عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 13-07-2015, 02:48 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,826
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(40) الأَوْزَاعِـــــــيُّ

هُـــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرِو بنِ يُحْمَدَ، أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ. الإِمَامُ القُدْوَةُ، الفَقِيهُ الحُجَّةُ، الحَافِظُ العَلَمُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ، وأَحَدُ أَئِمَّةِ الإِسْلاَمِ عِلْمًا وعَمَلاً.

- هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ العِلْمَ بِالشَّامِ، وكَانَ مَعَ بَرَاعَتِهِ فِي العِلْمِ، وتَقَدُّمِهِ فِي العَمَلِ، رَأْساً فِي التَّرَسُّلِ.

مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ الأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وثَمَانِيْنَ (88 هـــ).

- وكَانَ يَتِيْماً فَقِيْراً فِي حَجْرِ أُمِّهِ، تَنقُلُهُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ، يَنْهَلُ مِن أَدَبِ وعِلْمِ عُلَمَائِهَا، حَتَّى عَجَزَتَ المُلُوْكُ أَنْ تُؤَدِّبَ نَفْسَهَا وأَوْلاَدَهَا أَدَبَ الأَوْزَاعِيِّ فِي نَفْسِهِ، فَمَا سُمِعْت مِنْهُ كَلِمَةٌ قَطُّ فَاضِلَةٌ إِلاَّ احْتَاجَ مُسْتَمِعُهَا إِلَى إِثْبَاتِهَا عَنْهُ!

- وكَانَ لَهُ مَذْهَبٌ مُسْتَقِلٌّ مَشْهُوْرٌ، عَمِلَ بِهِ فُقَهَاءُ الشَّامِ مُدَّةً، وفُقَهَاءُ الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ فَنِيَ.
- وكَانَ كَبِيْرَ الشَّأْنِ بِالشَّامِ، مُعَظَّماً عِنْدَ أَهْلِهَا، فَقَد كَانَ أَمْرُهُ فِيهِم أَعَزَّ مِن أَمْرِ السُّلْطَان!!
- وقَد أَجَابَ فِي سَبْعِيْنَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فِقْهِيَّةٍ مِن حِفْظِهِ!!
- ومَا رُئِيَ بَاكِياً قَطُّ، وَلاَ ضَاحِكاً حَتَّى تَبدُوَ نَوَاجِذُه، وَإِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ أَحْيَاناً، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، وقُرْآناً، وبُكَاءً.
- وأُرِيْدَ عَلَى القَضَاءِ فِي أَيَّامِ يَزِيْد بْنِ الوَلِيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَروَانَ الأُمَوِيُّ، فَامْتَنَعَ.
- مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وعَدَالَتِهِ وعِلْمِهِ.

أَمْـــرُهُ بـالـمَــعـــرُوفِ:

كَتَبَ الأَوْزَاعِيُّ إِلَى أَبِي جَعفَرٍ المَنْصُوْرُ (الخَلِيفَة العَبَّاسِيّ): "أَمَّا بَعْدُ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وتوَاضَعْ، يَرْفَعْكَ اللهُ يَوْمَ يَضَعُ المُتَكَبِّرِيْنَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ، واعْلَمْ أَنَّ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَنْ تَزِيْدَ حَقَّ اللهِ عَلَيْكَ إِلاَّ عِظَماً، ولاَ طَاعَتَه إِلاَّ وُجُوباً".

صَــدْعُـــهُ بِــالــحَـــقِّ:

اجتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، والأَوْزَاعِيُّ، وعَبَّادُ بنُ كَثِيْرٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ الثَّوْرِيُّ لِلأَوْزَاعِيِّ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَمْرٍو حَدِيْثَكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بنِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ، وقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ، جَلَسَ يَوْماً عَلَى سَرِيْرِه، وعَبَّأَ أَصْحَابَهُ أَربَعَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مَعَهُمُ السُّيُوفُ المُسَلَّلَةُ، وصِنْفٌ مَعَهُمُ الجَزَرَةُ (نوع من السلاح له فأس) وصِنْفٌ مَعَهُمُ الأَعمِدَةُ، وصِنْفٌ مَعَهُمُ الكَافِركُوبُ (المقرعة)، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ.
فَلَمَّا صِرْتُ بِالبَابِ، أَنْزَلُونِي، وأَخَذَ اثْنَانِ بَعْضُدَيَّ، وأَدخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ، حَتَّى أَقَامُوْنِي مُقَاماً يُسْمَعُ كَلاَمِي، فَسَلَّمتُ، فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟!
قُلْتُ: نَعَمْ، أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ.
قَالَ: مَا تَقُوْلُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟! فَسَأَلَ مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيْدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلاً، فَقُلْتُ: قَد كَانَ بَيْنَكَ وبَيْنَهُم عُهُودٌ.
فَقَالَ: وَيْحَكَ! اجْعَلْنِي وإِيَّاهُم لاَ عَهْدَ بَيْنَنَا.
فَأَجْهَشَتْ (فَزِعَت) نَفْسِي، وكَرِهَتِ القَتْلَ، فَذَكَرتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَلَفَظْتُهَا، فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُم عَلَيْكَ حَرَامٌ.
فَغَضِبَ، وانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ، فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ! ولِمَ؟!
قُلْتُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ، ونَفْسٍ بِنَفْسٍ، وتَارِكٍ لِدِيْنِهِ».
قَالَ: وَيْحَكَ! أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟!
قُلْتُ: وكَيْفَ ذَاكَ؟
قَالَ: أَلَيْسَ كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ؟
قُلْتُ: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ، مَا حَكَّمَ الحَكَمَيْنِ.
فَسَكَتَ، وقَدِ اجْتَمَعَ غَضَباً، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي تَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ!
فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا. (أَشَارَ بِيَدِهِ لِحُرَّاسِهِ أَنْ أَخْرِجُوْهُ).
فَخَرَجتُ، فَرَكِبتُ دَابَّتِي، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ بَعِيْدٍ، إِذَا فَارِسٌ يَتْلُوْنِي، فَنَزَلتُ إِلَى الأَرْضِ، فَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
فَكَبَّرْتُ، فَجَاءَ -وأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي- فَسَلَّمَ، وقَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيْرِ، فَخُذْهَا.
فَأَخَذتُهَا، فَفَرَّقتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدخُلَ مَنْزِلِي.

كَــرَامَــتُـــهُ:

- قَالَ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيْسِيُّ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ مَلَكَينِ عَرَجَا بِي، وَأَوْقَفَانِي بَيْنَ يَدَي رَبِّ العِزَّةِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الَّذِي تَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ؟
فَقُلْتُ: بِعِزَّتِكَ أَنْتَ أَعْلَمُ.
قَالَ: فَهَبَطَا بِي حَتَّى رَدَّانِي إِلَى مَكَانِي.

- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ الأَوْزَاعِيِّ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ! أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ لاَ تُحَدِّثْ بِهِ مَا عِشْتُ: رَأَيتُ كَأَنَّهُ وُقِفَ بِي عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَأُخِذَ بِمِصْرَاعَي البَابِ، فَزَالَ عَنْ مَوْضِعِه، فَإِذَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يُعَالِجُوْنَ رَدَّهُ، فَرَدُّوْهُ، فَزَالَ، ثُمَّ أَعَادُوْهُ. فَقَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! أَلاَ تُمْسِكُ مَعَنَا؟). فَجِئْتُ حَتَّى أُمْسِكَ مَعَهُم، حَتَّى رَدُّوْهُ.

ثَــنَـــاءُ الأَئِــمَّـــةِ عَــلَـــيْـــــهِ:

- كَانَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ مُعْجَباً بِهِ، ويَقُوْلُ عَنْهُ: مَا رَأَيتُ فِي هَذَا البَعْثِ أَهدَى مِنْ هَذَا الشَّابِّ!
- وقَالَ أُمَيَّةُ بنُ يَزِيْدَ: كَانَ قَد جَمَعَ العِبَادَةَ والعِلْمَ والقَوْلَ بِالحَقِّ.
- وقَالَ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ النَّاسَ فِي سَنَةِ أَربَعِيْنَ ومِائَةٍ يَقُوْلُوْنَ: الأَوْزَاعِيُّ اليَوْمَ عَالِمُ الأُمَّةِ.
- وقَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ: الأَوْزَاعِيُّ هُوَ عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ.
- ودَخَلَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا، قَالَ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْماً مِنْ صَاحِبِه، وَلاَ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ، وَالآخَرُ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ. (يَعنِي: الأَوْزَاعِيَّ لِلإِمَامَةِ).
- وقَالَ مَالِكٌ: الأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ يُقتَدَى بِهِ.
- وقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَارِيُّ: مَا رَأَيتُ مِثْلَ الأَوْزَاعِيِّ، والثَّوْرِيِّ! فَأَمَّا الأَوْزَاعِيُّ فَكَانَ رَجُلَ عَامَّةٍ، وَأَمَّا الثَّوْرِيُّ فَكَانَ رَجُلَ خَاصَّةِ نَفْسِه، وَلَوْ خُيَّرتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لاَختَرتُ لَهَا الأَوْزَاعِيَّ. (يُرِيْدُ: الخِلاَفَةَ).
- وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ: لَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، لاَختَرتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، والأَوْزَاعِيَّ. ولَوْ قِيْلَ لِي: اخْتَرْ أَحَدَهُمَا، لاَختَرتُ الأَوْزَاعِيَّ؛ لأَنَّهُ أَرفَقُ الرَّجُلَينِ.
- وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: إِنَّمَا النَّاسُ فِي زَمَانِهِم أَرْبَعَةٌ: حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ بِالبَصْرَةِ، وَالثَّوْرِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَمَالِكٌ بِالحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ.
- وقَالَ صَدَقَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيتُ أَحَداً أَحْلَمَ ولاَ أَكْمَلَ ولاَ أَحْمَلَ فِيْمَا حَمَلَ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ.
- وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: مَا كُنْتُ أَحْرِصُ عَلَى السَّمَاعِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ، حَتَّى رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي المَنَامِ، والأَوْزَاعِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! عَمَّنْ أَحْمِلُ العِلْمَ؟! قَالَ: (عَنْ هَذَا)، وأَشَارَ إِلَى الأَوْزَاعِيِّ.
- وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ أَيْضاً: مَا رَأَيتُ أَكْثَرَ اجْتِهَاداً فِي العِبَادَةِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ.
- وقَالَ بَقِيَّةُ بنُ الوَلِيْدِ: إِنَّا لَنَمْتَحِنُ النَّاسَ بِالأَوْزَاعِيِّ، فَمَنْ ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ عَرَفْنَا أَنَّه صَاحِبَ سُنَّةٍ.
- وقَالَ الوَلِيْدُ بنُ مَزْيَدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَسْرَعَ رُجُوعًا إِلَى الحَقِّ مِنْهُ.
- وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَجْلاَنَ: لاَ أَعلَمُ أَحَداً كَانَ أَنْصَحَ لِلأُمَّةِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ.
- وقَالَ الشَّافِعِيُّ: مَا رَأَيتُ رَجُلاً أَشْبَهَ فِقْهُهُ بِحَدِيْثِهِ مِنَ الأَوْزَاعِيِّ.
- وقَالَ الخُرَيْبِيُّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
- وقَالَ إِسْحَاقُ بنُ رَاهَوَيْه: إِذَا اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ، والأَوْزَاعِيُّ، ومَالِكٌ عَلَى أَمرٍ فَهُوَ سُنَّةٌ.
- وقَالَ الفَلاَّسُ: الأَوْزَاعِيُّ، ثَبْتٌ.
- وقَالَ العِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، مِن خِيَارِ المُسْلِمِينَ.
- وقَالَ ابنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، خَيِّراً، فَاضِلاً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ العِلْمِ والحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، حُجَّةً.
- وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: إِمَامٌ مُتَّبَعٌ.
- وقَالَ النَّسَائِيُّ: إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ وفَقِيهِهِم.
- وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ فَقِيْهَ أَهْلِ الشَّامِ، وكَانَتْ صَنْعَتُهُ الكِتَابَةَ، والتَّرسُّلَ، ورَسَائِلُه تُؤْثَرُ.
- وقَالَ يَعقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ.
- وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَحَدُ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا فِقْهاً وعِلْماً ووَرَعاً وحِفْظاً وفَضْلاً وعِبَادَةً وضَبْطاً مَعَ زَهَادَةٍ.
- وقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: الأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ.
- وقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ فِي الحَدِيثِ والفِقْهِ.
- وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، حَافِظٌ، فَقِيهٌ، زَاهِدٌ.
- وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، جَلِيلٌ، فَقِيهٌ.

ومِــن أَقْــوَالِــــهِ:

- قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَنْ أَطَال قِيَامَ اللَّيْلِ، هَوَّنَ اللهُ عَلَيْهِ وُقُوفَ يَوْمِ القِيَامَةِ.
- وقَالَ: عَلَيْك بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ، وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الرِّجَالِ، وَإِنْ زَخْرَفُوهُ لَكَ بِالقَوْلِ، فَإِنَّ الأَمْرَ يَنجَلِي، وَأَنْتَ عَلَى طَرِيْقٍ مُسْتَقِيْمٍ.
- وقَالَ: لاَ تَذْكُرْ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ إِلاَّ بِخَيْرٍ؛ فَالعِلْمُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَمْ يَجِئْ عَنْهُم، فَلَيْسَ بِعِلْمٍ.
- وقَالَ: لاَ يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- إِلاَّ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ.
- وقَالَ: كُنَّا والتَّابِعُوْنَ مُتَوَافِرُوْنَ، نَقُوْلُ: إِنَّ اللهَ فَوْقَ عَرْشِه، وَنُؤمِنُ بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ صِفَاتِهِ.
- وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ شَرّاً، فَتَحَ عَلَيْهِمُ الجَدَلَ، ومَنَعهُمُ العَمَلَ.
- وقَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يَقُوْلُ قَلِيْلاً، ويَعمَلُ كَثِيْراً، وإِنَّ المُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ كَثِيْراً، ويَعْمَلُ قَلِيْلاً.
- وقَالَ: مَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً، إِلاَّ سُلِبَ الوَرَعَ.
- وقَالَ: لاَ يَنْبَغِي لِلإِمَامِ أَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ، فَإِنْ فَعَلَ، فَقَد خَانَهُم.
- وقَالَ: كَانَ هَذَا العِلْمُ كَرِيْماً، يَتَلاَقَاهُ الرِّجَالُ بَيْنَهُم، فَلَمَّا دَخَلَ فِي الكُتُبِ، دَخَلَ فِيْهِ غَيْرُ أَهْلِهِ.
- وسُئِلَ عَنِ الخُشُوْعِ فِي الصَّلاَةِ؟!
فَقَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَخَفْضُ الجَنَاحِ، وَلِيْنُ القَلْبِ، وَهُوَ الحُزْنُ، الخَوْفُ.
- وسُئِلَ: مَن الأَبْلَهُ؟
قَالَ: العَمِيُّ عَنِ الشَّرِّ، البَصِيْرُ بِالخَيْرِ.
- وقَالَ: مَا أَخطَأَتْ يَدُ الحَاصِدِ، أَوْ جَنَتْ يَدُ القَاطِفِ، فَلَيْسَ لِصَاحِبِ الزَّرْعِ عَلَيْهِ سَبِيْلٌ، إِنَّمَا هُوَ لِلمَارَّةِ وابْنِ السَّبِيْلِ.
- وقَالَ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ المَوْتِ، كَفَاهُ اليَسِيْرُ، ومَنْ عَرَفَ أَنَّ مَنْطِقَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلاَمُهُ.
- ووَعَظَ مَرّةً، فَقَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ: "أَيُّهَا النَّاسُ! تَقَوَّوْا بِهَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَصْبَحتُم فِيْهَا عَلَى الهَرَبِ مِنْ نَارِ اللهِ المُوْقَدَةِ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ، فَإِنَّكُم فِي دَارٍ، الثَّوَاءُ فِيْهَا قَلِيْلٌ، وأَنْتُم مُرْتَحِلُوْنَ وخَلاَئِفُ بَعْدَ القُرُوْنِ، الَّذِيْنَ اسْتَقَالُوا مِنَ الدُّنْيَا زَهْرَتَهَا، كَانُوا أَطوَلَ مِنْكُم أَعمَاراً، وأَجَدَّ أَجسَاماً، وأَعْظَمَ آثَاراً، فَجَدَّدُوا الجِبَالَ، وجَابُوا الصُّخُورَ، ونَقَّبُوا فِي البِلاَدِ، مُؤَيَّدِيْنَ بِبَطشٍ شَدِيْدٍ، وأَجسَامٍ كَالعِمَادِ، فَمَا لَبِثَتِ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي أَنْ طَوَتْ مُدَّتَهُم، وعَفَّتْ آثَارَهُم، وأَخْوَتْ مَنَازِلَهُم، وأَنْسَتْ ذِكْرَهُم، فَمَا تُحِسُّ مِنْهُم مِنْ أَحَدٍ، وَلاَ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً، كَانُوا بِلَهوِ الأَمَلِ آمِنِيْنَ، ولِمِيْقَاتِ يَوْمٍ غَافِلِيْنَ، ولِصَبَاحِ قَوْمٍ نَادِمِيْنَ، ثُمَّ إِنَّكُم قَدْ عَلِمْتُم مَا نَزَلَ بِسَاحْتِهِم بَيَاتاً مِنْ عُقُوبَةِ اللهِ، فَأَصْبَحَ كَثِيْرٌ مِنْهُم فِي دِيَارِهِم جَاثِمِيْنَ، وأَصْبَحَ البَاقُوْنَ يَنْظُرُوْنَ فِي آثَارِ نِقَمِهِ، وزَوَالِ نِعَمِهِ، ومَسَاكِنَ خَاوِيَةً، فِيْهَا آيَةٌ لِلَّذِيْنَ يَخَافُوْنَ العَذَابَ الأَلِيمَ، وعِبْرَةٌ لِمَنْ يَخشَى، وأَصْبَحتُم فِي أَجَلٍ مَنْقُوْصٍ، ودُنْيَا مَقْبُوْضَةٍ، فِي زَمَانٍ قَدْ وَلَّى عَفْوُهُ، وذَهَبَ رَخَاؤُهُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ حُمَةُ شَرٍّ، وصُبَابَةُ كَدَرٍ، وأَهَاوِيلُ غِيَرٍ، وأَرْسَالُ فِتَنٍ، ورُذَالَةُ خَلَفٍ".

وَفَــاتُـــهُ: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فَجَاءهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَيْحَانَةً مِنَ المَغْرِبِ رُفِعَتْ. قَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ، فَقَدْ مَاتَ الأَوْزَاعِيُّ. فَكَتَبُوا ذَلِكَ، فَوُجِدَ كَذَلِكَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.

تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعٍ وخَمْسِيْنَ ومِائَةٍ (157 هـــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 13-07-2015 الساعة 03:25 AM
رد مع اقتباس