الموضوع: السيره حياه
عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 14-06-2018, 09:08 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي






الوصية الثالثة عشر:
وضع النبى صلى الله عليه وسلم
كل شئ من أمر الجاهلية



قال صلى الله عليه وسلم:
((ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين))،
فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطل،
فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛
فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر،
ولا لوأْد البنات (دفنهنَّ أحياء)،
ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا،
ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.



ودماء الجاهلية موضوعة،
ومِن عدل النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه لم يَحكُم على الناس بما لم يحكُم به على نفسِه،
ونتعلم مِن ذلك أننا لا بدَّ أن نُنفِّذ أوامر الله - عزَّ وجلَّ -
وأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن نأمُر غيرَنا،
لا بدَّ أن نلاحظ أنفسنا أولاً؛ حتى نكون مُنصفين،
وحتى لا نكون مِن الذين قال الله - تعالى - فيهم:
﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾

[البقرة: 44].
فبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أن أول دمٍ يَضعه دم ابن ربيعة.



«دم ابن ربيعة بن الحارث» هو ابن عبد المطلب
كان مسترضعاً في بني سعد ف***ته هذيل،
قال الزبير بن بكار: "كان طفلاً صغيراً يحبو بين البيوت
فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر".
قال الطيبي: "ابتدأ في وضع ال*** والدماء بأهل بيته وأقاربه
ليكون أمكن في قلوب السامعين، وأسدَّ لباب الطمع بترخص فيه".



وأيضًا بيَّن أن الربا موضوع وباطل،
وأول ربًا يضعه - صلى الله عليه وسلم -
رِبا العباس بن عبدالمطَّلب؛
فالرِّبا باطل وحرام، والله - عز وجل - قد حرّم الربا؛
يقول تعالى:
﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]،
ويقول تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ
كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[البقرة: 278 - 279]،
فهذا وعيد شديد لمَن لم يَنتهِ عن الرِّبا.
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((لعَن الله آكِل الربا، وموكِلَه، وكاتبه،
وشاهديه - وقال: هم سواء)).




فآكِل الربا مَلعون،
واللعنَةُ: هي الطرد مِن رحمة الله - عز وجل -
فعلينا بتقوى الله - سبحانه وتعالى - وأكْل الحلال،
والبُعد عن أكل الحَرام، والبُعد عن التعامل بالربا
الذي يُطرَد آكِلُه من رحمة الله تعالى.




الوصية الرايعة عشر:
اللهم اشهد، اللهم اشهد



عندما بيَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ما بيَّن في خطبته، قال للصحابة:
((وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟!))
قالوا: "نشهد أنك قد بلَّغتَ رسالات ربك، وأدَّيت،
ونصَحت لأمَّتك، وقضيتَ الذي عليك"،
فقال بإصبعه السبابة، يَرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس:
((اللهم اشهَد، اللهم اشهَد)).



وفيه دليل على أن الله - عز وجلَّ - في السماء،
هذه هي العقيدة الصحيحة والإيمان الموافق للكتاب والسنَّة،
ولا نقول كما يقول بعضهم: الله في كل مكان،
أو أن الله ليس له مكان، كلُّ هذه اعتقادات باطلة؛
لأن القرآن والسنَّة فيهما شفاء لما في الصدور،
وقد جاء في القرآن قوله تعالى:
﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾
[الملك: 16]،
وقد أقرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
الجارية التي سألها:((أين الله؟))
قالت: في السماء،
فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أَعتِقها؛ فإنها مؤمنة))،
فعلينا بالاتِّباع؛ ففيه النجاة، ولا داعي للتأويل، والتحريف،
والتمثيل، ما دام أن النُّصوص واضِحة ولا لَبس فيها.



ويشهد الصحابة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أدَّى ما عليه، وما قصَّر في شيء، ونحن نشهد بذلك؛
فالنبي - عليه الصلاة والسلام- أدى الأمانة،
وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، فكشف الله به الغمَّة،
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبِه،
ومَن اهتدى بهدْيه وعمل بسنَّتِه إلى يوم الدِّين.



كانت هذه هي حجة الوداع بدروسها العميقة، وآثارها الجليلة،
وقيمتها الهائلة في الميزان الإسلامي،
وأوصى فيها الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم أمته،
وودعها وداعًا أخيرًا، وسعد بها، وسعدت به،
واكتمل فيها الدين، وتمت فيها النعمة،
وكانت كالجائزة للحبيب صلى الله عليه وسلم بعد عناء السنين.



فلنأخُذ هذه الدروس التي يَنفعنا الله - تعالى - بها،
وعلينا اتِّباع السنَّة، ولنبتعد عن كل بدعة؛
لأن كل بدعة ضلالة،وقد جاء في الصحيحَين
عن أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - قالت:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))،
وفي رواية مسلم:
((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ))،
فعلينا باتِّباع السنة المطهَّرة؛ حتى يُطهِّر الله
قلوبنا وأعمالنا مِن البِدع والمُحدَثات.




كم هي البشرية اليوم بحاجة ماسَّة
-بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه-
إلى مراجعة نفسها وتدارك أمرها،
والاهتداء بهدي من أرسله الله
رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم!
فهل تفيء البشرية إلى رشدها،
أم تبقى في غيِّها لا تلوي على أحد،
ولا تُقيم وزنًا لدين أو خلق؟!



نسأل الله عزَّ وجلَّ أن تعود الوحدة بين المسلمين قويةً،
وأن ترجع أمة الإسلام عزيزةً كما كانت.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ألا ما أجمل الإسلام!!
رد مع اقتباس