وأدمج في هذا أهم ما يوحى إليه وما بعث لأجله وهو توحيد الله والسعي لما فيه السلامة عند لقاء الله تعالى . وهذا من رد العجز على الصدر من قوله في أول السورة لينذر بأسا شديدا من لدنه إلى قوله إن يقولون إلا كذبا . وجملة يوحى إلي مستأنفة . أو صفة ثانية لـ " بشر " 0 . و ( أنما ) مفتوحة الهمزة أخت إنما المكسورة الهمزة وهي مركبة من ( أن ) المفتوحة الهمزة و ( ما ) الكافة كما ركبت إنما المكسورة الهمزة فتفيد ما تفيده ( أن ) المفتوحة من المصدرية ، وما تفيده إنما من الحصر ، والحصر المستفاد منها هنا قصر إضافي للقلب .
والمعنى : يوحي الله إلي توحيد الإله وانحصار وصفه في صفة الوحدانية دون المشاركة .
وتفريع فمن كان يرجو لقاء ربه هو من جملة الموحى به إليه . أي يوحى إلي بوحدانية الإله وبإثبات البعث وبالأعمال الصالحة .
فجاء النظم بطريقة بديعة في إفادة الأصول الثلاثة ، إذ جعل التوحيد أصلا لها وفرع عليه الأصلان الآخران ، وأكد الإخبار بالوحدانية بالنهي عن الإشراك بعبادة الله تعالى . وحصل مع ذلك رد العجز على الصدر وهو أسلوب بديع .