اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr. Hatem
(31) أَيُّـــــوْبُ الـسِّـــخْـــتِـــيَـــانِــــــيُّ
هُـــــــوَ: أَيُّوْبُ بْنُ كَيْسَانَ العَنَزِيُّ الآدَمِيُّ، أَبُو بَكْرٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ العَلَم، الحَافِظُ الكَبِيرُ، سَيِّدُ فُقَهَاءِ عَصْرِهِ؛ ورَأَى أَنَسَ بنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَمَا وَجَدْنَا لَهُ عَنْهُ رِوَايَةً، مَعَ كَوْنِه مَعَهُ فِي بَلَدٍ، وَكَونِه أَدرَكَه وهُوَ ابْنُ بِضعٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً. وكَانَ عَابِداً، زَاهِداً، كَبِيرَ القَدرِ، وحَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً.
مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسِتِّيْنَ (68 هــ). وكَانَ مِن سَادَاتِ أَهْلِ البَصِرَة وعُبَّادِ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وفُقَهَائِهِم، ومِمَنْ اشْتَهَرَ بِالفَضْلِ والعِلْمِ والنُّسُكِ والصَّلاَبَة فِي السُّنَّةِ والقَمْع لِأَهْلِ البِدَعِ.
وَكَانَ أَيُّوْبُ مِمَّنْ يُخفِي عِبَادَتَهُ وزُهْدَه
- فَكَانَ يَقُوْمُ اللَّيلَ كُلَّه، ويُخفِي ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ، رَفعَ صَوْتَه كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ!!
- وكَانَ فِي مَجْلِسٍ يَوْماً، فَجَاءتْهُ عَبْرَةٌ، فَجَعَلَ يَمْتَخِطُ وَيَقُوْلُ: مَا أَشَدَّ الزُّكَامَ!!
وكَانَ مُجَابَ الدَّعوَةِ
كَانَ فِي طَرِيْقِ مَكَّةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ عَطَشٌ حَتَّى خَافُوا المَوت، فَقَالَ أَيُّوْبُ: أَتَكْتُمُوْنَ عَلَيَّ؟
قَالُوا: نَعَمْ.
فَدَوَّرَ رِدَاءهُ، ودَعَا، فَنَبَعَ المَاءُ، وسَقَوُا الجِمَالَ، ورَوُوْا، ثُمَّ أَمَرَّ يَدَه عَلَى المَوْضِعِ، فَصَارَ كَمَا كَانَ!!!
أَخَذَ العِلْمَ مِنْ: سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ والقَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بنِ أَبِي بِكْرٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ وأَبِي قِلاَبَةَ الجَرْمِيِّ ومُجَاهِدِ بنِ جَبْرٍ، والحَسَنِ البَصْرِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ وأَبِي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ وعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مِجلَزٍ لاَحِقِ بنِ حُمَيْدٍ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بنِ زَيْدٍ وحُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ والأَعرَجِ وابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وقَتَادَةَ، وخَلْقٍ سِوَاهُم.
قَـــالُــــــواْ عَــنْـــهُ:
- قَالَ الحَسَنَ البَصْرِيُّ: أَيُّوْبُ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ البَصْرَةِ.
- وقَالَ شُعْبَةُ بنُ الحَجَّاج: أَيُّوْبُ سَيِّدُ الفُقَهَاءِ.
- وقَالَ هِشَامُ بنُ عُروَةَ: مَا رَأَيْتُ بِالبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
- وقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَيُّوْبُ عِنْدِي أَفْضَلُ مَنْ جَالَستُه، وَأَشَدُّه اتِّبَاعاً لِلسُّنَّةِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَشَدَّ تَبُسُّماً فِي وَجُوْهِ الرِّجَالِ مِنْهُ.
- وقَالَ سُفيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ أَيُّوْبَ.
- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتاً فِي الحَدِيْثِ، جَامِعاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، حُجَّةً، عَدلاً.
- وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيُّ: ثِقَةٌ، لاَ يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ.
مِـن أَقْوَالِــــهِ:
- قَالَ أَيُّوْبٌ: لاَ خَبِيْثَ أَخبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ.
- وقَالَ: لِيتَّقِ اللهَ رَجُلٌ، فَإِنْ زَهِدَ، فَلاَ يَجعَلَنَّ زُهْدَه عَذَاباً عَلَى النَّاسِ، فَلأَنْ يُخْفِيَ الرَّجُلُ زُهْدَه خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُعْلِنَه.
- وقَالَ: مَا صَدَقَ عَبْدٌ قَطُّ، فَأَحَبَّ الشُّهرَةَ.
- وقَالَ صَالِحُ بنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لأَيُّوْبَ: أَوْصِنِي.
قَالَ: أَقِلَّ الكَلاَمَ.
وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ بِالبَصْرَةِ فِي لَيْلَةِ الجُمُعَةِ مِن شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ إِحدَى وثَلاَثِيْنَ ومِائَةٍ (131 هــ)، ولَهُ ثَلاَثٌ وسِتُّوْنَ سَنَةً (63).
- قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: غَدَا عَلَيَّ مَيْمُوْنٌ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ البَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: مَا جَاءَ بِكُمَا؟
قَالاَ: جِئنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوْبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
قَالَ حَمَّادُ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِه.
فَقِيْلَ لَهُ: قَدْ مَاتَ أَيُّوْبُ البَارِحَةَ. رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
|
بارك الله بحضرتك وجزاك الله خيرا