[عادل حسان سليمان]

وماتت...........الشجرة ...........قصة قصيرة
============================

لاادرى ما الذى حدث لى حينما وجدت شجرة صغيرة جدآ فى حديقة المنزل الذى أقطن به وكادت تسقط على الأرض من عصف الرياح بها ............تحركت مشاعر الشفقة بداخلى وأنا أرى الرياح تتحدى هذه الشجرة الضعيفة جدآ وتكاد أن تقضى عليها وتحركت بداخلى مشاعر الشفقة فأخذتها ووضعتها فى مكان وبعد أن أعددته لها فى هذه الحديقة ولاأدرى ما الذى دفعنى الى ذلك ؟؟ ربما أحسست أنها مثلى وحيدة فى هذا العالم .....وكنت يوميآ بعد أن اعود من العمل يجتذبنى الشوق اليها فأجد نفسى مندفعآ اليها لأطمئن على رى هذه الشجرة وابعد عنها ماعلق بها من اتربة أو قاذورات دفعتها اليها الرياح وكأنها تتحدانى وتتحداها .............. وتريد أن تقضى عليها وبعد أن أقوم بتنظيف المكان حولها أجد الراحة فى الجلوس بجوارها أقرأ الصحف أو المجلات التى اعتدت قراءتها بعد عودتى من العمل ........شيئآ فشيئآ بدأت الشجرة تكبر بعض الشىء عما كانت عليه

وأنا الذى أعيش وحيدآ بعد أن توفت والدتى منذ عام ومن قبلها بعامين تقريبآ توفى والدى رحمهما الله .........بدأت أجد سلوتى فى رعاية هذه الشجرة ورؤيتها يوميآ ورى الشجرة وتنظيف ما حولها ..........وكنت مسرور بذلك الى أن حدث يومآ وأنا فى طريقى اليها ومعى أدوات صغيرة استخدمها فى تنظيف المكان حول الشجرة الا ورأيت طاووسآ صغيرآ جدآ جريحآ بجوار الشجرة وبدون تفكير هرعت اليه وأخذته الى داخل المنزل وبدأت أعالج جروحه على قدر ما أعرف ................ وبل تركته فى حجرتى وخرجت أسأل عن الغذاء المناسب له وأشتريت له غذاء وأطعمته وظللت أيام طويلة على هذا الحال............... وأصبح الطاووس بشكله الجميل يستهوينى واهتممت به أكثر وبغذائه بل وسألت عن بيطرى وقام بمداواة جروحه تمامآ .........كان شكله الجميل يستهوينى وأفرح كلما رأيته .......لاأدرى ما الذى حدث لى ؟؟؟؟؟نسيت الشجرة تمامآ .........وتحول اهتمامى الى هذا الطاووس الجميل وكنت كل يوم اتأكد قبل خروجى الى العمل من اغلاق نافذة حجرتى حتى لايطير هذا الطاووس أو يبتعد عنى فقد عشقت رؤيته كل يوم واللهو معه كطفل صغير عشق صدر أمه التى يوفر له غذاءه ويرحمه من الجوع .............نعم كان هذا الطاووس يرحمنى من وحدتى وكنت أحادثه كأنسان معى وأتخيل أحيانآ أنه يريد أن يرد ويبادلنى حبآ بحب ...........الى أن جاء اليوم الذى عدت فيه من العمل ودخلت الى حجرتى بسرعة ولم أجد الطاووس وبحثت هنا وهناك وفجأة وقع بصرى على النافذة التى تركتها سهوآ مفتوحة وأبصرت بقايا ريشة من الطاووس على النافذة فأدركت انه طار ...........اعترانى الحزن الشديد كمن يفقد غاليآ عزيزآ على قلبه وجلست فى حزن بكلمات عتاب أرددها كأنى أعاتب الطاووس الذى نسى ما فعلته من أجله وتركنى ورحل ...........وجلست لدقائق طالت فى حزن وهنا تذكرت الشجرة ولا أدرى ما الذى جعلنى اتذكر الشجرة فى هذا الوقت خصيصآ ..........وكان الوقت يقترب من لحظة الغروب فأسرعت الى الحديقة لأجد الشجرة على الأرض وقد ماتت وجذرها الصغير بدا واضحآ لى .........لاأدرى وجدت نفسى وأنا أنظر الى الشجرة أبكى فى حرقة شديدة ............تمت بحمد الله تعالى