عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19-11-2010, 11:24 AM
mamoon2000 mamoon2000 غير متواجد حالياً
عضو قدير
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 429
معدل تقييم المستوى: 16
mamoon2000 is on a distinguished road
افتراضي

مقدمة: يواجه الممارسون في الحقل التربوي أصنافا متعددة من المواقف والسلوكات التي قد تتعارض أحيانا مع القيم والمثل العليا التي يرمي إلى ترسيخها نظام التربية والتكوين لدى ناشئتنا.




فما هي الغايات الكبرى للمدرسة الوطنية؟ وما هي مواصفات المتعلم الذي تهدف إلى تخريجه؟ وهل يمكن تغيير المواقف والاتجاهات السلبية التي تظهر بين الفينة والأخرى عند بعض المتعلمين في شكل أنماط من التمرد والرفض والتسيب واللامبالاة؟




1.مواصفات المتعلم المرغوب فيه




1.1. القيم الواردة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين




تضمنت هذه الوثيقة الخطوط العريضة للفلسفة التربوية الموجِّهة للمنظومة الوطنية للتربية والتكوين، وحددت بذلك ملامح شخصية المواطن المرغوب في تكوينه في الغايات والمثل العليا التالية:




[ الشغف بطلب العلم والمعرفة والتوقد للاطلاع والإبداع؛




[ التطبع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج الفعال؛




[ التمسك بثوابت وبمقدسات البلاد؛




[ المشاركة الإيجابية في الشأن العام والخاص؛




[ الوعي بالواجبات والحقوق وتبني الممارسة الديمقراطية؛




[ الانفتاح على الآخر والتشبث بروح الحوار وقبول الاختلاف؛




[ التشبث بالتراث الحضاري والثقافي للبلاد بتنوع روافده وحمولته من القيم الخلقية والثقافية؛




[ التوفيق الإيجابي بين الوفاء للأصالة والتطلع الدائم للمعاصرة، في تفاعل مع مقومات الهوية الوطنية وفي انفتاح على الحضارة الإنسانية العصرية؛




[ المساهمة في رقي البلاد وتقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني والانفتاح على العالم(1).




2.1. الغايات الكبرى في الكتاب الأبيض




انطلاقا من القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أصناف كبرى وهي:




1. قيم العقيدة والهوية الحضارية؛




2. قيم المواطنة؛




3. قيم الانفتاح على الحداثة؛




وانسجاما مع هذه القيم فإن "الوثيقة الإطار للاختيارات والتوجهات التربوية رسمت الغايات




الكبرى التي عملت المناهج التربوية على أجرأتها وترجمتها إلى كفايات معرفية ومنهجية، وإلى اتجاهات ومواقف ينتظر أن يكتسبها المتعلمون. وتنبع هذه الغايات والمواقف من الحاجات المتجددة للمجتمع المغربي، ومن الحاجيات الشخصية للمتعلمين وهي:




* ترسيخ الهوية الحضارية المغربية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛




* التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة؛




* تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛




* تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والاكتشاف وتطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛




* تنمية الوعي بالواجبات والحقوق؛




* التربية على المواطنة وممارسة الديمقراطية؛




* التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الاختلاف؛




* ترسيخ قيم الحداثة والمعاصرة؛




* التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه والتفتح على التكوين المهني المستمر؛




* تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات؛




* تنمية القدرة على المشاركة في الشأن المحلي والوطني؛




* تنمية الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛




* الاستقلالية في التفكير والممارسة؛




* التفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي؛




* التحلي بروح المسؤولية والانضباط؛




* إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛




* تثمين العمل والاجتهاد والمثابرة والإنتاجية والمردودية؛




* المبادرة والابتكار والإبداع؛




* التنافسية الإيجابية؛




* الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛




* احترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الموروث الثقافي الوطني(2).





1 . 3. المواطن الصالح أم الإنسان الصالح




هذه مواصفات المواطن الصالح الذي يظل الهدف الأسمى لكل نظام تربوي، ذلك المواطن الذي يشارك بفعالية في بناء مجتمعه الديمقراطي عن طريق مناقشة المشكلات من حوله، واتخاذ قرارات وتحويلها إلى أعمال بعد استقصاء اجتماعي واستقصاء القيم وتنقيحها وتفسيرها ثم صنع القرار وتطبيقه. فهو بذلك الشخص الذي يصنع قرارات فعالة في خدمة نفسه ومجتمعه وفي امتلاكه لمهارات البحث الضرورية للحياة ولتحمل المسؤولية الاجتماعية والمشاركة الفعالة في الشؤون الاجتماعية والبشرية من حوله. بكلمة واحدة: إن المواطن الصالح هو المواطن الفعال في خدمة نفسه وبيئته المحلية ووطنه والمجتمع الإنساني الذي ينتمي إليه، وبالتالي فهو أيضا "الإنسان الصالح"(3).





2. الاتجاهات والمواقف السلبية للمتعلمين




2. 1. مظاهر من السلوك المرفوض




رغم أن العشرية المخصصة لإصلاح منظومة التربية والتكوين في بلادنا قد أشرفت على نهايتها، فإن الفاعلين في الحقل التربوي، وبصفة خاصة القائمين بمهام التدريس والإدارة التربوية، يجابهون أنماطا من السلوكات المرفوضة التي تفشت في صفوف المتمدرسين بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، والتي تقوض الغايات والمثل العليا السابقة وتتعارض معها؛ والتي تصدر عن مواقف واتجاهات سلبية لدى هؤلاء المتعلمين إزاء المدرسة والحياة المدرسية. فما هي أبرز تجليات ومظاهر هذه السلوكات السلبية؟ وما هي المواقف والاتجاهات التي تحركها؟ وهل يمكن التأثير في هذه المواقف وتحويلها لتأخذ منحى إيجابيا؟




فكثيرا ما يجد الفاعلون في الحقل التربوي في التعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي أنفسهم أمام متعلمين لامبالين أو مسايرين ممتثلين سلبيين أو حتى متمردين على القيم والتقاليد المدرسية، ويمكن رصد هذه السلوكات المرفوضة فيما يلي:




L التغيبات غير المبررة عن الدراسة؛




L عدم إنجاز الفروض والواجبات المنزلية؛




L الالتحاق المتأخر بالدراسة في بداية الموسم الدراسي؛




L الانقطاع المبكر عن الدراسة قبيل كل عطلة مدرسية وعند انقضاء الموسم الدراسي،




L إتلاف مرافق المؤسسة وممتلكاتها،




L عدم احترام باقي شركائه في الحياة المدرسية من تلاميذ ومربين؛




L اللجوء إلى ال*** في حل المشكلات التي تعترضه داخل المؤسسة التعليمية،




L اللجوء إلى الغش في الفروض والامتحانات،




L مخالفة التقاليد والأعراف المدرسية التي تحكم الهندام اللائق بالتلميذ،




L إشاعة ثقافة اليأس والإحباط في الوسط المدرسي والاستخفاف بالحياة المدرسية وبالأطراف الفاعلة فيها؛




L اللامبالاة إزاء الأنشطة التعليمية- التعلمية الصفية؛




L الشرود إبان الدروس؛




L السعي الحثيث لإبعاد جماعة القسم عن أجواء الدرس لأتفه الأسباب؛




L السخرية من زملائه والاستهزاء بهم أثناء مشاركتهم في بناء أنشطة الدروس؛




L عدم تدارك ما فاته من الدروس والفقرات أثناء التغيبات المتكررة؛




L عدم احترام ضوابط النظافة داخل الأقسام وداخل المؤسسة عامة؛




L إحباط جماعة القسم وإعاقتها عن التقدم نحو أهدافها النبيلة؛




L التمرد على مقتضيات النصوص التي تنظم الحياة المدرسية وفي مقدمتها النظام الداخلي للمؤسسة.




إن وجود مثل هذه السلوكات المرفوضة في الوسط المدرسي يحثنا على التساؤل حول طبيعة الاتجاهات والمواقف الكامنة وراءها، وحول إمكانية تعديلها لتكوين اتجاهات ومواقف إيجابية تصب في الغايات الكبرى للمنظومة الوطنية للتربية والتكوين.





2.2. تعريف الاتجاهات والمواقف




الموقف أو الاتجاه هو الاستعداد أو حالة التهيؤ العقلي التي تتكون لدى الفرد نتيجة لمجموع خبراته السابقة، والذي يجعله يسلك سلوكا معينا إزاء الأفراد أو الأشياء أو المشكلات أو الآراء، مما يختص به عن غيره من الأفراد(4).




و غير بعيد عن هذا التعريف، جاء في معجم علوم التربية أن الموقف أو الاتجاه "Attitude" هو حالة استعداد سيكولوجية تدفع الفرد للتصرف بطريقة خاصة تجاه أشخاص أو وضعيات(5). وفي تعريف آخر في نفس المعجم إن الموقف أو الاتجاه أسلوب منظم متسق في التفكير والشعور ورد الفعل تجاه الناس والجماعات والقضايا الاجتماعية، أو تجاه أي حدث في البيئة بصورة عامة… تكون مكوناته هي الأفكار والمعتقدات والمشاعر، والانفعالات، والنزعات إلى رد الفعل(6).




نستنتج من ذلك أن الاتجاهات والمواقف استعدادات سيكولوجية (نفسية) تشكل دوافع لتصرفات الأفراد ولسلوكاتهم في محيطهم.




2. 3. خصائص الاتجاهات والمواقف




لتكوين تصور عام حول المواقف والاتجاهات لابد من بحث خصائصها ولعل من أهم هذه الخصائص ما يلي:




ü إنها ذات طابع علائقي: إذ تشير إلى علاقة سلبية أو إيجابية بين فرد وموضوع.




ü تتكون من عناصر متعددة ومتنوعة: أفكار، معتقدات، مشاعر، انفعالات، ردود فعل، اختيارات، ميول، استعدادات…




ü تتمظهر من خلال عدة مؤشرات: كلام، أفعال، تصرفات…




ü تتجه نحو موضوعات عديدة ومتنوعة: أشخاص، قيم، جماعات، أعراف وتقاليد، أفكار، أشياء، عناصر من البيئة(7).




ü تقوم بوظائف أساسية:




ûوظيفة معرفية: إذ تفرض توجيها على تقديرات الفرد للموضوعات وعلى أحكامه تجاهها




û وظيفة محركة: فهي تحرك نشاطات الإنسان وتحدد قوتها وكثافتها وماها واستمراريتها، لذا فهي ترتبط بالحوافز على المستوى السيكولوجي، وعلى المستوى الاجتماعي بمنظومة القيم.




û وظيفة التنظيم: وتتجلى في عمليات التنظيم والتوجيه التي تمارسها على سلوك الفرد في وضعيات محددة إزاء مثيرات المحيط الاجتماعي والطبيعي(8).




ü إنها مكتسبة وليست فطرية: فالفرد يكتسب اتجاهاته ومواقفه من خلال تفاعله واحتكاكه بالبيئة الخارجية تمما كما يكتسب معلوماته.




ü ترتبط بالجانب الانفعالي: فهي وسط دينامي بين العمليات النفسية والسلوك.




ü ترتبط بالدوافع: إذ لا اتجاه ولا سلوك بدون دوافع تكمن خلفه وتحدد أهدافه ومراميه.




ü تتأثر بأسلوب التفكير: حيث يسترجع الفرد معارفه وخبراته التي اكتسبها عبر التنشئة الاجتماعية ويستمد اتجاهاته منها.




ü يمكن تغيير الاتجاهات والمواقف: أي جعل الفرد يستجيب استجابات جديدة ومختلفة عما قبل نحو موضوع أو شيء ما(9).





4.2. تصنيف الاتجاهات والمواقف




وضعت عدة تصنيفات لترتيب المواقف والتمييز بينها ولعل أبرزها تلك التي تقوم على معيار "التكيف مع النظام الاجتماعي" أو على "نمط الشخصية"، حيث يتم التمييز بين المواقف والاتجاهات انطلاقا من أشكال تكيف الفرد مع النظم الاجتماعية وعلاقة هذا التكيف بالمعايير القيمية والثقافية وبالوسائل الموظفة لتحقيقها ويمكن حصر أصناف المواقف استنادا إلى هذا المعيار كما يلي:




□ موقف المسايرة: يتجلى في الامتثال ومسايرة النماذج الثقافية التي يضعها المجتمع وعدم الانحراف عنها.




□ التجديد: يتجلى في نقد وتخطي وتجاوز المعايير الاجتماعية.




□ الطقوسية: يمثله الأفراد الذين يبحثون عن الحلول الفردية للهروب من المخاطر والإحباطات التي تتسبب فيها الطموحات الكبرى، والذين يتشبثون بما هو سائد ومألوف لأنه مبعث الأمان.




□ التسيب: حين يتعلق الأمر بوضعية يتخلى فيها الفرد عن ممارسة التأثير.




□ التمرد: يفترض هذا الموقف معارضة الأفراد لأهداف المجتمع والوسائل التي يقترحها لتحقيق هذه الأهداف، إذ يطمح هؤلاء إلى خلق بنية اجتماعية تلتحم فيها المثل العليا بالممارسة، وتتقلص فيها اللامساواة بين الأفراد.




□ العدوانية: تشمل العديد من الحالات التي قد تتخذ أحيانا طابعا انفعاليا (عدم تحمل الآخر) أو طابعا ثقافيا (التنافس) (10).





5.2. تعديل وتغيير الاتجاهات والمواقف




يكتسب الطفل مواقفه واتجاهاته بواسطة عمليات التنشئة الاجتماعية التي تضطلع بها مؤسسات اجتماعية كالأسرة والدين والأخلاق والمؤسسات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمدرسة. وبصفة مبكرة داخل الأسرة من خلال طرق التربية وأساليبها وأنماط العلاقات بأبويه، وتبدأ الاتجاهات في الظهور لدى الطفل في العاشرة من العمر(11).




وإذا كانت المواقف والاتجاهات مكتسبة، فذلك يعني أنها قابلة للتعديل والتغيير. وقد طور الباحثون طرقا عديدة لتعديل المواقف. ولا شك أن التعرف على بعض هذه الطرق أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمهتمين بالتربية والتعليم وذلك بحكم الدور الموكول إليهم من قبل المجتمع. وقد




لاحظ إفانز (ك.م. إفانز،الاتجاهات والميول في التربية) أن القاعدة العامة التي كشفت عنها البحوث في الولايات المتحدة هي أن التغيرات التي حصلت على مواقف المتعلمين اتجهت نحو حرية أكبر. تؤكد هذه النتيجة العامة أهمية التعليم في التأثير على مواقف المتعلمين.




تتعدد طرق تعديل المواقف: فقد أشار وليم لمبرت (و. لمبرت، علم النفس الاجتماعي) إلى ثلاث طرق هي في الحقيقة عبارة عن آليات تعدل بواسطتها مواقف التلاميذ وهي: التحويل والارتباط وإشباع الحاجة. وذكر R.Thomas وD.Alaphilippe في كتابهما (Les attitudes) أربع طرق تستعمل في تعديل السلوك لدى الأفراد وهي تتباين من حيث وسائلها التي تتراوح بين الضغط والإكراه، واللجوء إلى أسلوب الإقناع وهي:




² طريقة الإكراه والضغط: وتمارسها سلطة معينة يمكن أن تكون مؤسسة اجتماعية أو جماعات أو أشخاصا. ويشترط أن يكون مصدر السلطة متصفا بالمصداقية والشرعية.




² طريقة المسايرة: تتجلى في امتثال الفرد لمنظومات القيم السائدة وتبنيه لمواقف الأغلبية. فالتعديل هنا يتم من خلال طموح الفرد لأن تكون مواقفه قريبة من مواقف الأغلبية.




² طريقة تغيير المعايير: وتتمثل في قرار جماعة ما بتغيير معاييرها وتقاليدها الخاصة، وذلك من خلال الاتفاق حول تطوير مواقفها بواسطة التراضي الجماعي.




² طريقة الإقناع والبرهنة: وهي أكثر الطرق استعمالا في تعديل المواقف والاتجاهات. وتقوم على خلق حالة من عدم التوازن داخل منظومة القيم التي يعتقد فيها الفرد، وتتبنى هذه الطريقة مبدأ إقناع الفرد ببراهين مناسبة وملائمة وفعالة بضرورة التخلي عن قيم معينة واتباع أخرى(12).




6.2. ضرورة توثيق التعاون بين الأسرة والمدرسة




الأسرة خلية أساسية تقوم بتنشئة الفرد خلال طفولته الأولى وفق النموذج المرجعي الاجتماعي- الثقافي- العقدي. وتواصل وظيفتها بالنسبة لأصعب مرحلة في حياة الإنسان، وهي مرحلة المراهقة. فالوسط العائلي وسط وظيفي، بمعنى أنه ليس فقط مجالا للتعايش والتراحم والإحسان والأمان، بل إنه مصدر كل ما يشكل الشخصية الأساسية، ويلقن المهارات، ويعطي الخبرات الضرورية لمواجهة الحياة الاجتماعية. وبالتالي فإن الأسرة مركب من مركبات المنظومة الاجتماعية، بدونها تختل هذه المنظومة(13).




إن ما يخشاه كل المهتمين بشؤون الأسرة هو أن تضعف هذه الخلية عن القيام بأدوارها كاملة. هذا الإضعاف لن ينعكس فقط على الطفل والمراهق فحسب بل على المجتمع كله ما دامت الأسرة هي ذاكرة المجتمع التي تخزن هُويته وقيمه، وتحافظ على بقاء واستمرار هاته القيم وتلك الهوية(14).




ولتعديل مواقف المتعلمين وسلوكاتهم غير المرغوب فيها نرى من اللازم التأكيد على ما يلي:




 تعزيز التربية الأسرية حتى تحافظ الأسرة على وظيفتها التربوية.




‚ ضرورة مراعاة المدرسة لظروف المتعلمين الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والإنصات إلى المتعلمين ونهج أساليب الحوار والإقناع في تقويم سلوكاتهم. والاستعانة بالأخصائيين في البسيكو- سوسيولوجيا عند القتضاء.




ƒ ضرورة اعتبار الدور الفعال الذي يمكن أن تقوم به الأسرة في دعم المدرسة في مثل هذه النوازل والحالات السلوكية المستعصية.




„ أهمية التواصل بين الأسرة والمدرسة وتنسيق الجهود بينهما لتطويق السلوكات والمواقف المتعارضة مع الغايات الكبرى للتربية على المواطنة.




… إطلاع الآباء والأولياء من قبل المدرسة على النتائج المدرسية لأبنائهم وعلى كافة الأنشطة التي تقوم بها لفائدتهم وعلى التحولات التي تطرأ على سلوكاتهم لمعالجة الاختلالات عند ظهورها.




خاتمة :




لابد من التأكيد في نهاية هذا المقال عل أن التربية لم تعد في زمن العولمة الثقافية والاقتصادية مقتصرة على الأسرة والمدرسة وحدهما، بل أصبحت مجالا لتدخل فاعلين متعددين، وعلى أن استمرارية هاتين المؤسستين في تأدية وظائفهما المعهودة رهين برفع الحواجز الوهمية القائمة بينهما وبإحداث التكامل المنشود بينهما حتى تتمكنا من التأثير في ميولات الناشئة وتوجيهها نحو المواقف والاتجاهات النبيلة التي تخدم الغايات التربوية العليا للمجتمع.

آخر تعديل بواسطة الاخصائى الاجتماعى ، 20-11-2010 الساعة 12:09 PM
رد مع اقتباس