عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 06-09-2014, 08:46 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

سابعًا: وفاء النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً عاليًا للوفاء ورد الجميل لأهله، فقد كان في غاية الوفاء مع زوجته المخلصة, في حياتها وبعد مماتها، وقد بشرها صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة في حياتها، وأبلغها سلام الله جل وعلا, وسلام جبريل عليه السلام، فعن أبي هريرة t قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام –أو طعام أو شراب– فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها, عز وجل, ومني, وبشرها ببيت في الجنة من قصب([53]) لا صخب فيه ولا نصب»([54]).
وتذكر عائشة رضي الله عنها وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة بعد وفاتها بقولها: (ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة, وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما *** الشاة ثم يقطّعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: «إنها كانت وكانت وكان لي منها الولد»([55]).
وأظهر صلى الله عليه وسلم البشاشة والسرور لأخت خديجة لما استأذنت عليه لتذكُّره خديجة, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة([56]) فارتاح لذلك، فقال: «اللهم هالة بنت خويلد» فغرت فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين([57]) هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرًا منها ([58])، وأظهر صلى الله عليه وسلم الحفاوة بامرأة كانت تأتيهم زمن خديجة وبين أن حفظ العهد من الإيمان([59]).
ثامنًا: سنة تكذيب المرسلين:
(يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم«أَوَ مُخرجيّ هم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا) ([60]) فقد بين الحديث سنة من سنن الأمم مع من يدعوهم إلى الله عز وجل وهي التكذيب والإخراج, كما قال تعالى عن قوم لوط: ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )[النمل:56].
وكما قال قوم شعيب: ( قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ )[الأعراف:88].
وقال تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ )[إبراهيم:13].
تاسعًا: قوله «وفتر الوحي»:
تحدث علماء السيرة قديمًا وحديثًا عن فترة الوحي، فقال الحافظ ابن حجر: وفتور الوحي عبارة عن تأخيره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوق إلى العود([61]).
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث- أي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم- عن فترة الوحي: «بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني فأنزل الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ` قُمْ فَأَنْذِرْ` وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ` وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ` وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ )[المدثر:1-5] فحمى الوحي وتتابع»([62]).
وقال صفي الرحمن المباركفوري: أما مدة فترة الوحي فاختلفوا فيها على عدة أقوال, والصحيح أنها كانت أيامًا, وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد ذلك ، وأما ما اشتهر من أنها دامت ثلاث سنين أو سنتين ونصف فليس بصحيح, وأما ما جاء بلاغًا أنه صلى الله عليه وسلم حزن حزنًا جعله يغدو ليتردى من شواهق الجبال، وأن جبريل عليه السلام كان يظهر له في كل مرة ويبشره بأنه رسول الله فمرسل ضعيف، كما أنه يتنافى مع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم([63]).

***




([1]) انظر: صحيح السيرة للعلي ص67.
([2]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة للعمري (1/125).
([3]) تحمل الكل: تنفق على الضعيف، واليتيم والعيال، والكل أصله: الثقل والإعياء.
([4]) وتكسب المعدوم: تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك من نفائس الفوائد ومكارم الأخلاق.
([5]) نوائب الحق:الكوارث والحوادث.
([6]) الناموس: هو جبريل عليه السلام.
([7]) جَذَعا: الشاب القوي. (3) مؤزرا: قويًا بالغًا.


([9]) فتر الوحي: تأخر نزوله. (5) البخاري، كتاب بدء الوحي رقم 3.


([11]) انظر: طريق النبوة والرسالة، حسين مؤنس ص 21.
([12]) انظر: منامات الرسول صلى الله عليه وسلم، عبد القادر الشيخ إبراهيم ص57.
([13]) انظر: الرؤيا ضوابطها وتفسيرها، هشام الحمصي ص7.
([14]) ابن ماجه، كتاب تعبير الرؤيا رقم 3899 حسن الإسناد.
([15]) انظر: طريق النبوة والرسالة ص22.
([16],2) انظر: محمد رسول الله، محمد صادق عرجون (1/254).
(3) انظر: السيرة النبوية لأبي شهبة (1/256).
(4) انظر: محمد رسول الله، محمد صادق عرجون (1/469).
(5) انظر: الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية، سعيد حوى (1/195).

([21]) انظر: فقه السيرة للغضبان.
([22]) المختار من كنوز السنة /19 ط2 1978، دار الأنصار / القاهرة.
([23]) انظر: تفسير ابن كثير (4/528).
([24]) في ظلال القرآن (6/3936) (4) انظر: السيرة النبوية لأبي شهبة (1/260).


([26]) انظر: الوحي وتبليغ الرسالة، د. يحيى اليحيى ص34. (2) نفس المصدر ص30، 31.

([28]) انظر: السيرة النبوية الصحيحة للعمري (1/129).
([29]) انظر: فقه السيرة النبوية للبوطي ص64.
(1) انظر: فقه السيرة النبوية للبوطي، ص64.

([31]) أخرجه الطبراني 17906، 17908، بسنده عن قتادة، تفسير القرطبي، (8/340).
([32]) حديث صحيح بشواهده (زاد المعاد (1/78) مؤسسة الرسالة.
([33]) نفس المصدر (زاد المعاد 1/79).(4) البخاري، كتاب بدء الوحي رقم 2.
(5) انظر: الرؤى والأحلام في النصوص الشرعية، أسامة عبد القادر ص108.
(6) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، (1/33-34).


([37]) انظر: التاريخ الإسلامي مواقف وعبر للحميدي (1/60).
([38]) البخاري، كتاب بدء الوحي رقم 2، مسلم، كتاب الفضائل رقم 2333.
([39]) مسلم، كتاب الفضائل رقم 2334.
([40]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (1/61). (5) انظر التاريخ الإسلامي للحميدي (1/64).


([42]) انظر: محمد رسول الله، محمد الصادق عرجون (1/307).
([43]) انظر: محمد رسول الله، عرجون (1/307، 308). (3) نفس المصدر (1/232).

([45]) المكتين: جانبا مكة،أو بطاحها وظواهرها. (5) سيرة ابن هشام (1/191، 192).

([47]) المستدرك (2/609) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي.
(2) مجمع الزوائد (9/416).
([49]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (1/69).
([50]) انظر: وقفات تربوية من السيرة النبوية، البلالي ص40.
([51]) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (1/68).
([52]) رواه مسلم رقم 1467, ص1090، كتاب الرضاع.(3) يعني: من لؤلؤ أو ذهب.


([54]) مسلم، كتاب فضائل الصحابة ص1887، رقم 2432.
([55]) البخاري، كتاب مناقب الأنصار (7/132)
([56]) يعني لتشابه صوتيهما.(7) يعني لا أسنان لها من الكبر.
(8) مسلم، كتاب فضائل الصحابة، ص1889 رقم 2437. (9) انظر: التاريخ الإسلامي للحميدي (1/71).



(1) البخاري، كتاب الوحي، مسلم (2/197-204) الإيمان.
(2) فتح الباري (1/36).
(3) البخاري، بدء الوحي رقم 4. (4) الروض الأنف للسهيلي، (2/433-434).

__________________
رد مع اقتباس