عرض مشاركة واحدة
  #1578  
قديم 26-12-2017, 04:23 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي



مدخل مسجد مراد بك في سوهاج سنة 1852 .



كان مراد بك واحدا من " الآكلون علي كل الموائد "



حارب الفرنسيين عند احتلالهم لمصر , ثم سرعان ما أنضم اليهم بعد أن وعدوه بحكم الصعيد و في سبيل ذلك قاتل أبناء الشعب ,و اخيرا اتفق مع الانجليز ضد الفرنسيين الي أن مات بالطاعون !



انه مراد بك المملوكي الجركسي 1750-1801 .



مراد بك هو أحد مماليك علي بك الكبير الذي سعي للانفراد بحكم مصر بعيدا عن الدولة العثمانية و أعد حملة للاستيلاء علي الشام بقيادة محمد بك أبو الدهب , لكن سرعان ما تواصل ابو الدهب مع العثمانين و اتفق معهم علي خيانة سيده علي بك الكبير مقابل حكم مصر , و بالفعل أصبح أبو الدهب حاكما لمصر بعد أن *** سيده و سعي الي استرضاء السلطان العثماني لكنه توفي بعد أقل من ثلاثة سنوات .



بعد وفاة أبو الدهب تقاسم كلا من مراد بك و ابراهيم بك حكم مصر لكن دون الدخول تحت طاعة الباشا الذي عينه السلطان العثماني .



عكف مراد بك على لذاته وشهواته و أخذ في بذل الأموال وإنفاقها على أمرائه وأتباعه فانضم إليه بعض أمراء علي بك وغيره ممن مات أسيادهم.



إلا أن شريكي الحكم فوجئا بحملةٍ عسكرية أرسلها عبد الحميد الأول بقيادة حسن باشا الجزايرلي فقاوما هذه الحملة ، غير أن حسن باشا انتصر عليهما ، وحتى يكسبهما إلى جانبه أعطاهما حكم المنطقة الواقعة ما بين برديس - قرب سوهاج - حتى شلال أسوان.



حشد المماليك صفوفهم وهيئوا الفرصة لإبراهيم بك ومراد بك للعودة إلى القاهرة والسيطرة على البلاد مرة أخرى. وآل بعدها إلى مراد بك وإبراهيم بك منصب شيخ البلد ، وكان هذا المنصب حينها هو الحاكم الفعلي لمصر .



عند مجىء الحملة الفرنسية هزم مراد بك إمام الفرنسيين في معركة الأهرام ففر لصعيد مصر. أرسل نابليون بونابرت حملة إلى الصعيد لمطاردة مراد وإخضاع الصعيد بقيادة الجنرال ديزريه ، ثم أرسل إليه أيضاً قنصل النمسا في الإسكندرية شارل روزنتي برسالةٍ مضمونها أن يقدم مراد الطاعة إلى الفرنسيين ، مقابل ذلك يجعله الفرنسيون حاكماً على الصعيد. رفض مراد هذا العرض وكان هذا الرفض بداية لحملة مطاردة طويلة اعتمد فيها مراد بك على اسلوب حرب العصابات بينه وبين ديزريه لمدة عام مما أدى إلى إنهاك ديزريه ، وفقد الفرنسيون الزاد والمئونة والسلاح أيضاً.



وعلى الرغم من ان هذه الخطة قد حققت أهدافها ، لكن الذي تحمل ثمن وتكلفة تلك الخطة هم المصريون أبناء الصعيد ، فلم يكن مراد ينزل بمدينة حتى يلزم أهلها بدفع "الميري" أي الضرائب التي كان يحصلها من الأهالي ب*** ، ثم ما يكاد يتركها ، حتى يتبعه ديزريه لينهب هو الآخر، فقد كان بحاجة إلى المال والطعام فكان جنوده يأخذون الحبوب التي لدى الفلاحين وي***ون حيواناتهم وطيورهم كطعام لهم ، ثم يخلعون أسقف البيوت وأبوابها ونوافذها للتدفئة بها في ليل الشتاء ، ويفرضون الضرائب الباهظة من جديد على الأهالي .



عندما تولى كليبر قيادة الحملة بدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك ، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا على أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كل منهما بحماية الآخر وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية ، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم.



وعندما اشتعلت ثورة القاهرة الثانية شارك مراد بك في عمليات القتال ضد المصريين، ومنع عن القاهرة الإمدادات الغذائية التي كانت ترد إليها من الصعيد ومن الجيزة، فيُذكر أنه:



«قد صادر شحنة من الأغذية والخراف تقدر بأربعة آلاف رأس كانت آتية من الصعيد لنجدة أهل القاهرة، وقدمها هديةً إلى كليبر والجيش الفرنسي، وكادت القاهرة تسقط في مجاعةٍ حقيقية.»



لم يكتفِ مراد بذلك، بل سارع أيضاً بإرسال الهدايا والإمدادات إلى جيش كليبر الذي يحاصر القاهرة، وقدم للفرنسيين المؤن والذخائر، وسلمهم العثمانيين اللاجئين إليه، كما انه نصح كليبر بأن يحرق القاهرة على من فيها، وهو الذي أمد الفرنسيين بالبارود والمواد الحارقة التي استخدمت بالفعل في تدمير أحياء القاهرة. وكان مراد قد اشترى هذا البارود من قبل بأموال المصريين التي جمعها منهم للدفاع عن مصر ضد أي خطرٍ يمكن أن تتعرض له.



ومن مكانه في الصعيد، أخذ مراد بك يتابع الموقف في القاهرة والإسكندرية بدقة شديدة، وبدأ يرى بعينيه نهاية الحملة، واقتنع بضعف الفرنسيين أمام الإنجليز. فاتصل الإنجليز، الذين اعلنوا أنهم سيصفحون عن كل ما ارتكبه مراد إذا ما انضم إليهم في المعركة الأخيرة التي كان يجري التحضير لها لإنهاء وجود الحملة في مصر. فأبدى مراد استعداده التام للانضمام إلى الإنجليز ومحاربة الفرنسييين .



وفي ذروة سعادته بأنه نجح في أن يلعب على الجانبين الفرنسي والإنجليزي كان المرض القاتل ينتظره. فقبل نشوب المعركة الأخيرة بين الإنجليز والفرنسيين، أصابه مرض الطاعون ومات به في 22 أبريل عام 1801 ودفن في سوهاج .



قال عنه الجبرتي في نعيه في وفيات أبريل عام 1801:



«أنه كان من الأسباب في خراب الإقليم المصري بما تجدد منه ومن مماليكه وأتباعه من الجور والقصور، ومسامحته لهم فلعل الهم يزول بزواله".»



الصورة لمدخل مسجد مراد بك في سوهاج 1852 .









الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس