عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-07-2011, 06:44 PM
الصورة الرمزية أ / طارق عتمان
أ / طارق عتمان أ / طارق عتمان غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 1,856
معدل تقييم المستوى: 16
أ / طارق عتمان is on a distinguished road
افتراضي ### الخيبة ( العادية ) , و الخيبة ( التقيلة ) !! ـ ###

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

طبعا كلنا عارفين إن الخيبة أنواع ,

و أشهر نوعين في الخيبة هما :
الخيبة العادية , و دي أكثر أنواع الخيبة انتشارا
و الخيبة التقيلة , و دي موجودة لكن مش بنفس انتشار الخيبة العادية ,
و أحد المواضيع التي تدخل تحت باب الخيبة العادية هو :
إن الواحد ( يعمل ) الذنب , و ( يستمتع ) بيه لحظات معدودة , و في الآخر ( ياخد سيئات ) كتييير ,

أما لو بحثنا عن نفس الموضوع في باب الخيبة التقيلة فهنلاقيه برضو , لكن بشكل مختلف شوية :
إن الواحد ( ما يعملش ) الذنب , و ( ما يستمتعش ) بيه لا مدة قليلة و لا كتيرة , و في الآخر ( ياخد سيئات ) برضو !!
و هي دي الخيبة التقيلة اللي بنتكلم عنها ,

واحد هيقول لي إزاي يعني آخد سيئات من غير ما أعمل ذنب أصلا ؟؟
بالبلوتوث و لا بالواي فاي ؟؟

هقول له لا كده و لا كده , إنما ( بالنية ) !!

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا ، فهذا بأفضل المنازل ،
وعبد رزقه الله تعالى علما ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالا ، لعملت بعمل فلان فهو بنيته ، فأجرهما سواء ،
وعبد رزقه الله مالا ، ولم يرزقه علما ، يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل ،
وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول : لو أني لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء ))
[ الراوي: أبو كبشة الأنماري - المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3024
خلاصة حكم المحدث: صحيح ]


يا عم انت هتجنني ؟؟
إزاي يا عم الحاج آخد ذنب حاجة ما عملتهاش ؟؟
و بعدين هو مش الرسول قال :
(( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك ،
فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ،
فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،
ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ،
فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة ))
[ الراوي: عبدالله بن عباس - المحدث: البخاري -
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6491
خلاصة حكم المحدث: صحيح ]


أهو يا عم , الرسول بنفسه بيقول لك :
لو هم بسيئة و لم يعملها كتبها الله له حسنة , مش سيئة ,
منكم لله , عاوزين تحرموا علينا عيشتنا

هرد عليك و أقول لك طب اقرأ الحديث ده كده :
(( قال الله عز وجل : إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل .
فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها .
وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها .
فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة - وهو أبصر به - فقال : ارقبوه , فإن عملها فاكتبوها له بمثلها , وإن تركها فاكتبوها له حسنة , إنما تركها من جراي .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . وكل سيئة تكتب بمثلها حتى يلقى الله ))
[ الراوي: أبو هريرة - المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 129
خلاصة حكم المحدث: صحيح ]

الفرق بين الحديثين صغير جدا ,
لكن الحديث التاني فيه جملة زيادة مهمة قوي و هي :
(( إنما تركها من جراي ))
يعني تركها لأجل الله ,
مش لأجل إنه ماجالوش نفس المرة دي ,
أو إن العين بصيرة و الإيد قصيرة ,
أو الناس شايفينه فما عرفش يعملها ,
أو مش معاه فلوس يعملها ,

كما قال ابن الجوزي في صيد الخاطر يذم أمثال هؤلاء :
" كأنك لا تترك لله إلا ما لا تشتهي أو ما لا تصدق الشهوة فيه , أو ما لا تقدر عليه "
أو أي سبب يخليه ( عاجز ) عن ارتكاب المعصية ,

فقد قال النووي : " من نوى المعصية، وأصر على فعلها ولم يمنعه منها إلا العجز يكون آثماً، وإن لم يفعلها ولم يتكلم بها " .

وقال الحافظ في الفتح : " إنما تكتب الحسنة لمن هم بالسيئة فلم يعملها إذا قصد بتركها وجه الله تعالى وحينئذ فيرجع إلى العمل وهو فعل القلب. "

فالله نزل العاجز المتمني منزلة الفاعل ,

ففي الحديث الشهير
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار.
فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟!
قال: إنه كان حريصاًعلى *** صاحبه.))
[ رواه البخاري ومسلم ]

فالمقتول لم ي*** صاحبه , بل ( عجز ) عن ذلك , لكنه ( كان حريصا ) على ذلك , فعاقبه الله بنفس جزاء القاتل لأنه تمنى أن يكون مكانه

و هي دي الخيبة التقيلة جدا ,
إن الواحد ما يعملش الذنب , و في نفس الوقت ياخد السيئات بتاعته ,
علشان كده المفروض نتوب من أي ذنب ,
و و ننوي إننا ما نعملش أي ذنب حتى لو قدرنا عليه أو بقى متاح لينا ,
كلمة أخيرة لابد منها ,
لأن فيه واحد الشيطان هيلعب في دماغه دلوقتي و يوهمه إنه نفسه يعمل كل الذنوب اللي في الدنيا ,
و هو هيحاول يستعيذ بالله من الشيطان أحسن ياخد الذنوب دي كلها ,
لو حد جات له الحالة دي يعرف إنه وسواس و لا يلقي إليه بالاً ,
لأن الشيطان شاطر ولو ما عرفش يفسد الناس عن طريق إيقاعهم في المعصية ,
بيحاول يوسوس لهم في الطاعة ,


جزاكم الله خيرا

و لا تنسوا كاتب الموضوع من دعوة صالحة بظهر الغيب
أن يُصلح الله له شأنه كله و يُدخله الجنة و يُجِرْه من النار و جميع المسلمين و المسلمات ..

>> حقوق النشر للجميع <<
__________________

رد مع اقتباس