملة بحد ذاتها فمصر منذ عام ١٩٥٢ وحتي الآن حكمها ٤ رؤساء فقط بعكس أمريكا التي حكمها احدي عشر رئيس (بداية من آيزنهاور وحتي أوباما ) منذ تلك الفترة وهذا يرجع أننا في الأصل لم تترسخ لدينا ثقافة الصندوق ولا أن الزي المدني يحمل من الأفكار والعمل ما يؤهله لقيادة الدولة والنهضة بها فهذه ثقافة لاتوجد لدي أغلب البسطاء ولا لدي حكامنا الذين يغضون البصر عن أصوات الشباب وأحلامهم في رؤية رئيس غير عسكري الهوية !


وإن كان الأمر كذلك فلماذا تتركوننا نحلم ونعمل في مجال السياسة ونحن مهما بلغنا لن نبلغ منصب كهذا في الدولة وربما غيره أيضا وسيأتي أحد الجنرالات بديلاً لنا متسلحاً بزيه العسكري الذي تفتح له كل الأبواب المغلقة ولا تعمل الدولة الا بمفتاحه السحري .


فهل لم يأتي الآوان لأن تسمعوا أصواتنا وتدركوا ما لدينا من طموحات تجاه هذا الوطن ؟! ،وإن لم يأتي الآن فقطعاً سوف يأتي في الغد وعلي الأقل فلتدركوا بعض الحقائق حالياً وهي :



١- للقوات المسلحة منا كل العرفان والتقدير وندرك جيداً دور تلك المؤسسك العريقة ولكن هل يدرك هذا الدور المسئولين عنها ..فالجيش الآن منغرس حتي قدميه في الصورة السياسية ويعد هو أكبر جزء فيها بل والأوحد علي عكس الهدف المنشود من رجاله .


٢- ليس من حق المؤسسة العسكرية الحصول علي امتيازات خاصة عن باقي المؤسسات لمجرد فقط أنها المؤسسة الأكثر تماسكاً في الوطن فليس ذنبنا ذلك ولكن ذنب من شوه باقي المؤسسات وجعل من الجيش كياناً أوحد.


٣- ليس من المعقول أن تكون الغلبة للجنرالات علي رجال الأحزاب والسياسة في القرن الحالي فالدول لم تعد معسكرات والشعوب لم تعد عبيداً.


٤- الرجل العسكري ليس مؤهل علي المدني في شئ من العلوم السياسية وعلوم ادارة الدول فادارة الثكنات والدبابات ولغة الأمر والطاعة تختلف كثيراً عن ادارة المؤسسات والمشروعات ولغة النقاش والأبحاث.


٥- ما يفعله الجيش من مشروعات وطنية هو أكبر دليل علي جُرم من سبقوا في الحكم بأن حولوا جميع المؤسسات لهيكل شكلي ووضعوا الجيش في مأزق صنع كل شئ ولعب دور البديل وهو ما يعود بالسوء علي المؤسسة العسكرية ويستنفذ من هدفها الأساسي ويجعل منها مؤسسة وحيدة في الدولة تحل محل كل شئ بما في هذه الجملة من مسئوليات وامتيازات أيضاً .


٦- الجيش لم يحمي الثورة بقدر خوفه من سيناريو التوريث فلا داعي لتلك المزايدات التي كشفت عنها الأيام النقاب ولا داعي أن تجعلوا من الشباب الثوري عدواً لكم فلن يسير جيشاً دون شعبه ولن يمضي شعباً دون جيشه فلذلك وجب وضع حداً لهذه الفجوة الكارثية وهو أمر ضروري والا سارت مصر في نفقات مظلمة ( أكثر من الآن ) لا قدرها الله لنا أبداً.


وفي نهاية الحديث أتمني أن يأتي يوماً أري فيه كل مواطن مصري في موقعه الصحيح وأشعر به بأن لكل مصري نفس الحقوق والواجبات ،وأن الطموح مسموح وليس حكراً علي زيٍ أو رتبة.



http://yanair.net/archives/50409
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس