عرض مشاركة واحدة
  #82  
قديم 27-09-2014, 09:13 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

سادسًا: من فضائل المدينة:
لقد عظُم شرف المدينة المنورة المباركة بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها، حتى فضلت على سائر بقاع الأرض حاشا مكة المكرمة، وفضائلها كثيرة منها:
1- محبته صلى الله عليه وسلملها ودعاؤه لها:
دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه قائلا: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد»([52]) وعن أنس t قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فأبصر إلى درجات المدينة([53])، أَوْضَع ناقته([54]) وإن كان على دابة حركها» قال أبو عبد الله: زاد الحارث بن عمير عن حميد «حركها من حبها»([55]).
2- دعاء النبي صلى الله عليه وسلملها بضعفي ما في مكة من البركة:
فعن أنس t عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة»([56])، وعن أبي هريرة t قال: «كان الناس إذا رأوا أول أثمر جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه» قال: ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر([57]).
3- عصمتها من الدجال والطاعون ببركته صلى الله عليه وسلم:
إن الله تعالى قيض لها ملائكة يحرسونها، فلا يستطيع الدجال إليها سبيلاً، بل يلقى إليه بإخوانه من الكفار والمنافقين، كما أن من لوازم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالصحة ورفع الوباء ألا ينزل بها الطاعون، كما أخبر بذلك المعصوم([58])صلى الله عليه وسلم.
4- فضيلة الصبر على شدتها:
فقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم من صبر على شدة المدينة وضيق عيشها بالشفاعة يوم القيامة([59]) فعن سعد بن أبي وقاص t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها([60]) وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»([61]).
5- فضيلة الموت فيها:
فعن ابن عمر t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها»([62])، وكان عمر بن الخطاب t يدعو بهذا الدعاء: (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم)([63]).
وقد استجاب الله للفاروق t فاستشهد في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر.
6- هي كهف الإيمان وتنفي الخبث عنها:
فالإيمان يلجأ إليها مهما ضاقت به البلاد، والأخباث والأشرار لا مقام لهم فيها
ولا استقرار، ولا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه من المؤمنين الصادقين([64]) فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليأرِز([65]) إلى المدينة كما تأرِز الحية إلى جحرها»([66])، وقال صلى الله عليه وسلم: «... والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير، تخرج الخبث لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد»([67]).

7- تنفي الذنوب والأوزار:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها –أي المدينة– طيبة تنفي الذنوب([68]) كما تنفي النار خبث الفضة»([69]).
8- حفظ الله إياها ممن يريدها بسوء:
فقد تكفل الله بحفظها من كل قاصد إياها بسوء، وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من أحدث فيها حدثاً، أو آوى فيها محدثاً، أو أخاف أهلها، بلعنة الله وعذابه، وبالهلاك العاجل([70]) فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع([71]) كما ينماع الملح في الماء»([72])، وقال صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرم الله، فمن أحدث فيها حدثاً([73]) أو آوى محدثاً([74]) فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة عدلٌ، ولا صرفٌ»([75]).
9- تحريمها:
فقد حرمها النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من الله فلا يراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح، ولا يروع فيها أحد، ولا يقطع فيها شجر، ولا تحل لُقَطَتها إلا لمنشد، وغير ذلك ما يدخل في تحريمها قال صلى الله عليه وسلم: «إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، حرَّمتُ المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة»([76]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها»([77])يعني المدينة، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يختلي خلاها([78])ولا ينفر صيدها([79])ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشار بها ([80])ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيرة ولا تحمل فيها السلاح لقتال» ([81]).
إن هذه الفضائل العظيمة جعلت الصحابة يتعلقون بها، ويحرصون على الهجرة إليها، والمقام فيها، وبذلك تجمعت طاقات الأمة فيها، ثم توجهت نحو القضاء على الشرك بأنواعه، والكفر بأشكاله، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها.

* * *





([1]) انظر: السيرة النبوية تربية أمة وبناء دولة، صالح الشامي، ص118.
([2]) نفس المصدر،ص 120، 121.
([3]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص33، 34.
([4])عبث: عبثا، لعب فهو عابث لاعب لما لا يعنيه، انظر: لسان العرب (2/166)
([5]) كلبت قريش عليهم: أي غضبت عليهم. (2) انظر: طبقات ابن سعد (1/325).

([7]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/202، 203).
([8]) انظر: في السيرة النبوية، د. إبراهيم علي محمد، ص130، 131، تقسيم الأساليب أخُذ من هذا الكتاب، ومشاهد العظمة من الهجرة النبوية المباركة.
([9]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص124.
([10]) انظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، د. محمد أبو شهبة (1/461).
([11]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (3/128). (4) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/204).

([13]) انظر: في السيرة النبوية ص132. (6) التناضب: جمع تنضيب وهو شجر.

([15]) الأضاة: على عشرة أميال من مكة. (8) سرف: واد متوسط الطول من أودية مكة


([17]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص129.
(1) الذلول: أذلها العمل، فصارت سهلة الركوب والانقياد.
([19]) تعقبني: تجعلني أعقبك عليها لركوبها. (3) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (1/205).


([21]) ذو طوى، واد من أودية مكة. (5) المجمع للهيثمي (6/61) الهجرة النبوية المباركة، ص131.

([23]) انظر: التربية القيادية (2/159). (2) انظر: في السيرة النبوية، ص134.
(3، 4) انظر: التربية القيادية (2/160).


(1) انظر: في السيرة النبوية، ص132. (2) انظر: في السيرة النبوية ، ص132.
(3) البخاري، باب الاستسقاء، (2/33) رقم 1006.


([30]) انظر: في السيرة النبوية، ص135. (5) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص119.


([32]) الهجرة النبوية المباركة، ص120. (2) الصعلوك: الفقير.


([34]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام، (1/477)
([35]) نثل: استخرج ما فيها من النبل والسهام. (5) مرسل أخرجه الحاكم (3/398)


([37]) أخرجه الحاكم (3/398) صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
([38]،8) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص121.
(9) نفس المصدر، ص129.

([41]) المرأة في العهد النبوي، ص116. (2) انظر: المرأة في العهد النبوي، ص117.


([43]) انظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة لأبي شهبة، (1/468، 469).
([44]) انظر: المرأة في العهد النبوي، ص118.
([45]) انظر: المرأة في العهد النبوي، ص132. (2) انظر: التربية القيادية، (2/171، 172).

([47]) انظر: التربية القيادية (1/174، 175).
([48]) انظر: التربية القيادية (1/146، 147). (2) انظر: السيرة النبوية للندوي، ص157.

([50]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص52.
([51]) انظر: الأساس في السنة (1/333). (2) الهجرة النبوية المباركة، ص157.

([53]) وفي رواية: «جدارات»: جمع جدار وهو الحائط، ودرجات: أي الطرق المرتفعة.
(4) أوضع ناقته: حثها على السرعة.

([55]) البخاري، كتاب العمرة، باب من أسرع ناقته (3/630) رقم 1802).
([56]) البخاري، كتاب فضائل المدينة (4/97) رقم 1885.
([57]) مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة (2/1000).
(1) انظر: الهجرة النبوية المباركة، 158.
(2) المصدر السابق، ص160. (3) اللأواء: الشدة وضيق العيش.

([61]) مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة (2/992) رقم 1363.
([62]) أخرجه أحمد (2/74، 104) بإسناد صحيح وصححه ابن حبان رقم 3741.
([63]) البخاري، كتاب فضائل المدينة (4/100) رقم 1890.
([64]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص161.
([65]) يأرز: ينضم ويجتمع، انظر: فتح الباري (4/93).
([66]) البخاري، كتاب فضائل المدينة (4/93) رقم 1876.
([67]) مسلم، كتاب الحج، باب المدينة تنفي شرارها (2/1005) رقم 1381.
([68]) في رواية (تنفي الخبث) وفي رواية (تنفي الرجال).
([69]) البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة أحد (7/356) رقم 4050.
([70]) انظر: الهجرة النبوية المباركة، ص162. (5) انماع: ذاب وسال.


([72]) البخاري، كتاب فضائل المدينة، باب إثم من كاد أهل المدينة، (4/94) رقم 1877.
([73]) الحدث: الإثم أو الأمر المنكر الذي ليس بمعروف في السنة.
([74]) المحدث: أي من أتي الحدث.
([75])مسلم، كتاب الحج، باب فضل المدينة (2/999) رقم 1371.
([76]) البخاري، كتاب البيوع، باب بركة صاع النبي ومده (4/346).
([77])البخاري، كتاب المغازي، باب أحد جبل يحبنا ونحبه (7/337) رقم 484.
([78])لا يختلي خلاها: لا يجز ولا يقطع الحشيش الرطب فيها.
([79])لا ينفر صيدها: لا يزجر ويمنع من الرعي.
([80])أشار بها، والمراد تعريف اللقطة.
([81]) أخرجه أحمد (1/119).
__________________
رد مع اقتباس