عرض مشاركة واحدة
  #149  
قديم 08-12-2014, 07:56 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثالث عشر: الهجوم الإعلامي على المشركين:
كان الإعلام في العهد النبوي يقوم على الشعر، وكان شعراء المشركين في بدر في موقف الدفاع والرثاء, وفي أحد حاول شعراء قريش أن يضخموا هذا النصر، فجعلوا من الحبة قبة، وأمام هذه الكبرياء المزيفة، انبرى حسان بن ثابت وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة للرد على حملات المشركين الإعلامية التي قادها شعراؤهم كهبيرة بن أبي وهب، وعبد الله الزَّبَعْرَى وضرار بن الخطاب وعمرو بن العاص([45]).
وكانت قصائد حسان كالقنابل على المشركين، وقد أشاد بشجاعة المسلمين، حيث استطاعوا أن ي***وا حملة المشركين، ويوبخ المشركين ويصفهم بالجبن حينما لم يستطيعوا حماية لوائهم حتى كان في النهاية بيد امرأة منهم، وولى أشرافهم وتركوه، وفي هذا الهجاء تذكير للمشركين بمواقف الذل والجبن التي تعرضوا لها في بداية المعركة، حتى لا يغتروا بما حصل في نهايتها من إصابة المسلمين.
ولقد أصاب حسان من المشركين م***اً حينما عيرهم بالتخلي عن اللواء وإقدام امرأة منهم على حمله، وهذا يتضمن وصفهم بالجبن الشديد حيث أقدمت امرأة على
ما نكلوا عنه([46]). ومما قاله في شأن عمرة بنت علقمة الحارثية ورفعها اللواء:

جداية شركٍ معلمات الحواجب([47]) --- إذا عَضَلٌ سيقت إلينا كأنها


وحُزناهم بالضرب من كل جانب([48]) --- أقمنا لهم طعنًا مبيرًا منكلاً


يباعون في الأسواق بيع الجلائب([49]) --- فلولا لواء الحارثية أصبحوا



وعندما أخذ اللواء من الحارثية غلام حبشي لبني طلحة، كان لواء المشركين قد أخذه صؤاب من الحارثية وقاتل به قتالاً عنيفًا *** على أثره فرمى حسان بن ثابت أبياته في هذا الموضوع فقال:
لواء حين رد إلى صؤاب --- فخرتم باللواء وشر فخر


وألأم من يطا عفر التراب --- جعلتم فخركم فيه بعبد


وما إن ذاك من أمر الصواب([50]) --- ظننتم، والسفيه له ظنون



ومن أعجب ما قرأت في المعركة الإعلامية بين المسلمين والمشركين محاولة ضرار بن الخطاب قبل إسلامه أن يفتخر ببدر على اعتبار النصر كان لرسول الله والمهاجرين وفي ذلك قوله:
بأحمد أمسى جدكم وهو ظاهر --- فإن تظفروا في يوم بدر فإنما


يحامون في اللأواء والموت حاضر --- وبالنفر الأخيار هم أولياؤه


وبُدْ عن علي وسط من أنت ذاكر --- يعد أبو بكر وحمزة فيهم


وسعد إذا ما كان في الحرب حاضر --- ويدعى أبو حفص وعثمان منهم


بنو الأوس والنجار حين تفاخر([51]) --- أولئك لا من نتجت من ديارها



وهكذا حولها إلى لغة قبلية تقوم على مفاهيم جاهلية ولقد أجابه كعب t:
له معقل منهم عزيز وناصر --- وفينا رسول الله والأوس حوله


يمسون في المأذى والنقع ثائر --- وجمع بني النجار تحت لوائه



إلى أن قال:
فولوا وقالوا: إنما أنت ساحر --- وكان رسول الله قد قال أقبلوا


وليس لأمر حمه النار زاجر --- لأمر أراد الله أن يهلكوا به



كما أجابه بقوله:
جبريل تحت لوائنا ومحمد --- وبيوم بدر إذ نرد وجوههم



وهو أفخر بيت قالته العرب كما قال صاحب العقد الفريد([52]).

* * *





([1]) في ظلال القرآن (1/532).
([2]) انظر: حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول (1/190).
([3]) انظر: تفسير القرطبي (4/216).
([4]) انظر: حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول (1/191).
([5]) انظر: تفسير الرازي (9/14). (4) انظر: تفسير الكشاف (1/465).

([7]) انظر: تفسير الرازي (4/105).
([8]) انظر: حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول (1/199).
([9]) انظر: صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة، ص137.
([10]) انظر: تفسير ابن كثير (1/410).
([11]) انظر: المستفاد من قصص القرآن (2/204).
([12]) انظر: غزوة أحد دارسة دعوية، ص207- 209.
([13]) انظر: الطاعة والمعصية وأثرهما في المجتمع، محمد بن العثيمين نقلا عن غزوة أحد، ص211.
([14]) مسلم، رقم 2742. (3) لا نريم: لا نبرح المكان.

([16]) انظر: تفسير الطبري (3/474). (5) المصدر نفسه (3/474).

([18]) انظر: المستفاد من قصص القرآن (2/197). (2) انظر: تفسير القرآن العظيم (1/441).

([20]) انظر: المستفاد من قصص القرآن (2/200).
([21]) انظر: محمد رسول الله، صادق عرجون (3/616).
([22]) انظر: زاد المعاد (3/224). (3) انظر: تفسير القرطبي (4/222).

([24]) انظر: مرض النبي ووفاته وأثر ذلك على الأمة، خالد أبو صالح، ص20 نقلا عن غزوة أحد دراسة دعوية، ص191.
([25]) فتيمم: قصد. (2) الحبرة: نوع من برود اليمن مخططة غالية الثمن.

([27]) البخاري، كتاب المغازي، باب مرض رسول الله ووفاته، رقم4454.
([28]) عقرت: دهشت وتحيرت، وسقطت. (5) انظر: البخاري، كتاب المغازي، رقم 4454.

([30]) انظر: غزوة أحد دراسة دعوية، ص218. (2) المصدر نفسه، ص219.

([32]) نفس المصدر، ص220. (4) بجرًا: شرًا.

(1) انظر: البداية والنهاية (4/53).(2) انظر: صحيح البخاري، المغازي، رقم 4084.

([36]) انظر: التاريخ الإسلامي (5/198). (4) انظر: معين السيرة النبوية، ص427.

([38]) مسلم، كتاب الفضائل، باب في قتال جبريل وميكائيل (4/1802).
([39]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2/391).
([40]) انظر: فقه السيرة النبوية للغضبان، ص461، 462.
([41]) انظر: فقه السيرة النبوية للغضبان، ص463.
([42]) انظر: تفسير الطبري (4/170).
([43]) انظر: أسباب النزول للواحدي، ص125، تفسير الطبري (4/269).
([44]) مسلم، كتاب الإمارة، باب أرواح الشهداء في الجنة (3/1887).
([45]) انظر: معين السيرة، ص252، 253.
([46]) انظر: التاريخ الإسلامي (5/21).
([47]) عضل: اسم قبيلة ابن خزيمة، الجداية: الصغير من أولاد الظباء.
([48]) مبيرًا: مهلكًا، ومنكلاً: قامعًا لهم ولغيرهم.
([49]) الجلائب: ما يجلب إلى الأسواق ليباع فيها.
([50]) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (3/87).
([51]) انظر: معين السيرة، ص 252.
([52]) انظر: معين السيرة، ص252.
__________________
رد مع اقتباس