(49) عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ يَقُولُ: «أُعْ أُعْ». وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ".
أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاهُ البُخَارِيُّ (1/ 244) واللَّفْظُ لَهُ؛ ومُسْلِمٌ (1/ 254) بِدُونِ حِكَايَةِ الصَّوْتِ؛ وأَبُو دَاوُدَ (1/ 49) وفِيهِ يَقُولُ: «إِهْ إِهْ». بَدَلاً مِنْ "أُعْ أُعْ"؛ والنَّسَائِيُّ (1/ 3) وفِيهِ يَقُولُ: "عَأْ عَأْ". بَدَلاً مِنْ "أُعْ أُعْ"؛ وأَحمَد (32/ 19737) بِدُونِ حِكَايَةِ الصَّوْتِ؛ والبَيْهَقِيُّ (1/ 142) مُوَافِقاً لِرِوَايَةِ البُخَارِيِّ.
ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِي الحَدِيث: هُـــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمِ بنِ حَضَّارِ بنِ حَرْبٍ، أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيُّ، التَّمِيْمِيُّ. الإِمَامُ الأَمِيْرُ الكَبِيْرُ، الفَقِيْهُ، المُقْرِئُ؛ أَسْلَمَ قَدِيماً بِمَكَّةَ، وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ وَقَدِمَ لَيَالِيَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَغَزَا وَجَاهَدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَهَا مِنْ غَزَوَاتٍ؛ وَحَمَلَ عَنْهُ عِلْماً كَثِيْراً. وَوَلِيَ إِمْرَةَ الكُوْفَةِ والبَصْرَةِ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ. ودَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلاً كَرِيْماً». وَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ أَحْسَنَ صَوْتاً مِنْهُ؛ قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ أُعطِيَ أَبُو مُوْسَى مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيْرِ آلِ دَاوُدَ». وكَانَ أَبُو مُوْسَى صَوَّاماً، قَوَّاماً، رَبَّانِيّاً، زَاهِداً، عَابِداً، مِمَّنْ جَمَعَ العِلْمَ وَالعَمَلَ وَالجِهَادَ وَسَلاَمَةَ الصَّدْرِ، لَمْ تُغَيِّرْهُ الإِمَارَةُ، وَلاَ اغْتَرَّ بِالدُّنْيَا؛ وتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ أَربَعٍ وَأَربَعِينَ (44 هــ)؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ثالثاً: شَرحُ الحَدِيث:
- (يَسْتَنُّ): يُدَلَّكُ أَسْنَانَهُ بِالْسِّوَاكِ.
- (أُعْ أُعْ): حِكَايَةٌ لِصَوْتِهِ أَثْنَاءَ الاِسْتِيَاكِ.
- (يَتَهَوَّعُ): يَتَقَيَّأُ.
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 28-06-2014 الساعة 04:14 AM
|