عرض مشاركة واحدة
  #162  
قديم 29-06-2016, 12:48 AM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي

شهادة الدكتور صبري العدل المدير السابق لدار الوثائق القومية


تاريخ جزيرتا تيران وصنافير



بغض النظر عن الموقف الرسمى للحكومة المصرية سأحاول أن أستعرض فى هذه العجالة موجز لتاريخ جزيرتي تيران وصنافير ..
لقد كانت جزيرتا تيران وصنافير شأنهما شأن معظم الجزر الأخرى الواقعة علي السواحل المصرية بالبحر الأحمر، من الصعوبة بحيث يتواجد أي نشاط بشرى عليهما، نظراً للطبيعة القاسية لهذه الجزر، وصعوبة الحصول علي المياه.




هناك بعض الإشارات في كتب الرحالة حول هاتين الجزيرتين، فقد زار منطقة خليج تيران وشمال الجزيرة العربية الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالين مرتين خلال عامي 1845 و1848 أي في عصر محمد علي، وخلال رحلته الأولي عام 1845م قال: "وأخبرني سكان المويلح وبدو شبه جزيرة سيناء أن السَمح (نبات صحراوي) ينبت أيضا في جزيرة تيران"، وهذا يعني أن سكان شبه جزيرة سيناء كانوا علي اتصال بجزيرة تيران في البحر الاحمر.





وخلال رحلته الثانية عام 1848م وفي معرض حديثه عن صيادي منطقة الشرم (شرم الشيخ حاليا) يقول: "وكثير من إخوانهم الرحل في جبل سيناء ومن قبيلة هتيم الذي انتقل بعض بطونها هذا العام إلي جزيرة تيران، يملكون هم أيضا قوارب يتجرون بواسطتها في نطاق ضيق بين شبه جزيرة سيناء وسواحل بلاد العرب ومصر":
وكانت الحكومة المصرية تسيطر على جزيرتى تيران وصنافير، لكن لصعوبة الطبيعة الصخرية لهما، وصعوبة توصيل المياه والمؤن للعساكر المصرية، فقد انتقلت القوات المصرية إلى ساحل شبه جزيرة سيناء.





وخلال عام 1911 أى بعد ترسيم الحدود الشرقية لمصر بخمسة أعوام، أرسلت الدولة العثمانية قوة قوامها خمسون جندياً من العقبة للاستيلاء على جزيرتى تيران وصنافير، مع سفينة حربية مزودة بثمانية مدافع تمركزت هناك، وباخرة لنقل المؤن والمياه، إضافة إلى 60 جملاً برجالهم تطوعوا ورابطوا فى أم الرشراش، ومن أجل ذلك تم تسيير خمس عشرة دورية إلى طابا، ومثلهم إلى رأس النقب بصورة يومية. وكان الهدف من كل هذه التدابير هو منع تهريب السلاح من مصر إلى العرب فى الحجاز وسوريا. ويبدو أن الألمان كانوا يطمعون فى الاستيلاء على الجزيرتين، حيث عززت القوات العثمانية تواجدها فى العقبة ب‘ضافة ثلاث كتائب من ولاية دمشق.





خلال عام 1928م طلبت مصلحة الحدود ـ التي كانت تسيطر علي مناطق الحدود ومن بينها سيناء ـ من وزارة الخارجية موافاتها عما إذا كانت جزيرتا تيران وصنافير تابعتين للحكومة المصرية أم لا حتى يمكنها رفع العلم المصري عليهما، لكن نظراً لعدم توفر أية معلومات لدي موظفي وزارة الخارجية عن هاتين الجزيرتين فقد كان الرد بعدم وجود أي ذكر لهما ضمن ملفات الخارجية.





ومن الواضح أن توقيت هذه الوثيقة مهم للغاية حيث تتزامن مع الاضطرابات التي حدثت في شمال الحجاز، لعل أهمها ثورة حامد بن رفادة شيخ قبيلة بلي الذي انطلق من شرق الأردن فهاجم القوافل وعبث في الأمن متمردا على حكم آل سعود وذلك بدعم من الملك فؤاد في مصر، ومن ثم كانت هناك اضطرابات وقلاقل في منطقة جزر تيران وصنافير القريبة من شمال الحجاز.




ويبدو أن موقف جزر تيران وصنافير ظل علي ما هو عليه حيث يسكنها بعض قبائل من شبه جزيرة سيناء، حيث يمارسون مهنة صيد الأسماك.




وما أن اندلعت حرب فلسطين عام 1948م، وما تلاها من أحداث ثبتت أقدام الوجود اليهودي في منطقة أم الرشراش (ميناء إيلات)، وأصبح لإسرائيل منفذ علي البحر الأحمر، وبات هناك نشاط عدائي للوجود المصري في خليج العقبة، ومن ثم باتت هناك ضرورة ملحة لاستخدام جزر تيران وصنافير استخداماً استراتيجياً وعسكرياً، خاصة وأن جريدة الأهرام نشرت خبراً في 12 يناير 1950 حول مطامع إسرائيل في جزيرة تيران، حيث أشارت أن نائباً يهودياً أثناء استجوابه للحكومة الإسرائيلية أكد أن هناك جزيرة (تيران) لا يرفرف عليها علم أي دولة ويحث حكومته علي احتلالها.




وفي اليوم نفسه حاول المستشار وحيد رأفت؛ المستشار آنذاك في مجلس الدولة، لفت نظر وزارة الخارجية المصرية إلي خطورة ترك هذه الجزيرة بدون قوة تحميها، حيث ستصبح مطمعاً لليهود، ورسم الخطوات العملية لحماية هذه الجزيرة منها إصدار أوامر فورية للقوات البحرية المصرية بالاستيلاء علي الجزيرة ورفع العلم المصري عليها، إبلاغ المملكة العربية السعودية بما يتم اتخاذه من إجراءات بخصوص الجزيرة لمنع وقوعها في يد إسرائيل، إبلاغ الدول بأن الجزيرة جزء من الأراضي المصرية وأن أي اعتداء عليها هو اعتداء علي مصر.
وأخذت الحكومة المصرية هذا الرأي مأخذ الجد، وبدأت في اتخاذ الخطوات الفعلية لرفع العلم المصري علي جزر تيران وصنافير، فشكلت في 17 يناير 1950 لجنة لاستكشاف جزيرة تيران الغرض منها دراسة أماكن رسو السفن علي سواحل الجزيرة، وطبيعة الأرض ومدي إمكانية إقامة الجنود، والوسائل الممكنة للدفاع عنهما.
وفي الوقت نفسه أرسلت وزارة الحربية والبحرية تستعلم من وزارة الخارجية حول ملكية جزيرة تيران، فأكد رد الخارجية علي مصرية الجزيرة بدليل اللوحة رقم (6) جنوب سينا من مجموعة خرائط القطر المصري والتي رسمت بمقياس 1/500000 لسنة 1937 والتي بينت تفاصيل الارتفاعات بجزيرتي تيران وصنافير ولونتها بلون الأراضي المصرية بينما تركت الأراضي الأجنبية بيضاء. وبعد التأكد من مصرية الجزيرتين باتت الخطوة التالية قادمة. فصدرت الأوامر باحتلال جزيرتي تيران وصنافير، وبالفعل تم احتلال جزيرة تيران ورفع العلم المصري عليها في 26 يناير 1950، بينما احتلت صنافير في 28 يناير من العام نفسه.




د. صبرى العدل



آخر تعديل بواسطة محمد محمود بدر ، 10-03-2018 الساعة 05:31 PM
رد مع اقتباس