[محمد محمود بدر]

قد تبدو هذه الصورة التي التقطت عام 1955م عادية، فليس فيها ما يجذب الإنتباه، ولا يوجد بها ما يُذكّرك بالماضي، ولكن الحقيقة أن هذه الصورة بها أحد أهم الإكتشافات التي وُجدت بالقرب من الأهرامات .



نشاهد في الصورة ما يلي:

على أقصى اليسار جزء من هرم خوفو، وفي الخلفية هرم صغير، وهو واحد من ثلاثة أهرامات صغيرة مخصصين لزوجات الملك خوفو، فكان لديه 3 زوجات وتم بناء هرم لكل واحدة، وعلى اليمين أهم عنصر في الصورة وسيكون محور حديثنا



بدأت القصة في يناير سنة 1946م حينما تقرر تنظيف وتمشيط المنطقة الموجودة حول الأهرامات، وكان من ضمن الطاقم الذي سيقوم بهذه المهمة صحفي مصري اسمه ( كمال الملاخ ) وذات يوم من شهر مايو سنة 1954م لاحظ هذا الصحفي وجود شيء غريب بالقرب من هرم خوفو، وبدون الدخول في التفاصيل اكتشف أخيراً حفرة عميقة بها ألواح خشبية كثيرة عمرها 4500 سنة



استخرجوا الألواح الخشبية ووجدوا بجانبها مجاديف وحبال، واستنتجوا بأنها الأخشاب الخاصة بـ ( مركب خوفو ) أو ما سموه لاحقاً بـ ( مركب الشمس ) وهو مركب كان يوضع فيه مومياء الملك قبل دفنه، ويمشي في النيل ليزور الأماكن الفرعونية المقدسة لديهم، ثم يعود إلى مقبرته في الهرم، وهو تقليد فرعوني آنذاك



ظل العلماء سنوات طويلة جداً يحاولوا تركيب الألواح الخشبية بجانب بعضها، بالظبط كما نحاول نحن تجميع قطع الـ Puzzle حتى ننتهي من تكوين اللوحة كاملة، وبعد سنوات تكون الشكل النهائي للمركب، والغريب أنها لم تكن فيها مسمار واحد يربط بين الألواح، وكان طول المركب بعد إعادة تركيبه 40 متراً، وبهذا تم اكتشاف أثري هام جداً بدون أي خطة مسبقة



البيت الخشبي الذي نراه في الصورة أقيم فوق الحفرة التي وجدوا بها ألواح مركب الشمس، حتى لا تدخل الأتربة والجراثيم ويتلف الخشب، وللأسف تلفت بعض أجزاء من مركب آخر تم اكتشافه لاحقاً وتمت معالجته كيميائياً قبل ترميمه



الآن مركب الشمس موجود كاملاً في متحف بالقرب من الهرم يُدعى متحف مركب الشمس .