عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 01-10-2008, 08:23 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وحاله في العيد:

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرسول والقائد والمعلم والإنسان، لا يرى لنفسه درجة وميزة على بقية أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، بل كان يعد نفسه واحدا منهم، مع ان الله سبحانه وتعالى قد شرفه ورفع قدره ومكانته بالرسالة.

فكانت لا تشغله مهام الدعوة إلى الله سبحانه وتسيير أمور المسلمين، عن الانخراط في مجتمعه ومشاركته لصحابته في الافراح والأتراح، في الأعياد والمناسبات، فيكون أول المشاركين، فيجتمع بهم ويعطيهم ويقدم لهم من هديه وإرشاده ما يحتاجون إليه، لا فرق في هذا العطاء بين الصغير والكبير ولا بين الرجل والمرأة.
وبذلك كسب حب الناس وعشقهم له، من غير تكلف ولا رياء.
فعن أمّ عطيّة رضي الله عنها قالت: كنّا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتّى نخرج البكر من خدرها حتّى نخرج الحيّض فيكنّ خلف النّاس فيكبّرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته.
وعن عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ قيل له أشهدت العيد مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال نعم ولولا مكاني من الصّغر ما شهدته حتّى أتى العلم الّذي عند دار كثير بن الصّلت فصلّى ثمّ خطب ثمّ أتى النّساء ومعه بلالٌ فوعظهنّ وذكّرهنّ وأمرهنّ بالصّدقة فرأيتهنّ يهوين بأيديهنّ يقذفنه في ثوب بلالٍ ثمّ انطلق هو وبلالٌ إلى بيته.
وعن جابر بن عبد اللّه قال: قام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الفطر فصلّى فبدأ بالصّلاة ثمّ خطب فلمّا فرغ نزل فأتى النّساء فذكّرهنّ وهو يتوكّأ على يد بلالٍ وبلالٌ باسطٌ ثوبه يلقي فيه النّساء الصّدقة.
وكان من سنته صلى الله عليه وسلم يوم العيد أن يذهب من طريق ويعود من آخر، فعن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان يوم عيدٍ خالف الطّريق.
وعن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخذ يوم العيد في طريقٍ ثمّ رجع في طريقٍ آخر.
وكان يذهب لصلاة العيد ماشيا، ويأكل قبل أن يذهب إلى صلاة عيد الفطر، فعن عليّ بن أبي طالبٍ قال: من السّنّة أن تخرج إلى العيد ماشيًا وأن تأكل شيئًا قبل أن تخرج
ولنستمع لجمال خلقه وتعامله أيام العيد، فلا ينفر ولا يزجر عن كل ما هو حلال في شرع الله تعالى، هاهو مع زوجته الكريمة السيدة عائشة رضي الله عنها يجالسها في أيام العيد ويعطيها من وقته الثمين، ليباسطها ويفرحها في أيام العيد.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: جاء السّودان يلعبون بين يدي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في يوم عيدٍ فدعاني فكنت أطّلع إليهم من فوق عاتقه فما زلت أنظر إليهم حتّى كنت أنا الّتي انصرفت وعنها رضي الله عنها أنها قالت: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتّى أكون أنا أسأم فاقدروا قدر الجارية الحديثة السّنّ الحريصة على اللّهو.
فلنكن كحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في سعة الصدر والمحبة والألفة والمشاركة للناس...وليكن همنا أكبر من طعامنا ولباسنا، بل علينا ان ننظر لمعاني العيد الحقيقية، التي رسمها لنا ربنا والتي رسمها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، على أنه جائزة نحصل عليها بعد طاعة استمرت ثلاثين يوما، لذلك سمي يوم العيد ( الفطر ) بيوم الجائزة.
فعندما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالامتناع عن المفطرات (من طعام وشراب ) وأرنا بالصوم استجبنا وأطعنا.
وعندما أمرنا بالإفطار مكافأة لنا على طاعتنا استجبنا، فكنا مستجيبين طائعين في الحالين، فلا نغير ما تعودنا عليه في رمضان، بل يجب أن يكون العيد نقطة انطلاق نحو تغيير سلوكنا وتعاملاتنا و أخلاقنا.
عن سعيد بن أوسٍ الأنصاريّ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطّرق، فنادوا: اغدوا يا معشر المسلمين إلى ربٍّ كريمٍ يمنّ بالخير، ثمّ يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام اللّيل فقمتم، وأمرتم بصيام النّهار فصمتم، وأطعتم ربّكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلّوا، نادى منادٍ: ألا إنّ ربّكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويسمّى ذلك اليوم في السّماء يوم الجائزة.
قال الشاعر:
قالوا عدا العيد ماذا أنت لابسه فقلت خلعة ساق حبه جرعا
فقر صبرهما ثوباي تحتهما قلب يرى ألفه الأعياد والجمعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب به يوم التزاور في الثوب الذي خلعا
الدهر لي مأثم أن غبت يا أملي والعبد ما كنت امرء لي ومستمعاً
روي أن صفوان بن سليم انصرف في إلى منزله فجاء بخبز يابس، أو بخبز وملح، فجاء سائل فوقف على الباب وسأل فقام صفوان إلى كوة في البيت وأخذ منها شيئاً ثم خرج إليه فأعطاه، فاتبع السائل أحدهم لينظر ما أعطاه وإذا هو يقول: أعطاه أفضل ما أعطى أحداً من خلقه وذكر دعاء مخلصاً، فقلت: ما أعطاك. قال: أعطاني ديناراً.
ورؤي صبي صغير مع معروف الكرخي وقد انصرف من صلاة العيد فقيل له: من هذا؟ قال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته، لم لا تلعب؟ فقال: أنا يتيم. فقيل: ما ترى أنك تعمل به؟ فقال: لعلي أخلو فأجمع له نوى يشتري به جوزاً فيفرح به. فقال له أحدهم: أعطينيه أغير من حاله. فقال: أو تفعل؟ فقلت: نعم. فقال لي: خذه أغنى الله قلبك، فساوت الدنيا عندي أقل من كذا.



__________________
رد مع اقتباس