[إبراهيم أبو ليفة]

"عشم ابراهيم في الجنة"

بعد صلاة كلها خشوع وخضوع وإتقان تمنيت أن اموت فيها لأنها لن تتكرر مرة اخري بهذه الكيفية .أطلقت لنفسي العنان وسرحت في ملكوت الرحمن مستقبلا الجنة ووجدتني علي شاطيء فيروزي وبلباس من سندس واستبرق ونهر متعدد الالوان وشمس بلا زمهرير وفجأة إذ بفريق من الحوريات يغنين ويرقصن فرحاً وطرباً بإستقبالي فجأة تذكرت بأن لي ما اشاء فطلبت مزيدا من الحوريات فُلبّي طلبي علي الفور سألت عن وسيله الإنتقال فجأني حصان أبيض ذو جناحين وقال لي تحت أمر حضرتك يا مستر ذُهلت في البدء فتابع كلامه معي أنا صديقك وإسمي صدقة وسوف أتجول بك في بعض من أجزاء مملكتك السماوية وإذا به يطير بي من مكان الي مكان ومن فوق انهار وقصور وشواطيء وحدائق ويقول لي هذا لك يا إبراهيم وهناك المزيد لكن سوف أعرفك علي حصان اخر اسمه جارية سيكمل بك الجولة
أهلا بك استاذنا هل تود ان تتجول في قصر من قصورك يا مليكنا ؟ رددت مشتاقاً: نعم يا صديقي ولكن كيف سترشدني إلي هذا القصر المنيف وأنت علي حالك من أجنحة ضخمة وجسد قوي لا اعتقد ان أبواب القصر الكبيرة سوف تسمح لك بالدخول فإذا به يتحول الي شاب جميل المحيا كأنه اللؤلؤ المنثور ..هذا قصرك به سبعون غرفة في كل غرفة سبعون اخري وكل طابق به سبعون طابق أما أساسات قصرك وفراشك فمصنوعة من أجود وأحسن الخامات والتي لم ترها عين من قبل او تسمع بها أذن
كل هذا ويسير خلفي عدد لا بأس به من الحوريات والخدم وعلي رأسي تاج من نور وإذا بحصاني الاول يناديني وبجواره خادم معه كأس من خمر فأخذته بيميني وشعرت بالحماسة بعده للمزيد فقال لي حصاني إهدأ يا ابراهيم إنه أول يوم لك في الجنة وهنا الأيام والسنون بلا عدد او نهايه سوف تنال ما تريد ولكن دعنا الأن ندخل قصرك الذهبي المنيف أعلي جبل اللؤلؤ بجوار من أحببت في الدنيا .
فجأة إذا بكل هذه التخيلات تنهار علي صوت ذلك الجالس بجواري في المسجد "حرماً يا استاذ ابراهيم "كأنه نفث نارا في وجهي وإذا بشيطاني يستيقظ غاضباً جمعاً يا حاج إن شاء الله ولسان حالي يقول له سوف أخذك معي في زياره إلي جهنم لأنك للتو قد اخرجتني من نعيم الجنة..
وجدت في إنتظاري علي أبواب جهنم بعد أن فشلت في إكمال رحلتي علي الصراط المستقيم عدد لابأس به من زبانية الجحيم..
ورحبت بي الشياطين ترحيباً خاصاً اهلاً بالفاجر الزنديق الحقير كنت تستعيذ منا وتبغي الجنه والأن قد جئت إلي وطننا الحقيقي الدائم الخالد حيث لا حياد بعد اليوم ولن تفلت منا بأي استعاذه وإذا باللكمات والضربات تنهال علي من كل جانب خذ هذا كاس من المهل أرجوكم ليس بي عطش كذبت حبيبي أنت هنا لا خيار لك تفضل الذقوم يريد أن يرحب بك ويستجدي اسنانك وضروسك التي خلعت من أثر الضرب ولكن لا تنزعج فسوف تنبت لك اخري اكثر تشوهاً فهاهنا لا موت ولا حياه أتود أن تري صورتك في المرآة.. لا لا اريد قلنا لك أنفا أن كل شيء هنا اجباري وقد دفعت ثمنه سابقاً في حياتك الارضية لن تتكلف شيء قليل من خستك وذنوبك وندالتك قامت بالواجب وزيادة
ما هذا الوجه القبيح ؟ ما تللك الخلقة الشنيعة المشوهة هذا هو انت الشاب الوسيم بهي الطلعة انظر ماذا فعلت به إنك تنظر في مرآة عملك القبيح القديم ولسانك وقلمك ولن نذكر لك غرورك وتجبرك علي الناس
هيا فقد حان وقت مقابلة علية القوم وكبرائهم ومن أحببت في الدنيا لم انطق بكلمه علّهم يفعلوا عكس ما أُريد أتعلم يا أخ اننا نقرأ سريرتك ، هذا هو المغني فلان وتللك هي الراقصه فلانة التي كثيرا ما طربت لرقصاتها وهؤلاء هم أبطال فيلمك المفضل ..
وإليك المفاجأة الكبري.. لدينا لك مجموعة خاصه من ممثلي أفلام ال***** التي شاهدت تفضّل ذق إنك انت العزيز الكريم ..
الي هنا كنت وصلت الي باب المسجد مستقبلاً رياح السموم بعد برد التكييف وتركت يد الحاج أستئذن حضرتك تقبّل الله منا ومنكم
تمت
ابراهيم ابو ليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــفه