غضبة قلم
بالأمسِ كنتُ بروضة البستانِ
زهراً و فلا ً فى حمى الريحان ِ
و عليهمو طافتْ فراشاتٌ بها
نقشٌ بديعٌ ساطعُ الالوان ِ
حامت برأسى فكرةٌ مجنونةٌ
فقلتُ أكتب فكرتى بثواني
كمْ تاهت الافكار حين تركتها
مثل الفريسة ِ فى فمِ النسيان ِ
لكنّه قلمي تعنَّتَ رافضا
وبدا التعجب يستبيح جناني
أنتَ الذى رافقتنى فى رحلتى
و حفظتَ لى الاسرارَ فى إحسان ِ
ما لى أراكَ اليوم ترفضُ صُحْبتي
هل أغضبكْ ما كان فى البستان؟
فبكى و قال بصوته المتحشرجِ
بل إنه فيضٌ من الأحزان ِ
أولا تريْنَ مصائب العُرْب ِ التى
قد دمرت فيهم عُرى الايمان
أولا ترين الشر يزهو بينهم
و كأنهم ذرية الشيطان ِ
أولا ترين الغرب يهتكُ عرضهم
فى كل يوم دونما نكران ِ
كمْ مزقت أجواءنا غربانُهم
نسرُ العروبة ليس للطيران
كلٌ يحاول أنْ ينال أمانَه
كيف الأمانُ برفقة الطغيان ِ
أم لا ترين عزيزهم فى خيمة
لللاجئين مهاجرَ الأوطان ِ
فلتعذرينى يا رقيقة حرفنا
ما عاد يُجدى الحبُ فى البلدان ِ
ما عاد يجدى الشعرُ فى عشقٍ ولا
غَزَل الطبيعة ,فاكتمى أشجاني
و لتتركي حبري يعانى وحده
نارَ الاسى وبرودة السجان ِ
"" شيماء بكر ""