(4) الأَسْـــوَدُ الـنَّـخَـعِـــــيُّ
هُـــوَ: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْدَ بنِ قَيْسٍ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ، الفَقِيهُ، العَابِدُ، الزَّاهِدُ، المُخَضْرَمُ، الصَوَّامُ، القَوَّامُ، الحَجَّاجُ
كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وفِي غَيْرِ رَمَضَانَ يَخْتِمُه فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ، وحَجَّ واعْتَمَرَ ثَمَانِيْنَ مَرَّة، وصَامَ الدَّهْرَ.
صَحِبَ عَبدْ اللهِ بْنِ مَسعُودٍ ولاَزَمه وتَفَقَّه بِهِ، حَتَّى صَارَ وَاحِداً مِن كِبَار فُقَهَاء الكُوفَة ومُفْتِيها.
كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَصْفَرَّ جَسَدُهُ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا هَذَا الْجَزَعُ؟ فَقَالَ: "ومَالِي لَا أَجْزَعُ، ومَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي؟! واللَّهِ لَوْ أُتِيتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الذَّنْبُ الْعَظِيمُ، فَيَعْفُو، فَلَا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ حَتَّى يَمُوتَ".
وفَـاتـــهُ: مَاتَ الأَسْوَدُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِيْنَ (75 هـ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.