يارب تبقى دكتور يابنى
دكتور صيدلى كان فى قمة الأدب
دكتور أخذ كل رصيد أسرته المالى ليكمل تعليمه
وحين تخرج بحث عن أى زاد ليفتح صيدليتة الخاصة فلم يجد
فجأة ترك لحيته وقبل أن يعمل فى صيدلية دكتور مشهور
كان يقضى معظم وقته فى القراءة وخاصة الكتب الإنجليزية والفرنسية
فلم ينشغل من حوله بهذه الكتب ظنا بأنها كتب لتخصصه
ترك لحيته وكان لايصلى إلا صلاة الجمعة
لكن الطيبين ظنوه هكذا صار شيخا فكانوا يسألوه فى أمور دينية وكان رده دائما لا أعرف
استمر هذا الوضع طويلا حتى كان حوار له مع أصدقائه حول نصر أكتوبر 1973
حين فاجأهم بأن مصر لم تنتصر ولكنها كانت تمثيلية لتحقيق السلام
أصروا على أن يأتيهم بالدليل على مايدعى
فمد يده وأحضر كتابا فرنسيا مترجم لكاتب يهودى ألمانى
فرد عليه أحد أصدقائه - هل تظن لحظة أن هذا الكاتب وبلده والبلاد المجاورة لبلده كلها تستطيع الإعتراف بنصر أكتوبر
يبدو أنك لاتعلم أن كل هذه الدول وحتى روسيا كانت تعتبر إسرائيل إبنهم المدلل والذى يعيش فى حمايتهم
فلم تساندنا روسيا حبا فينا ولكن كرها فى أمريكا التى تتولى شئون إسرائيل حينها
فاعترافهم بهزيمة إسرائيل هو اعتراف بهزيمتهم
وصعد هذا الدكتور طائرة الهجرة تاركا أهله الذين حرموا من حياتهم الطبيعية من أجل أن يصلوا به لحلمه وحلمهم
رحل الأب ورحلت الأم وإخوته لايذكروه إلا عن طريق حديث سنوى فى الإنترنت البديل الحديث للحفاظ على صلة الرحم
أحيانا الفكر يعزلك عن أهلك وبلدك وكل من أحبوك وكنت لهم أملا وهدفا
__________________
الحمد لله
|