عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 10-12-2016, 07:28 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(32) إلى أهل التقدم والحضارة!

فإن غرورًا بالغًا يصيب الناس في كل زمان، خاصة هذا الزمان، حيث ينظرون إلى أنفسهم أنهم أهل التَّقدم والحَضَارة والرُّقي، وأن مَن سبقهم هم أهل التَّخلُّف والانحطاط والرَّجعية، فيقولون: "وصلنا من العلوم ما لم يدركه السابقون، فأقوالنا وآراؤنا أعلم وأحكم"، ومن عجب أنهم يقولون ذلك حتى في أمور الشَّرع والدِّين! فيجعلون الخَلَف في معرفة الله بأسمائه وصفاته أعلم وأحكم مِن السَلَف، وهذه مقولة خبيثة تحمل أصحابها ومن اغتر بهم على رَدِّ ما جاء به الشَّرع.

والإنسان قد وَهَبه اللهُ تعالى في كل عصر من العلوم ما يُنظِّم بها حياته، فلا ينبغي أن يتطاول بها أو يطغى، فإن فعل أخذه اللهُ أخذ عَزِيز مُقْتَدِر.

وبعض
العصور الماضية قد بلغ الإنسان فيها طرفًا من العلوم المادية، عَجَز رجال اليوم ومُفكِّروه عن معرفته واستخدامه، من أمثلة ذلك قوم عاد وثمود وقوم فرعون، فقوم عاد بَنَوا مدينة "إِرَم" التي قال عنها رَبُّ العِزَّة سبحانه: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}. سورة الفجر، الآيتان: 7، 8)، ووَصَف قوم ثمود بقوله: {الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}، وبقوله: (يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا ءَامِنِينَ}. (سورة الحِجر، الآية رقم: 82)، وكذلك وَصَف قوم فرعون بقوله: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ}. (سورة الفجر، الآية رقم: 10)؛ أي الذين يبنون الجبال، فالأهرامات في بنائها وتحنيط جُثث موتاهم بها، وما طلبه فرعون من وزيره أن يبني له صرحًا يبلغ به السماء، كل ذلك من العلوم ما يعجز علماء اليوم أن يعرفوه.

ففي مجالات التقدم العمراني كانت عاد وثمود وقوم فرعون مَضرب الأمثلة في القرآن الكريم.

أما في مجال التقدم الطِّبي؛ فنحن نظن أن الإنسان قديمًا كان عاجزًا عما نعرفه اليوم من علوم وأبحاث في طب الأبدان، وهذا من غرورنا، لكن ظهر للباحثين خلاف ذلك، ففي العصر البرونزي عرف الإنسان عملية التربنة التي يستبدل فيها جزء تالف من عظام الدماغ وهي من الجراحات الدقيقة، وعرف القدماء المصريون زراعة الأسنان، وعرف الهنود قبل الميلاد بسبعة قرون عملية ترقيع الجلد، ولا تزال طريقتهم هي المستخدمة اليوم عند الأطباء المعاصرين مع بعض التعديلات الطفيفة.

هذا؛ واللهُ سبحانه الذي بعث كل نبي بمعجزة يبهر بها قومه فيما كانوا يجيدون ويحسنون، بعث المسيح، عليه السلام: (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ}. (سورة آل عمران، الآية رقم: 49)، وذلك لأن القوم بَرعوا في الطِّب بما لم يبلغه مَن قبلهم ولا مَن بعدهم.

وليس
بغريب علينا ما نراه من طِبِّ العرب القدماء من العطارة والأعشاب ما يحتاجه أطباء اليوم ويتداولونه.

وإن
التقدم العلمي اليوم والتطور الهائل لا نستطيع له إنكارًا، وإنما أردتُ أن أُبَيِّن أنَّ حلقات التقدم المادي متغيرة على مَرِّ التاريخ، والتقدم فيها ليس دليل تقدم ورُقِيّ شامل، فاللهُ سبحانه عَابَ أقوامًا بقوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}. (سورة الرُّوم، الآية رقم: 7)، وإن زيادة التقدم العلمي قَرَّب السَّاعة يشهد له قوله تعالى في سورة يونس: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}. (يونس: 24)

*********
__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 10-12-2016 الساعة 07:30 AM
رد مع اقتباس