الموضوع: دلائل النبوة
عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 04-03-2013, 02:37 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هيبتـه ووقـاره صلى الله عليه وسلم

روى أبو داود , وصححه الألباني, عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو غلام شاب - فلما صلى إذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد, فدعا بهما, فجيء بهما ترعد فرائصهما فقال:" ما منعكما أن تصليا معنا " ؟ قالا: قد صلينا في رحالنا. فقال:" لاتفعلوا إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصل, فليصل معه فإنها له نافلة ".
روى الطبراني , وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح": إسناده لا بأس به, عن قيلة بنت مخرمة قالت: لما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم متخشعاً في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله أرعدت المسكينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولم ينظر إليَّ، وأنا عند ظهره -: يا مسكينة، عليك بالسكينة، فلمَّا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهبَ اللهُ تعالى ما دخل قلبي من الرعب ".
وروى ابن ماجه , وصححه الألباني, عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: كنَّا نجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فأرعد، فقال:" هوِّن عليك، فإني لست بملَكٍ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ".
وروى الحاكم , وصححه الألباني في السلسلة , عن أسامة بن شريك قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه و سلم كأنما على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا متكلم؛ إذ جاءه ناس من الأعراب فقالوا : يا رسول الله أفتنا في كذا أفتنا في كذا.. الحديث ".
وروى مسلم , عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقتُ لأني لم أكن أملأ عيني منه ".
وروى الحاكم , وصححه الذهبي، عن ابن بريدة عن أبيه قال:" كنا إذا قعدنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم ترتفع رؤوسنا إليه إعظاماً له ".
وروى الحاكم , وصححه الذهبي، عن سلمان رضي الله تعالى عنه أنه كان في عصابة يذكرون الله تعالى، فمرَّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام بعضهم، فجاء نحوهم قاصداً، حتى دنا منهم، فكفُّوا عن الحديث إعظاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وروى الشيخان, عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة.. الحديث".
قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه "الروح" في الفرق بين المهابة والكبر:" إن المهابة أثر من آثار امتلاء القلب بعظمة الله ومحبته وإجلاله ، فإذا امتلأ القلب بذلك حل فيه النور ، ونزلت عليه السكينة ، وألبس رداء الهيبة ، فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة ، فأخذ بمجامع القلوب محبة ومهابة ، فحنت إليه الأفئدة ، وقرت به العيون ، وأنست به القلوب ، فكلامه نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، وعلمه نور ، إن سكت علاه الوقار ، وإن تكلم أخذ بالقلوب والأسماع .
قال: وأما الكبر فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم ، ترحلت منه العبودية ونزل عليه المقت ، فنظره إلى الناس شزر ، ومشيه بينهم تبختر ، ومعاملته لهم معاملة الاستيثار لا الإيثار ، ولا الإنصاف ، ذاهب بنفسه تيها ، لا يبدأ من لقيه بالسلام ، وإن رد عليه رأى أنه قد بالغ في الإنعام عليه ، لا ينطلق لهم وجهه ، ولا يسعهم خلقه ، ولا يرى لأحد عليه حقا ، ويرى حقوقه على الناس ، ولا يرى فضلهم عليه ، ويرى فضله عليهم ، ولا يزداد من الله إلا بعدا ، ولا من الناس إلا صغارا وبغضا ".
بيان غريب ما سبق:
الهيبة: بهاء مفتوحة، فمثناة تحتية ساكنة، فموحدة: المخافة والتقية.
الوقار: بواو، وقاف مفتوحتين، وراء: الرزانة.
قيلة: بفتح القاف، وسكون المثناة التحتية، بعدها لام.
مخرمة، بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة.
متخشعا: بميم مضمومة، ففوقية، فخاء معجمة مفتوحتين، فشين معجمة، فعين مهملة: من الخشوع، وهو في الصوت، والبصر، كالخضوع في البدن: وهو الانقياد والطاعة.
الفرق: بفاء، فراء مفتوحتين، فقاف: الخوف والفزع.
السكينة: تقدم الكلام عليها، أوائل الكتاب، عند شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم.
الرعب: بضم الراء، وسكون المهملة، وبالباء الموحدة: الفزع.
الفرائص: بفاء، فراء مفتوحتين، فألف فهمزة مكسورة، فصاد مهملة: جمع فريصة: وهي اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها، لا تزال ترعد.
__________________
رد مع اقتباس