عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 29-04-2016, 11:37 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(11) مَحَاسِنُ الوَفَاءِ

- قِيل في المثل: "أَوْفَى مِن فُكَيْهَةُ"؛ وهي امرأة من بَنِي قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ، كان من وفائها: أن "السُّلَيْك بْن السُّلَكَة" عزا بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ، فلم يجد غفلة يلتمسها، فخرج جماعة من بَكْرٍ فوجدوا أثر قدم على الماء، فقالوا: إن هذا الأثر قدم ورد الماء، فقصدوا له، فلما وافى حملوا عليه، فَعَدَا حتى وَلَج قُبّة فُكَيْهَة فاستجار بها، فأدخلته تحت درعها، فانتزعوا خمارها، فنادت إخوتها، فجاءوا عشرة، فمنعوهم منها. قال: وكان سُلَيْكٌ يقول: كأني أجد خشونة شعر استها على ظهري حين أدخلتني تحت درعها.

- ويُقَال أيضاً: "هو أَوْفَى مِن أُمِّ جَمِيلٍ"، وهي: مِن رَهْطِ ابْنِ أَبي بُرْدَةَ من دَوْسٍ، وكان من وفائها: أن هِشَامَ بْنَ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ المَخْزُومِيَّ قـتـل رَجُلاً من الأَزْد، فبلغ ذلك قومه بالسراة، فوَثَبُوا على ضِرَارِ بْنِ الخَطَّابِ الفِهْرِيِّ ليقـتـلـوه، فَعَدا حتى دخل بيت أُمِّ جَمِيلٍ وعَاذَ بها، فقامت في وجوههم ودعت قومها، فمنعوه لها؛ فلما وَلِيَ أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة، فلما انتسبت له عرف القصة، فقال: إني لست بأخيه إلا في الإسلام، وهو غاز وقد عرفنا مِنَّتَك عليه". وكَافَأها على صَنِيعَها ذاك.

- ويُقَال: "أَوْفَى مِن السَّمَوْأَلِ بْنِ عَادِيَا"، وكان من وفائه: أن امْرِأَ القَيْسِ بنِ حُجْرٍ لما أراد الخروج إلى قَيْصَر استودع السَّمَوْأَلَ دُروعًا له، فلما مات امْرِؤُ القَيْسِ غزاه ملك من ملوك الشام، فَتَحرّز منه السَّمَوْأَلُ، فأخذ الملك ابناً له خارج الحِصن وصاح: يَا سَمْوْأَلُ، هذا ابنك في يدي، وقد علمتَ أن امْرِأَ القَيْسِ ابن عمي وأنا أحق بميراثه، فإن دفعت إليَّ الدروع وإلا ذبـحـتُ ابنك. فقال: أَجّلني. فَأَجلّه، فجمع أهل بيته فَشَاورهم، فكلهم أشاروا بدفع الدُّروع وأن يستنقذ ابنه. فلما أصبح، أَشْرَف عليه وقال: ليس لي إلى دفع الدُّروع سبيل، فاصنع ما أنت صانع!! فـذبـح الملِك ابنه، وهو ينظر إليه، وانصرف الملِك، ووَافَى السَّمَوْأَلِ بالدُّروع في المَوْسِم فدفعها إلى ورثة امْرِؤُ القَيْسِ.

- ويُقَال: "أَوْفَى مِن الحَارِثِ بْنِ عُبَادٍ"، وكان من وفائه: أنّه أَسَر عَدِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ ،ولم يعرفه، فقال له: دُلّني على عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ولك الأَمان، فقال: أنا آمن إن دَلَلتُك عليه. قال: نعم. قال: فأنا عَدِيُّ بْنُ رَبِيعَةَ؛ فَخَلاَّهُ.

- ويُقَال: "أَوْفَى مِن عَوْفِ بْنِ مُحَلِّمٍ"، وكان من وفائه: أن مَرْوَانَ القُرَظَ عزا بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ، ففضوا جيشه وأَسَره رجل منهم -وهو لا يعرفه- فأتى به أُمّه فقالت: إنك تختال بأسيرك كأنك جئت بمَرْوَانِ القُرَظِ! فقال لها مَرْوَانٌ: وما تَرجِين مِن مَرْوَانٍ؟! قالت: عِظَم فِدَائِه. قال: وكم تَرجِين مِن فِدَائه؟ قالت: مِائَة بَعِير. قال مَرْوَانٌ: لَكِ ذلك، على أن تَرُدِّيني إلى خُمَاعَة بِنْتِ عَوْفِ بْنِ مُحَلِّمٍ. قالت: ومَن لي بالمائة؟! فأخذ عُوداً من الأرض، وقال: هذا لَكِ! فَمَضت به إلى عَوْفٍ، فاستجار بخُمَاعَةَ ابْنَتَهُ، فبعثت به إلى عَوْفٍ، ثم إن عَمْرَو بنَ هِنْدٍ بعث إلى عَوْفٍ أن يأتيه بمَرْوَانٍ، وكان واجداً عليه في شيء، فقال عَوْفٌ لرسوله: إن خُمَاعَةَ ابْنَتِي قد أَجَارَته. فقال: إن الملِك قد آلَى أن يعفو عنه ويَضَع كَفّه في كَفّه. فقال عَوْفٌ: يَفْضُل ذلك على أن تكون كَفّي بين أيديهما. فأجابه عَمْرٌو إلى ذلك، فجاء عَوْفٌ بِمَرْوَانٍ فأدخله عليه، فَوَضَع يده في يده ووضع يده بين أيديهما، فعَفَا عنه.

- ومنهم الطَّائِيّ صَاحِب النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، وكان من وفائه: أن النُّعْمَانَ ركب في يوم بُؤسه، وكان له يومان: يوم بُؤس، ويوم نَعيم ... لم يلقه أحد في يوم بُؤسه إلا قـتـلـه، ولا في يوم نَعيمِه إلا حَبَاه وأَعطَاه؛ فاستقبله في يوم بُؤسه أَعْرَابي مِن طَيْءٍ، فقال: حَيَّا اللهُ المَلِكَ، لِي صِبْيَة وصِغَار لم أُوْصِ بهم أحداً، فإن رأى المَلِك أن يأذن لي في إتيانهم، وأُعطِيَه عَهْد اللهِ أن أرجع إليه إذا أَوْصيتُ بهم حتى أضع يدي بين يديه. فَرَّق له النُّعْمَانُ وقال له: لاَ، إلاّ أن يَضْمَنك رجل مِمَنْ مَعَنَا، فإن لم تأتِ قـتـلـنـاه. وكان مع النُّعْمَانِ شَرِيْكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيْلٍ، فنظر إليه الطَّائِيُّ وكَلَّمَه، فقال شَرِيْكٌ: هو عَلَيَّ، أَصْلَحَ اللهُ المَلِكَ. فَمَضَى الطَّائِيُّ وأَجَّل لَه أَجَلاً يأتي فيه، فلما كان ذلك اليوم، أحضر النُّعْمَانُ شَرِيْكاً، وجعل يقول له: إنّ صَدْرَ هذا اليوم قد وَلَّى، وشَرِيْكٌ يقول: ليس لك عَلَيَّ سَبِيل حتى نُمْسِي، فلمّا أَمْسَوا أقبل شَخْصٌ والنُّعْمَانُ يَنظر إلى شَرِيْكٍ، فقال شَرِيْكٌ: ليس لك عَلَيَّ سَبِيلٌ حتى يَدنوَ الشَّخْص فَلَعلّه صَاحِبي، فبينما هما كذلك أقبل الطَّائِيُّ، فقال النُّعْمَانُ: واللهِ، ما رأيتُ أَكرم مِنْكُما! وما أدري أَيُّكما أكرم؟! أهذا الذي ضَمِنَك -وهو المَوْت- أَم أَنت، وقد رَجعتَ إلى الـقـتـل؟! واللهِ، لا أكون إلاّ أكرم الثلاثة. فأطلقه، وأمر برفع يوم بُؤْسه.

*********

__________________
رد مع اقتباس