عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-02-2016, 01:52 AM
الصورة الرمزية نشوة شوقي
نشوة شوقي نشوة شوقي غير متواجد حالياً
نجم العطاء
الحاصلة على المركز الأول فى مسابقة تصميمات رمضان 2016
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 508
معدل تقييم المستوى: 11
نشوة شوقي is on a distinguished road
افتراضي نفحات من بلاغة القرآن الكريم

في قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَلِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}

نجد أن صفة الخلود جاءت بصيغة الجمع في البشارة (خالدين) وبصيغة الإفراد في الوعيد (خالدا). وقد سئل أبو سعيد بن لبّ عن سر ذلك فقال: إن الجنة لما كان لأهلها فيها اجتماعات وليس فيها فرقة ولا توحد، جاء قوله (خالدين فيها) اعتبارا بالمعنى الحاصل في الجنة من الاجتماع، ولما كان أهل النار على الضد من هذا وكل واحد منهم في تابوت من نار، حتى يقول أحدهم إنه ليس في النار إلا هو؛ جاء قوله (خالدا فيها) اعتبارا بهذا المعنى.

أقول: ووقع في حسباني أن الجمع في الأولى زيادة في البشارة للمؤمنين؛ لأن السعادة لا تتم إلا باجتماع الأضراب والأتراب، والإفراد في الأخرى زيادة في الوعيد؛ لأن خصوص العذاب زيادة فيه، والله أعلم بمراده.
__________________

آخر تعديل بواسطة نشوة شوقي ، 12-02-2016 الساعة 01:54 AM
رد مع اقتباس