عرض مشاركة واحدة
  #165  
قديم 21-05-2014, 08:19 AM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي



خالد ناجى يكتب: مسألة أمن قومي … ياراجل!!!!








فاجأني صديقي مدحت اليوم عندما ذهبت إلى مكتبي في الصباح قائلا لي هل شاهدت لقاء السيسي بالأمس في حواره التليفزيوني؟! فأجبته بالنفي فقد توقفت عن مشاهدة مثل هذه اللقاءات التي تستهدف جذب مزيد من الأصوات لأحد المرشحين للرئاسة.


إننى استطيع أن أحكم على الرجل إن كان صادقا أو كاذبا وإن كان أجوفا من خلال حديثه أمامي لمدة نصف ساعة. وقد شاهدت حوارا له ذات مرة واكتفيت.


كان صديقي يستشيط غضبا وهو يقول. “عندما سأل المذيع السيسي لماذا لا يذكر تفاصيل خطط الحكومة فإذا به يقول لها إنها مسألة أمن قومي”. “هوه فيه حاجة اسمها كده؟”


السؤال الذي يطرح نفسه هو هل عاد النظام للتعامل مع الشعب على انه طفل لا يمكنه استيعاب الاشياء. لكن الحقيقة ان النظام يتبع نفس أسلوب نظام مبارك والنظم القمعية التي لا تمتلك ردودا أو حلولا لتطرحها سوى انها تدعي ان الشعوب غير قادرة على الاستيعاب أو أن الأمور لا يمكن طرحها على العامة لأنها تمثل خطرا على الأمن القومي وغيرها من العبارات الجوفاء التي لا تعنى شيئا سوى التهرب من مواجهة الحقيقة وهي أنها نظم تفتقر إلى المهارة وتفتقر الى الابتكار وتفتقر الى الرغبة في الاصلاح.


عبارات “تهديد الأمن القومي” و”تكدير السلم العام” و”الإضرار بالوحدة الوطنية”و “قلب نظام الحكم” و”الاساءة الى ذات الرئيس” هي عبارات سيئة السمعة استعملها نظام مبارك لزمن طويل حتى يقمع الشعب وألا يفكر في انتقاد شىء أو طلب تفسير شيء بل أضحت تهما جاهزة راسخة في القانون يمكن توجيهها لأي شخص.


في مصر وفي عصر انتشرت فيه الاقمار الصناعية وجوجل الذي يمكنه رصد حركة السيارات والمارة في الشوارع لازلت تجد في مصر أسوار ومناطق خالية معلق عليها لافته “ممنوع الاقتراب والتصوير”.


يذكرني الأمر بقصة ملك ظالم لم يجد ما يعكر صفو الناس في مملكته فقام ببناء جدار في وسط الطريق وكتب عليها ممنوع اللمس، حتى يؤكد ان له سطوه وأنه يأمر فيطاع وعندما سألوه عن السبب في عدم لمس الجدار قال أنه أمر يفوق عقول البسطاء.


وقد أسهم إعلام النظام في ترسيخ هذا الأمر في نفوس البسطاء. ففي مصر اذا استخدمت كاميرا في الشارع لتصور احد المباني الأثرية يأتيك أحد المارة ليستفسر عما تفعل وكأنه عين حارسا على المبنى. وعندما تتساءل عن سبب سؤاله. يبدأ في سؤالك هل انت تبع قناة الجزيرة. وعندما تقول له لأ . فيقول لك إذا لماذا تصور؟ انتو بتقبضوا علشان تخربوا البلد.


قد يكون هذا الرجل مخبر من مخبري النظام. أو رجل جاهل ممن يشربون كل ما يقال لهم في وسائل الإعلام المضللة على أنه الدواء الناجع.


لو كان النظام نزيها لحاول تغيير هذه الصورة التي تسهم في تدمير حركة السياحة في مصر لأن السائحين يواجهون مضايقات شتى لهذا السبب لأن الجهلاء يعتبرونهم جواسيس وأنهم يهددون الأمن القومي، كما كان يقول لهم تليفزيون النظام السابق والحالي واللاحق. الإعلام لم يبذل أدنى مجهود لتغير هذا المفهوم. ولم يخرج علينا إعلان واحد يدعو الناس الى عدم مضايقة السائح وان من حقه أن يستمتع بالتصوير.


نفس المنطق ينطبق على الدعوة لعدم تصوير العشوائيات والقمامة. اذهب لتصور أي اكوام للقمامة والتي تنشر الأمراض في الشوارع أو منطقة عشوائية يعانى سكانها من سوء الأوضاع وستصعق من رد فعل السكان هناك لانهم لايريدون ان تظهر صور منازلهم في الصحف لأنهم يرون أن في ذلك تشويها لصورتهم. أي تشويه أكثر من القبح الذي يعيشون فيه ولا تساعدهم الدولة في تغييره وتستمرىء وجودهم فيه!! هذا المنطق هو ما روج له إعلام نظم فاسدة أخذت تبث في النفوس ان الأجانب يقومون بتصوير المشاهد التي تسىء لمصر ليعرضوها في الخارج. ومافيش أغلى من مصر طبعا في نفوس المصريين.



إستعداء الجهلاء على الصحفيين أسلوب رخيص لعدم فضح عورات النظام الذي يسرق قوت الشعب ويسرق ثرواته ويستخدم مثل هذه الألاعيب حتى لا يفتضح أمره أمام العالم وحتى لا يثور البسطاء عليه مطالبين بحقوقهم. تفادي الحديث عن المشكلات والحلول بدعوى انها مسألة أمن قومي ورفض مناقشة ميزانية القوات المسلحة - والمعروفة للغرب - بوصفها مسألة أمن قومي هو مجرد حجة لعدم مواجهة الفساد. فهل سيقوم المرشح الجديد باستخدام نفس الأسلوب؟ يبدو أنه بدأ ذلك بالفعل.




http://yanair.net/archives/53028
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس