عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-02-2015, 02:00 PM
hbagory0900 hbagory0900 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 49
معدل تقييم المستوى: 0
hbagory0900 is on a distinguished road
افتراضي فن التعامل مع الآخرين

إنَّ فنَّ التعاملِ مع الناسِ فنٌّ لا يُتقنُهُ الكثيرون، فهوَ منْ أصعبِ الفنونِ الإنسانيّةِ؛ لذلكَ اتّجهَتْ بعضُ المعاهدِ والجامعاتِ الغربيّةِ لتدريسِ هذا الفنِّ كمادّةِ تخصّصٍ، ولا عجبَ أنّهُم بحاجةٍ لذلكَ في ظلِّ واقعِهِمْ الأخلاقيِّ والفكريِّ المنحرفِ والذي ضمنَ لنا دينُنا الإسلاميُّ بدلاً عنهُ آداباً وأخلاقاً تجعلُنا في غنىً عنْ كلِّ غُثاءِ الشرقِ و الغربِ، ولكنْ تظلُّ هذهِ الآدابُ والأخلاقُ التي تركّزُ على الجانبِ النظريِّ بعيدةً كلَّ البعدِ عنِ الجانبِ التطبيقيِّ التربويِّ . لأنَّنا نتعلّمُ لا نتربَّى.. ولأنّنا نقرأُ لانطبّقُ .. وواقعُنا يشهدُ بذلكَ... وسوءُ التعاملِ الملاحظِ بينَ النّاسِ يحتّمُ علينا الحاجةَ إلى التربيةِ والإبداعِ المخطّطِ لهُ لنتجاوزَ هذا الخللَ. إنّنا نقرأُ لانطبّقُ .. وواقعُنا يشهدُ بذلكَ... وسوءُ التعاملِ الملاحظِ بينَ النّاسِ يحتّمُ علينا الحاجةَ إلى التربيةِ والإبداعِ المخطّطِ لهُ لنتجاوزَ هذا الخللَ.
إنَّ الإنسانَ اجتماعيٌّ بفطرتِهِ يحبُّ الجماعةَ والخلطةَ ويكرهُ العزلةَ والانزواءَ.. يقولُ تعالى: "وجعلْناكُمْ شعوباً وقبائلَ لتعارفُوا" ، ويقولُ نبيُّنا الكريمُ: "الأرواحُ جنودٌ مجنّدةٌ ما تعارفَ منها ائتلفَ وما تناكرَ منها اختلفَ".
ولا ننسى أنَّ المصالحَ والمنافعَ المتبادلةَ بينَ النّاِس لا يمكنُ تجاهلُها ، والواقعُ السيّئ ُللتعاملِ لا يمكنُ إنكارُهُ، والكلُّ يهمُّهُ أنْ يَعرفَ ويُعرفَ ويُحِبَّ ويُحَبَّ، و عندما نصلُ لقمّةِ القناعةِ بضرورةِ كلِّ ما ذكرْتُ نبدأُ ، ولكنْ منْ أينَ ؟! أيضاً منَ النفسِ الإنسانيّةِ، فالطالبُ لهذا الفنِّ يجبُ أنْ يعالجَ نفسَهُ منَ الكثيرِ منَ الأمراضِ النفسيةِ والأخلاقيّةِ كالخجلِ والشعورِ بالنقصِ والكبرِ والغرورِ والغضبِ والكذبِ، وعلاجُ كلِّ ذلكَ يحتاجُ لوقتٍ ،وصبرٍ وتحدٍّ للنفسِ ،وتوفيقٍ منَ اللهِ ، وقدْ صدقَ الحبيبُ المصطفى حينَ قالَ: "إنّما العلمُ بالتعلُّمِ وإنّما الحلمُ بالتحلُّمِ"، كما أنَّ تنظيمَ المرءِ لوقتِه مهمّ في هذهِ المرحلةِ، فلابدَّ من استغلالِ كلِّ فرصةٍ ومناسبةٍ حتى نتقرَّبَ منْ تلك القلوبِ المنطويةِ المنزويةِ ونفتحُها بطَرْقاتٍ خفيفةٍ رحيمةٍ. ولا نُنكرُ أثرَ الابتسامةِ والسلامِ والهديّةِ والزيارةِ والاتّصالِ الهاتفيِّ والمظهرِ الأنيقِ والكلمةِ الطيّبةِ.الخ.. ولكنَّ الإبداعَ يكونُ في طريقةِ و وقتِ كلٍّ منْها، يقولُ أحدُهُم: "النّاسُ في حاجةٍ إلى كنّفٍ رحيمٍ .. وإلى رعايةٍ فائقةٍ، وإلى بشاشةٍ سمحةٍ ،وإلى ودٍّ يسعُهُم وحلمٍ لا يضيقُ بجهلِهِمْ وضعفِهِمْ ونقصِهِمْ ..."، فحتّى تصلَ للإبداعِ في تعاملِكَ . لتتخيّرِ الوقتَ و الفرصةَ المناسبةَ، فليسَ أوقعُ منها في النفسِ إلا حينَ تكونُ في وقتِها المناسبِ، و لْنتذكّرْ دائماً: الصدقُ + الحبُّ + الوقتُ المناسب = نجاحٌ وعلاقةٌ طيبةُ.