عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 26-01-2010, 03:24 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

** الهجمة التترية الجديدة على العالم :-
في سنة 629- وبعد موت جلال الدين بشهور أكمل " شوور مجان " الحروب وأحتل إقليم " أذربيجان " من جديد ثم قرر أن يوقف الحروب لكي يرسخ أقدام التتار في هذه المناطق الواسعة فأوقفها خمس سنوات كاملة من سنة 629- إلى سنة 634- وأثناء هذه السنوات الخمس لم تخرج عليه ثورة مسلمة واحده ولم يتحرك إليه جيش مسلم من أي بلد مسلمة .
وفي سنة 634- التف " شوور مجان " حول بحر قزوين من الناحية الغربية وانطلق شمالاً لإستكمال الفتوحات وبسرعة كبيرة استطاع أن يعيد السيطرة للتتار على أقاليم أرمينيا وجورجيا والشيشان وداغستان وأرسل من هذا المكان جيشاً آخر لإستكمال الفتوحات في شمال هذه المناطق فبدأ جيش آخر من جيوش التتار بقيادة رجل يُدعى " باتو بن جاجي " وهو من كبار قواد التتار ؛ وبدأ بقيادة الحملات التترية شمال بحر قزوين وكان ذلك في سنة 634- وقمع القبائل التي كانت في نهر " الفولجة " الروسي ثم زحف بعد ذلك على البلاد الروسية الواسعة وبدأ هذا الزحف على روسيا في سنة 635- وقام الجيش التتري بمذابح بشعة في روسيا النصرانية من بداية دخوله إلى أن انتهى منها واستولى على العديد من المدن الروسية في عامي 635- 636- سقطت مدينة " ريدن " وبعدها بقليل سقطت مدينة " كلومون " ثم سقطت مدينة " فلاديمير " وهي من أكبر مدن روسيا حوصرت ستة أيام فقط وسقطت بعدها سقوطاً كاملاً و*** غالب سكانها ؛ ثم سقطت مدينة " سوزان " ثم توجهت الجيوش التترية إلى أعظم مدن روسيا وهي مدينة " موسكو" تم إجتياحها وتدميرها في أيام معدودة ثم توالى سقوط المدن الروسية بعد ذلك إلى أن احتل التتار دولة روسيا بكاملها في سنتين ومساحة روسيا تبلغ حوالي 17 مليون كم مربع – وطقس روسيا شديد البرودة ؛ وتوقفوا بعد هذا الإجتياح سنتين ينظمون الصفوف ويعيدوا ترتيب الأمور ؛ وفي سنة 638- تحركت جيوش التتار غرباً من روسيا إلى أوكرانيا بقيادة " باتوا بن جاجي " فاجتاح دولة أوكرانيا بكاملها واجتاحوا العاصمة " كييف " ودمروا كنوزها العظيمة و***وا معظم السكان في أوكرانيا ثم جاوزوها إلى مابعدها ؛ وغي سنة 639- زحفت فرقة من قوات التتار من جيش " باتوا " بقيادة رجل يُدعى " بيدر " إلى اتجاه الشمال الغربي لدولة أوكرانيا ودخل مملكة "بولندا" ودمر معظم المدن البولندية ولم يجد الملك البولندي إلا أن يستعين بالفرسان الألمان فجاءه رجل يُدعى " الأمير هنري " دوق مقاطعة تسمى مقاطعة " سيليزيا " الألمانية وحدث إشتراك مابين الجيش البولندي والجيش الألماني في حرب التتار فسُحق الجيشان واستطاع التتار السيطرة بقيادة بيدر على كامل مملكة بولندا ؛ وفي نفس العام ترك " باتوا " قائد التتار المتمركز في أوكرانيا فرقة تترية في هذه المنطقة واتجه بجيشه الرئيسي غرباً إلى مملكة " المجر " حيث التقى مع ملك المجر في موقعه كبيرة دُمر على أثرها الجيش المجري بكاملة واحتُلت المجر ؛ ونزل القائد التتري " بيدر " الذي فتح بولندا باتجاه الجنوب لملاقاة قوات التتار بقيادة " باتوا " وهو في طريقة اجتاح دولة " سلوفاكيا " وضمها بكاملها إلى أملاك التتار ثم تدفقت الجيوش التترية بكاملها إلى دولة " كرواتيا " فاجتاحتها عن آخرها ؛ وبذلك تكون الجيوش التترية قد وصلت إلى البحر " الأدرياتي " وهو البحر الفاصل بين " كرواتيا " و" إيطاليا " ؛ إلى هذه اللحظة تكون دولة التتار قد ضمت في أملاكها نصف أوروبا الشرقي تقريباً ووصلوا إلى حدود إيطاليا والنمسا وألمانيا وكان من الممكن أن تستمر الفتوحات التترية بعد ذلك ؛ لكن في هذا العام وهو عام 639- حدث أمر هام فقد توفي خاقان التتار " أوكي تاي " فاضطر الأمير " باتوا " إلى إيقاف الحملات واستخلف أحد القواد وعاد إلى " قرقورم " العاصمة التترية في منغوليا لكي يشارك في اختيار الخاقان التتري الجديد .
** تقييم أوضاع العالم ككل حتى سنة 639 :-
1- وصلت حدود دولة التتار في هذه السنة من كوريا شرقا إلى بولندا غرباً ومن سيبريا شمالاً إلى بحر الصين جنوباً فأصبحت قوة التتار في ذلك الوقت هي القوة الأولى في العالم بلا منازع .
2- تولى قيادة التتار بعد " أوكي تاي " إبنه " كيوك بن أوكي تاي " وكان له الرأي في تثبيت الأقدام في البلاد المفتوحة ؛ ولم يكن لديه سياسة توسعية كأبيه فأوقف الفتوحات في أوروبا والعالم الإسلامي .
3- ابتلع التتار في فتوحاتهم السابقة النصف الشرقي للأمة الإسلامية وضموا معظم الأقاليم الإسلامية في آسيا إلى دولتهم فقضوا على معظم مظاهر الحضارة في هذه المناطق كما قضوا على أي نوع من المقاومة في هذه المناطق الواسعة .
4- ظل القسم الأوسط من العالم الإسلامي وهو يبدأ من العراق إلى مصر مفرقاً ومشتتاً وانشغل حُكام هذه المناطق بالصراعات الداخلية بينهم وأزداد تفككهم بصورة كبيرة كذلك كان القسم الغربي من العالم الإسلامي الذي يضم كلاً من ليبياً وتونس والجزائر والمغرب وغرب أفريقيا وكان أيضاً هذا القسم مفككاً تماماً بعد سقوط دولة الموحدين .
5- ذاق الأوروبيين النصارى من ويلات التتار كما ذاق المسلمون و*** منهم مئات الآلاف أو الملايين ودُمرت كنائسهم وأحرقت مدنهم وهددوا تهديداً كبيراً خوفا من أن يصل التتار إلى روما عُقر دار الكاثوليكية في أوروبا .
6- مع أن النصارى رأوا أفعال التتار إلا أن الملوك النصارى في أوروبا الغربية في ( فرنسا- إنجلترا – إيطاليا – ألمانيا ) فكانوا يرون أن هذه مرحلة مؤقتة سوف تقف أما حروب النصارى الصليبيين ضد المسلمين فكانت في رأيهم حروب دائمة لا تنتهي ومن ثم اعتقد ملوك الصليبيين أنهم لابد أن يتعاونوا تعاوناً تعاوناً كاملاً مع التتار ضد المسلمين بالرغم من كل الأعداد الهائلة من النصارى التي ***ت على أيدي التتار .
* فلماذا يعتقد الصليبيين أن حرب المسلمين دائمة وحرب التتار مؤقتة ؟
- لأن حرب الصليبيين مع المسلمين حرب عقائدية فالعداء بين المسلمين والصليبيين على أساس ديني فالصراع بينهما أبدي ؛ فالنصارى لن ينهوا القتال إلا بدخول إحدى الطائفتين في الأخرى كما يقول الله –غز وجل – في كتابه الكريم " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "
- أما حروب التتار فهي لم تكن حروب عقائدية أبداً فعقيدة التتار كانت عقيدة مشوهة باهتة مجموعة من أديان شتى فلم يُسمع عن قائد تتري واحد حاول أن ينشر هذه العقيدة في البلاد المفتوحة إنما كان كل هدف التتار هو الإباده والتشريد وجمع المال وسبي النساء والأطفال وإلى ذلك من أمور التخريب ومن كانت هذه صفته فلم يُكتب له الإستمرار أبداً لذلك على الغم من الصدمات التي تلقتها أوروبا على يد التتار إلا أن أوروبا استمرت في تكثيف الجهود لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع التتار .
7- بدأ يحدث تغير عقائدي في الجيش التتري بعد حملات التتار في أوروبا وذلك بزواج عدد كبير من قادة التتار من فتيات نصرانيات أوروبيات وبذلك بدأت الديانة النصرانية تتغلغل نسبياً في الجيش المغولي وهذا ساعد على إمكانية التعاون التتري الصليبي فيما بعد وأن يجتمع الحقد التتري مع الحقد الصليبي على إسقاط الخلافة العباسية واجتياح الشام .
8- استمرت الحروب الصليبية الأوروبية على المسلمين في مصر والشام فلم تنقطع مع كل هذه المجازر التترية في أوروبا ؛ فلم تنقطع المجازر الصليبية في بلاد الشام ومصر وكانت مصر وبلاد الشام في ذلك الوقت تحت حكم الأيوبيين ودار الصراع بينهم على حكم هذه المقاطعات وأصبح المسلمون يقعون في مثلث خطير فالصليبيين من ناحية والتتار من ناحية أخرى وزعماء المسلمين من ناحية ثالثة .
9- في عام 640- توفي المستنصر بالله الخليفة العباسي وتولى الخلافة " المستعصم بالله " ابن المستنصر بالله وكان عمره آن ذاك 30 عاماً وستسقط الخلافة العباسية في زمانه .
10- لم يبق فاصل بين التتار والخلافة العباسية في العراق إلا شريط ضيق في غرب إقليم فارس وكانت تعيش في طائفة الإسماعيلية الشيعية .
رد مع اقتباس