عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 15-11-2014, 11:41 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,826
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(38) أَبُـــــو حَـــنِـــــيْـــــــفَـــــــــــةَ

هُـــــوَ: النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ بنِ زُوْطَى، الفَارِسِيُّ الأَصْلِ، التَّيْمِيُّ بِالوَلاَءِ، الكُوْفِيُّ المَوْلِدِ والمَنْشَأ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، فَقِيْهُ العِرَاقِ، والمُعَظَّمُ فِي الآفَاقِ، إِمَامُ أَهْلِ الرَّأْيِّ، وإِمَامُ الحَنَفِيَّةِ، وأَحَدُ أَعلاَمِ فُقَهَاءِ المُسْلِمِينَ.

فَأَمَّا زُوْطَى: فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ كَابُلَ، وكَانَ مَمْلُوْكاً لِبَنِي تَيْمِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ، فَأُعتِقَ، فَوَلاَؤُهُ لَهُم.

وأَمَّا ثَابِتٌ: فَقَد وُلِدَ عَلَى الإِسْلاَمِ، وذَهَبَ -وهُوَ شابٌ- إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ فِيْهِ وفِي ذُرِّيَتِه.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلدَ أَبُو حَنِيفَةَ بِالكُوْفَة، سَنَةَ ثَمَانِيْنَ (80 هــ)، فِي نِهَايَةِ حَيَاةِ الصَّحَابَةِ، ورَأَى: أَنَسَ بنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الكُوْفَةَ، وَلَمْ يَثبُتْ لَهُ حَرفٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُم، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم؛ وعُنِيَ بِطَلَبِ الآثَارِ، وارتَحَلَ فِي ذَلِكَ، وأَمَّا الفِقْهُ والتَّدْقِيْقُ فِي الرَّأْيِ وغوَامِضِهِ، فَإِلَيْهِ المُنْتَهَى، والنَّاسُ عَلَيْهِ عِيَالٌ فِي ذَلِكَ.

أَخَــذَ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ مِــنْ: عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، وجَبَلَةَ بنِ سُحَيْمٍ، وعَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وعَمْرِو بنِ دِيْنَارٍ، وأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بنِ نَافِعٍ، ونَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وقَتَادَةَ بنِ دِعَامَةَ، وعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، والقَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، ومُحَارِبِ بنِ دِثَارٍ، وعَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، والحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، وحَمَّادِ بنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وزِيَادِ بنِ عِلاَقَةَ، وَسَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، وعَاصِمِ بنِ بَهْدَلَةَ، وعَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، وأَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، وابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، ومُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، وأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ، ومَنْصُوْرِ بنِ المُعْتَمِرِ، وأَبِي الزُّبَيْرِ المَكِيُّ، وعَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، وهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام.

وأَخَــذَ مِــنْـــهُ الـفِـقْــهَ والحَـدِيــثَ: أَئِمَّةٌ كُثُرٌ، مِنْهُم: ابْنُهُ؛ حَمَّادُ بنُ أَبِي حَنِيْفَةَ. وإِبْرَاهِيْمُ بنُ طَهْمَانَ، وحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ؛ وعَبْدُ اللهِ بنُ المُبَارَكِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ يَزِيْدَ المُقْرِئُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنَعَانِيُّ، وإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَهُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ، ووَكِيْعُ بنُ الجَرَّاحِ، ويَحْيَى بنُ أَيُّوْبَ المِصْرِيُّ، ويَزِيْدُ بنُ زُرَيْعٍ، ويَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ، وأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، وأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وعَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ الفَقِيهُ، وعَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ القَاضِي، وعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وأَبُو نُعَيْمٍ المُلاَئِيُّ، والفَضْلُ بنُ مُوْسَى، والقَاسِمُ بنُ الحَكَمِ العُرَنِيُّ، والقَاسِمُ بنُ مَعْنٍ، وقَيْسُ بنُ الرَّبِيْعِ، وعَبْدُ الوَارِثِ التَّنُّوْرِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ القُرَشِيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ مُوْسَى، والقَاضِي أَبُو يُوْسُفَ، ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ ودَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ،وجَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ المَخْزُوْمِيُّ،؛، وخَلْقٌ كَثِيْرٌ جِدّاً.

صِــفَــتُـــهُ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ جَمِيْلاً، تَعلُوْهُ سُمْرَةٌ، جَهُورِيُّ الصَّوْتِ، حَسَنَ الهَيْئَةِ، كَثِيْرَ التَّعَطُّرِ، وَرِعاً، تَقِيّاً، هَيُوْباً، كَرِيماً فِي أَخْلاَقِهِ، جَوَاداً، طَوِيْلَ الصَّمْتِ، وَافِرَ العَقْلِ، لاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ جَوَاباً، ولاَ يَخُوضُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْهِ.

عِـبَــادَتُـــهُ:

- كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يُسَمَّى الوَتِد؛ لِكَثْرَةِ صَلاَتِه.

- فَقَد صَلَّى العِشَاءَ والفَجْرِ بِوُضُوْءِ أَربَعِيْنَ سَنَةً!!! فَكَانَ لاَ يَنَامُ اللَّيلَ، وإِنَّمَا يُحْيِيهِ صَلاَةً، وتَضَرُّعاً، ودُعَاءً، وخَتَمَ القُرْآنَ سَبْعَةَ آلاَفِ مَرَّةٍ.

- وقَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ!!

- وقَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَه تَعَالَى: ((بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ. وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}. [القَمَرُ: 46]، ويَبْكِي، ويَتَضَرَّعُ إِلَى الفَجْرِ.

وَرَعُــــهُ:

- كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ إِذَا أَنفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً، تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا.

- وقَد جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللهِ صَادِقاً أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِيْنَارٍ.

- وقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْماً: اتَّقِ اللهَ. فَانْتَفَضَ، واصْفَرَّ، وأَطرَقَ، وقَالَ: جَزَاكَ اللهَ خَيْراً، مَا أَحوَجَ النَّاسَ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُوْلُ لَهُم مِثْلَ هَذَا.

- وقَد أَرَادَهُ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَة (أَمِيرُ العِرَاق) عَلَى القَضَاءِ، فَامْتَنَعَ أَبُو حَنِيْفَةَ وَرَعاً.

- وأراده المَنْصُورُ العَبَّاسِيُّ بَعدَ ذَلِكَ عَلَى القَضَاءِ بِبَغْدَادَ، فَأَبَى، فَحَلَفَ عَلَيْهِ لَيَفْعَلَنَّ، فَحَلِفَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنَّهُ لاَ يَفْعَلُ، فَحَبِسَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ.

أَقْـــوَالُ الأَئِــمَّـــةِ الــعُــلَــمَـــاءِ فِــيـــهِ:

- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: أَبُو حَنِيْفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ؛ ومَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَوقَرَ فِي مَجْلِسِهِ، ولاَ أَحْسَنَ سَمتاً وحِلْماً مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ القَاسِمِ بنِ مَعْنٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ؛ ومَا جَلَسَ النَّاسُ إِلَى أَحَدٍ أَنْفَعَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ مَالِكٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيْفَةَ؛ وهُوَ رَجُلٌ لَوْ كُلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَباً، لَقَامَ بِحُجَّتِه.

- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ: مَا سَمِعنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَحلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيْفَةَ.

- وقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيْرِ: حُبُّ أَبِي حَنِيْفَةَ مِنَ السُّنَّةِ.

- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ دَاوُدَ الخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيْفَةَ إِلاَّ حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ.

- وقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كَلاَمُ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، لاَ يَعِيبُه إِلاَّ جَاهِلٌ.

- وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: كَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ ثِقَةً، لاَ يُحَدِّثُ بِالحَدِيْثِ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُه، ولاَ يُحَدِّثُ بِمَا لاَ يَحْفَظُ.

- وقَالَ عَلِيُّ بنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيْفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ، لَرَجَحَ عَلَيْهِم.

- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا.

ومِــنْ أَقْــوَالِـــهِ:

- قَالَ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَى الرَّأْسِ والعَيْنِ، ومَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ، اخْتَرْنَا؛ ومَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُم رِجَالٌ ونَحْنُ رِجَالٌ.

- وقَالَ: إِذَا ارْتَشَى القَاضِي، فَهُوَ مَعْزُوْلٌ، وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ.

- وقَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ.

وَفَـاتُــــهُ: تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، فِي سَنَةِ خَمْسِيْنَ ومَائَةٍ (150 هــ)، وَلَهُ سَبْعُوْنَ (70) سَنَةً؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 09-04-2016 الساعة 09:47 PM
رد مع اقتباس